زمالة الروبوتات
أمجد المنيف
تكتسب تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مهارات متزايدة، جعلتها تفرض نفسها كأحد أهم أدوات التحديث والتطور في المجالات كافة. فمع إمكانيات تسمح بتنفيذ أسرع وقدرات تشغيلية أعلى، وكفاءة عمل، ودقة أفضل في اتخاذ القرار من البشر في بعض الأحيان؛ بات السؤال المطروح هو: هل اقتربت لحظة حلول الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الذكاء البشري؟
من المتوقع أن تتغلغل الروبوتات والذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية بحلول عام 2025. وقد يكون لهذا آثار هائلة على العديد من قطاعات الأعمال، وأبرزها الرعاية الصحية، وخدمة العملاء، والخدمات اللوجستية. وهناك شبه إجماع بين العديد من الخبراء على أنه سيتم أتمتة عدد من المهن بالكامل في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.
عند طرح النقاش حول الذكاء الاصطناعي مقابل الذكاء البشري، فإن الإنجازات الحديثة للذكاء الاصطناعي تحاكي الذكاء البشري بشكل أكبر مما كان يعتقد سابقًا. ومع ذلك، فإن ما يميز الإنسان هو قدرته على التفكير، والفهم، والتعلم، وتطبيق المعرفة المكتسبة بشعور من الخبرة.
يرى البعض أيضًا أن الذكاء الاصطناعي، وما يسفر عنه من زيادة الإنتاجية والكفاءة، قد تقصر أسبوع العمل. وهو ما يبدو جيدًا من الناحية النظرية، ولكنه يأتي مع مجموعة من القضايا الخاصة به، مثل: كيف ستتأثر الأجور والمزايا؟ ومن الذي يجني الجزء الأكبر من المكافآت المالية: الشركات، أم العمال، أم الحكومات؟ لا تزال هذه الأسئلة بلا إجابة..
الجدال المحتدم حول الذكاء الاصطناعي وسيناريوهات السيطرة في المستقبل، يشغل العديد من الباحثين والخبراء والمهتمين. وقد نشر موقع “AI بالعربي”، الموقع العربي المتخصص في أخبار وتقارير الذكاء الاصطناعي، تقريرًا مهمًا عن هذه السيناريوهات المستقبلية.
يتناول التقرير الذي حمل عنوانًا مثيرًا: “هل الذكاء الاصطناعي يقتل القدرات البشرية؟”، مستقبل المهارات البشرية في ظل تصاعد قدرات الذكاء الاصطناعي. ويستعرض التقرير وجهتي النظر المتخوفة المحذرة والمتفائلة المتساهلة مع الانتشار الكبير لتقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. كذلك تطرق التقرير إلى مجالات عديدة، حيث يتوقع للذكاء الاصطناعي أن يكون صاحب الكلمة العليا فيها مستقبلاً، رغم أنها كانت حكرًا على البشرية، وعلى رأسها الفن وما يمثله من نشاط إنساني مرتبط في الأساس بالمشاعر والعواطف التي لا تتمتع بها الآلة.
ولم يغفل التقرير تسليط الضوء على تحذيرات الخبراء العاملين في مجالات الذكاء الاصطناعي أنفسهم، من الصعوبات التي يتوقع أن تنجم عن توسع مجتمع الذكاء الاصطناعي.
لقد حان الوقت للنظر في كيفية تحسين المهارات المتعلقة بالتكنولوجيا، مع تعزيز المهارات البشرية المميزة في نفس الوقت. فالإبداع والحدس والمبادرة والتفكير النقدي، هي مهارات بشرية لن تترجم على الأرجح إلى روبوتات، ليس على المدى القريب على الأقل. جاء الوقت لنفكر بالفعل في التوصل لطريقة تساعدنا – كأصحاب أعمال وعاملين – في تسخير الروبوتات لزيادة العمل الذي نقوم به. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن يمر وقت طويل قبل أن يصبح زميلك التالي في العمل روبوتًا. والسلام.