AI بالعربي – متابعات
سلّطت جولة الصحافة البريطانية، اليوم، الضوء على تنامي القلق العالمي من تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الإبداع البشري، إلى جانب مواقف سياسية دولية مرتبطة بالحرب في أوكرانيا وخطط السلام المطروحة، في مشهد يعكس تداخل التقنية بالسياسة والثقافة.
هل ما نقرأه من صنع البشر أم الآلة؟
استهلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية هذه الجولة بمقال يناقش تصاعد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الحياة، وما يرافقه من صعوبة متزايدة في التمييز بين ما ينتجه البشر وما تصنعه الخوارزميات.
وتساءلت الكاتبة سارة أوكونور، في مقال بعنوان “هل نحتاج إلى وضع علامة صنعه البشر؟”، عمّا إذا كان بالإمكان التأكد من أن النصوص والمقالات التي نطالعها اليوم كُتبت فعلًا بأيدٍ بشرية، في ظل التداخل المتزايد بين الإبداع الإنساني وأدوات الذكاء الاصطناعي.
وأشارت أوكونور إلى لجوء بعض الكتّاب إلى بث مباشر أثناء عملية الكتابة، في محاولة لإثبات خلو أعمالهم من أي تدخل آلي، تفاديًا للاتهام باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى.
تشريعات أوروبية وأسئلة مفتوحة
وبحسب المقال، يستعد قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي لفرض وضع علامات توضيحية على أنواع محددة من المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أنه ليس من إنتاج بشري خالص، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية، لكنها تفتح في الوقت ذاته بابًا واسعًا للنقاش حول جدوى هذا التصنيف.
وترى الكاتبة أن الإشكال الأكبر يظهر في صناعة ألعاب الفيديو، حيث تشير التجربة العملية إلى أن الإفصاح عن استخدام الذكاء الاصطناعي داخل هذا القطاع شديد التعقيد، نظرًا لتداخله مع مراحل التطوير المختلفة.
ألعاب الفيديو في قلب الجدل
وفي هذا السياق، بدأ متجر “ستيم”، المنصة الرقمية الأبرز لألعاب الكمبيوتر، منذ يناير 2024، بإلزام مطوري الألعاب بالإفصاح عن مدى استخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وطبيعة هذا الاستخدام داخل ألعابهم.
ويستند المقال إلى الخبير المخضرم في صناعة الألعاب إيشيرو لامب، الذي أوضح أن نحو ألف لعبة أفصحت عن استخدامها للذكاء الاصطناعي بحلول أبريل 2024، قبل أن يقفز العدد لاحقًا إلى أكثر من 11 ألف لعبة.
ويمثل هذا الرقم ما يقارب 9 في المئة من إجمالي مكتبة ألعاب “ستيم”، في مؤشر واضح على تسارع اعتماد الذكاء الاصطناعي داخل صناعة الترفيه الرقمي، وما يرافقه من أسئلة أخلاقية وتنظيمية متزايدة.
بين الشفافية والإبداع
ويخلص التقرير إلى أن الجدل الدائر حول الذكاء الاصطناعي لم يعد مقتصرًا على قدرته التقنية، بل بات مرتبطًا بجوهر الإبداع الإنساني نفسه، وحدود الشفافية المطلوبة، في وقت تتسارع فيه الخوارزميات لتصبح جزءًا لا يتجزأ من عملية الإنتاج الثقافي والإعلامي حول العالم.








