من يأخذ القرار فعلًا؟.. سلطة غير مرئية في التطبيقات اليومية
AI بالعربي – متابعات
مقدمة
حين نفتح تطبيقًا لحجز فندق، أو نطلب وجبة عبر الهاتف، أو حتى نبحث عن صديق جديد على منصة اجتماعية، نتصور أن القرار قرارنا نحن. لكن الحقيقة أن وراء هذه الخيارات اليومية سلطة غير مرئية تُعيد صياغة قراراتنا، عبر خوارزميات ذكية تعرف متى ندفع، وماذا نختار، وكيف نتصرف.
هذه السلطة لا تُعلن عن نفسها، لكنها حاضرة في كل مكان: في ترتيب النتائج، في التوصيات المقترحة، وحتى في اللحظة التي نتردد فيها قبل الضغط على زر “شراء”. السؤال إذن: هل نحن من يأخذ القرار فعلًا، أم أن الخوارزميات هي التي تأخذه باسمنا؟
من القرار البشري إلى القرار الخوارزمي
-
القرار التقليدي: ينبع من الفرد بعد جمع المعلومات والتفكير.
-
القرار الخوارزمي: يُعاد توجيه الفرد ليختار من بين خيارات محددة مسبقًا.
-
الفرق: الإنسان يظن أنه يقرر، بينما هو يتحرك داخل مسار مُصمَّم بدقة.
كيف تُمارس السلطة غير المرئية؟
-
ترتيب النتائج: ما يظهر أولًا يبدو دائمًا “الأفضل”.
-
التوصيات المخصصة: تقديم خيارات تناسب رغبات مستنتجة سلفًا.
-
الإشعارات اللحظية: دفع المستخدم إلى قرار سريع لا يحتمل التفكير.
-
التضييق غير المعلن: بعض الخيارات تُخفى أو تُهمل لتوجيه السلوك.
أمثلة واقعية
-
التجارة الإلكترونية: منتجات معينة تُدفع للأمام عبر خوارزميات التوصية.
-
التطبيقات المالية: تنبيهات الاستثمار مصممة لتوجيه المستخدم نحو قرارات محددة.
-
منصات الفيديو: مقاطع مقترحة تحوّل المشاهدة إلى إدمان متواصل.
-
التطبيقات الصحية: اقتراحات طبية أو رياضية تبني نمط حياة كامل دون وعي المستخدم.
الأثر على الفرد والمجتمع
-
وهم الحرية: يشعر الفرد أنه يقرر بينما هو يسير وفق مسار مُهندس.
-
إعادة تشكيل الرغبات: ما نعتبره “اختيارًا شخصيًا” قد يكون قرارًا خوارزميًا.
-
توحيد السلوكيات: ملايين المستخدمين يتجهون لنفس القرارات دون اتفاق مسبق.
-
فقدان المسؤولية: الفرد قد يتخلى عن التفكير النقدي حين يثق بالأنظمة الذكية.
الوجه المشرق
-
تجربة سلسة: القرارات تصبح أسرع وأسهل.
-
تخصيص فعّال: توفير خيارات تلائم اهتمامات الفرد.
-
تقليل الأخطاء: الأنظمة الذكية قد تحمي المستخدم من قرارات ضارة.
الوجه المظلم
-
التحكم الخفي: السلطة تُمارس دون وعي أو مساءلة.
-
إفقار الحرية: الاختيارات الحقيقية تختفي وراء واجهات براقة.
-
الاعتماد المفرط: الإنسان يفقد قدرته على اتخاذ القرار المستقل.
-
الاستغلال التجاري والسياسي: القرارات تُوظف لتعظيم الأرباح أو السيطرة.
شاشة تطبيق تعرض توصيات خوارزمية للمستخدم

رمزية لقرارات يومية تُدار من غرفة تحكم رقمية

لوحة رقمية تمثل سلطة غير مرئية توجه اختيارات المستخدمين

س: كيف تؤثر الخوارزميات على قراراتنا اليومية؟
ج: عبر ترتيب النتائج، تقديم التوصيات، وإخفاء بعض الخيارات لتوجيه المستخدم.
س: هل يفقد الإنسان حريته في اتخاذ القرار؟
ج: ليس تمامًا، لكنه يتحرك داخل مسارات مرسومة مسبقًا تقلل من مساحة الاختيار الحر.
س: ما إيجابيات هذا النظام؟
ج: تسهيل القرارات، تقليل الأخطاء، وتخصيص التجربة.
س: وما مخاطره؟
ج: التحكم الخفي، الاستغلال التجاري والسياسي، وفقدان الاستقلالية.
الخلاصة
القرارات في عصر التطبيقات لم تعد فردية تمامًا، بل صارت نتاجًا لتفاعل بين المستخدم وخوارزميات خفية تمارس سلطة غير مرئية. وبينما تُسهّل هذه السلطة حياتنا اليومية، فإنها تطرح سؤالًا مصيريًا: هل لا نزال نقرر فعلًا، أم أن القرارات تُتخذ باسمنا قبل أن نضغط على زر واحد؟
اقرأ أيضًا: الخصوصية وهم أنيق.. أنظمة تعلم ذاتي تعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا
Beta feature