في ظل صعود النماذج التوليدية.. تهديدات خفية للوعي الجمعيّ
AI بالعربي – متابعات
مقدمة
منذ أن دخلت النماذج التوليدية (Generative Models) مثل ChatGPT وMidJourney وSora إلى المشهد التقني، والحديث لا يتوقف عن قدراتها في إنتاج النصوص والصور والفيديوهات بجودة غير مسبوقة. في البداية، بدت هذه النماذج أشبه بـ “ألعاب تقنية” مدهشة. لكن مع انتشارها في الإعلام، التعليم، والسياسة، بدأت المخاوف تتعاظم: هل نحن أمام تهديد جديد، أكثر خطورة، يتمثل في إعادة تشكيل الوعي الجمعي؟
الثورة هنا ليست مجرد ثورة أدوات، بل ثورة سرديات قد تغيّر الطريقة التي نفهم بها الواقع ونبني بها الحقائق المشتركة.
ما هي النماذج التوليدية؟
-
أنظمة ذكاء اصطناعي تُدرَّب على مليارات البيانات لتنتج محتوى جديدًا (نصوص، صور، أصوات).
-
تختلف عن محركات البحث لأنها تخلق محتوى جديدًا بدلاً من استرجاعه.
-
تمتاز بالقدرة على محاكاة الأسلوب البشري بشكل مقنع.
القوة الكامنة: لماذا تُدهشنا؟
-
الإبداع الآني: كتابة قصص أو إنتاج تصاميم في ثوانٍ.
-
التخصيص: القدرة على تكييف المحتوى ليتناسب مع اهتمامات كل مستخدم.
-
التأثير الجماهيري: ما يُنشر عبر هذه النماذج قد يصل إلى ملايين في لحظة.
لكن هنا تكمن المفارقة: ما يُدهشنا قد يكون هو نفسه ما يُشكل تهديدًا خفيًا.
تهديدات خفية للوعي الجمعي
-
المعلومات المضللة: المحتوى المُولَّد قد يبدو حقيقيًا لكنه غير دقيق، ما يعزز نشر الأخبار الزائفة.
-
تآكل الثقة: إذا بات من السهل تزييف النصوص والصور والفيديوهات، فقد نفقد الثقة في أي محتوى على الإنترنت.
-
فقاعات الرأي: التخصيص المفرط يؤدي إلى عزل الأفراد داخل “فقاعات” فكرية، ما يضعف الحوار المجتمعي.
-
إضعاف الإبداع البشري: الاعتماد الزائد على النصوص أو التصاميم المولدة يقلل من مكانة الإبداع الإنساني.
-
إعادة كتابة التاريخ: يمكن استخدام النماذج لتصنيع روايات تاريخية أو سياسية مزيفة تؤثر على ذاكرة المجتمعات.
أمثلة واقعية
-
الانتخابات الأمريكية 2024: تقارير عن استخدام صور وفيديوهات مولدة للتأثير على الناخبين.
-
وسائل الإعلام: مؤسسات كبرى وقعت في فخ نشر صور مولدة ظنًا أنها حقيقية.
-
المنصات التعليمية: طلاب يستخدمون نماذج توليدية لكتابة أبحاث كاملة، ما يثير تساؤلات حول النزاهة الأكاديمية.
الجانب الإيجابي: هل يمكن أن تكون فرصة؟
-
في الفن والإبداع، تتيح هذه النماذج التعبير عن أفكار لم يكن من الممكن تجسيدها.
-
في التعليم، تساعد على تبسيط المفاهيم عبر محتوى مخصص للطلاب.
-
في الإعلام، يمكن أن تُستخدم لصناعة تجارب تفاعلية ثرية.
لكن التحدي هو في الضبط والاستخدام المسؤول.
كيف نتعامل مع هذه التهديدات؟
-
التشريعات: وضع قوانين تحدد ما يمكن وما لا يمكن توليده.
-
التقنيات المضادة: تطوير أدوات لرصد المحتوى المزيف (AI vs. AI).
-
التربية الرقمية: رفع وعي المستخدمين بأن ما يقرؤونه أو يشاهدونه قد لا يكون حقيقيًا.
-
المساءلة: إلزام الشركات المنتجة لهذه النماذج بالشفافية حول بيانات التدريب والاستخدام.
لوحة رمزية توضح تأثير الخوارزميات على الوعي الجمعي

مستخدم أمام شاشة تملؤها صور ونصوص مولدة بالذكاء الاصطناعي

س: ما المقصود بالنماذج التوليدية؟
ج: أنظمة ذكاء اصطناعي تُنتج نصوصًا وصورًا وأصواتًا جديدة بناءً على بيانات تدريب ضخمة.
س: كيف تهدد الوعي الجمعي؟
ج: عبر نشر محتوى مضلل، وإضعاف الثقة في المعلومات، وصناعة فقاعات فكرية.
س: هل يمكن الاستفادة منها إيجابيًا؟
ج: نعم، في التعليم والفن والإبداع، لكن مع ضوابط وتشريعات واضحة.
س: ما المطلوب لمواجهة مخاطرها؟
ج: تشريعات، تقنيات مضادة، ووعي مجتمعي متزايد.
الخلاصة
في ظل صعود النماذج التوليدية، لم يعد التحدي هو الانبهار بقدرتها على توليد النصوص والصور، بل كيف نضمن أن لا تتحول إلى أدوات لإعادة تشكيل الوعي الجمعي بشكل خطير. إنها ثورة تقنية تحمل وعودًا هائلة، لكنها أيضًا تحمل تهديدات خفية تتطلب يقظة وتشريعات ووعيًا مستمرًا.
اقرأ أيضًا: ليست مجرد أدوات تقنية.. خوارزميات تصوغ مصائرَ
Beta feature
Beta feature