AI بالعربي – متابعات
أعرب عدد من أبرز الباحثين وقادة المنصات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي عن مخاوف متزايدة من أن يقود التطور السريع لهذه التقنية إلى تهديد وجودي للبشرية، في تحذيرات صدرت عن أسماء بارزة، من بينها جيفري هينتون، ويوشوا بنجيو، وديميس هاسابيس، وسام ألتمان، وداريو أمودي، وإيلون ماسك، بحسب ما كتبته آنا لويز جاكسون.
تحذيرات تتجاوز سيناريوهات الخيال
رغم أن بعض هؤلاء الخبراء قدّروا احتمالية وقوع سيناريو كارثي يصل إلى 25%، فإن نايت سواريس، رئيس معهد أبحاث الذكاء الآلي “MIRI”، يرى أن هذه التقديرات لا تزال “متفائلة بشكل مفرط”. سواريس هو المؤلف المشارك لكتاب “If Anyone Builds It, Everyone Dies” أو “إذا بناه أحد، سيموت الجميع”، الذي حقق مبيعات مرتفعة مؤخرًا، ويجادل بأن المسار الحالي لتطوير الذكاء الاصطناعي يقود نحو كارثة ما لم يحدث تغيير جذري.
الذكاء الخارق وسلوكيات لم تُطلب
يستكشف الكتاب، الذي شارك في تأليفه الباحث إيليزر يودكوفسكي، المخاطر المرتبطة بما يُعرف بـ “الذكاء الخارق”، أي الأنظمة النظرية التي قد تتجاوز ذكاء البشر. وخلال مشاركته في فعاليات “قمة الأفكار التي تُغير العالم”، التي نظمتها مجلة “Fast Company” وجامعة “Johns Hopkins” في واشنطن، قال سواريس: “نحن نطوّر أنظمة ذكاء اصطناعي تتصرف بطرق لم يطلبها أحد، ولديها دوافع وسلوكيات ناشئة لم يتوقعها أحد”.
سيناريو الهلاك الشامل
أضاف سواريس أن امتلاك أنظمة فائقة الذكاء تسعى لتحقيق أهداف لم يرغب بها البشر قد يقود، برأيه، إلى نتيجة واحدة حتمية، وهي هلاك جميع سكان الأرض. هذا التصور يعكس قلقًا متزايدًا من فقدان السيطرة على أنظمة تتخذ قرارات مستقلة في بيئات معقدة.
تجاهل العواقب السلبية المحتملة
شبّه سواريس عمل بعض رواد الذكاء الاصطناعي ببناء طائرة أثناء تحليقها من دون تجهيزها بعجلات هبوط، معتبرًا أن التركيز ينصب على التسريع والابتكار، دون إيلاء اهتمام كافٍ للعواقب السلبية المحتملة. وأشار إلى أن حجم الاستثمارات العالمية الضخمة في هذا المجال يعكس رهانًا واسعًا على أن التقنية لن تنتهي بـ “فشل ذريع”.
خياران متطرفان لمستقبل واحد
بحسب سواريس، يواجه العالم خيارين “مجنونين”: الأول يتمثل في أتمتة العمل البشري بشكل شبه كامل، ما يؤدي إلى تركّز الثروة والسلطة الاقتصادية في أيدي قلة قليلة، والثاني أن يتطور الذكاء الاصطناعي ليصبح فائق الذكاء إلى حد القضاء على الجميع. وقال: “العالم لم يستوعب بعد مدى خطورة هذا الذكاء الاصطناعي”.
القلق بوصفه نافذة أمل
ورغم هذه الصورة القاتمة، يرى سواريس أن هناك سببًا محدودًا للتفاؤل، يتمثل في تزايد القلق العام والتعبير الصريح عن المخاوف. هذا القلق، برأيه، قد يشير إلى وضع “هش” في مسار التطوير، لكنه يفتح باب المراجعة. وأضاف: “ربما إذا تساءل عدد كافٍ من الناس: لحظة، ماذا نفعل الآن؟ ما هذا بحق الجحيم؟، فقد يهز ذلك العالم بأسره ويدفعه إلى تغيير مساره قبل فوات الأوان”.








