AI بالعربي – متابعات
أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي “GPT-5.2″، مؤكدة أنه الإصدار الأكثر تقدمًا حتى الآن للاستخدام المهني اليومي، في خطوة تعكس احتدام المنافسة في سوق النماذج المتقدمة وتسارع وتيرة التطوير بين الشركات الكبرى.
ويتيح النموذج الجديد إنشاء جداول البيانات، وبناء العروض التقديمية، وكتابة التعليمات البرمجية، وفهم الصور، إضافة إلى التعامل بكفاءة مع السياقات الطويلة والمعقدة، ما يجعله موجّهًا بشكل واضح لبيئات العمل الاحترافية.
إتاحة “GPT-5.2” عبر “ChatGPT” وواجهة البرمجة
ووفقًا لشبكة “CNBC”، سيكون نموذج “GPT-5.2” متاحًا بدءًا من يوم الجمعة عبر برنامج “ChatGPT”، إضافة إلى واجهة برمجة التطبيقات “API” الخاصة بالشركة، ما يوسّع نطاق استخدامه بين المطورين والمؤسسات حول العالم.
ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع قليلة من إطلاق النموذج السابق “GPT-5.1″، في توقيت تشهد فيه سوق الذكاء الاصطناعي تصاعدًا ملحوظًا في المنافسة، خاصة بعد طرح شركتي “Anthropic” و”Google” نماذج جديدة الشهر الماضي.
حالة طوارئ داخل “OpenAI”
دفعت حدة المنافسة المتزايدة شركة “OpenAI” إلى إعلان حالة طوارئ قصوى داخلية، ركزت على تحسين أداء “ChatGPT” وتأجيل عدد من المشاريع الأخرى مؤقتًا، بهدف تعزيز القدرة التنافسية في مواجهة النماذج المنافسة.
وأكدت فيدجي سيمو، الرئيسة التنفيذية لتطبيقات “OpenAI”، خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس، أن الشركة أعادت توجيه مواردها نحو أولويات محددة، قائلة: “أعلنا حالة الطوارئ لتأكيد رغبتنا في تركيز الموارد على أولويات واضحة، وتحديد المشاريع التي يمكن تأجيلها، وقد خُصصت موارد إضافية لـ ChatGPT”.
تصريحات “سام ألتمان” بشأن المنافسة
من جانبه، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، لشبكة “CNBC”، إن إطلاق “Google” لنموذج “Gemini 3” كان تأثيره أقل مما كان متوقعًا في البداية، مشيرًا إلى أن الشركة تتوقع الخروج من حالة الطوارئ بحلول يناير كانون الثاني.
وأضاف ألتمان أن أي تهديد تنافسي يجب التعامل معه بسرعة، معتبرًا أن سرعة الاستجابة أصبحت عنصرًا حاسمًا في سباق الذكاء الاصطناعي المتقدم.
ثلاثة إصدارات لتلبية الاستخدامات المختلفة
يتوافر “GPT-5.2” بثلاثة إصدارات رئيسية، تشمل إصدار “Instant” الأسرع في الكتابة والبحث، وإصدار “Thinking” المصمم للعمل المنظم مثل البرمجة والتخطيط، إضافة إلى إصدار “Pro” الذي يقدّم أعلى مستوى من الدقة في معالجة المسائل المعقدة.
وأكدت “OpenAI” أن النموذج الجديد تفوّق على معايير صناعية معتمدة، من بينها “SWE-Bench Pro” الخاص بأداء البرمجة، و”GPQA Diamond” الذي يقيس مهارات التفكير العلمي على مستوى الدراسات العليا.
نتائج متقدمة في الاختبارات
في اختبار “GDPval” الذي أجرته الشركة سابقًا، تفوق “GPT-5.2” على كبار المتخصصين أو عادل أداءهم في نحو 70.9% من المهام الدقيقة، وهو ما اعتبرته الشركة مؤشرًا على قدرته العالية في المجالات الاحترافية.
وأوضحت سيمو أن هذا التطوير لم يكن وليد اللحظة، مؤكدة أن العمل على التكامل الجديد استمر لأشهر طويلة، رغم وتيرة الإصدارات السريعة التي تتبعها الشركة.
مقارنة مع نماذج “Anthropic”
ورغم هذه النتائج، سجل نموذج “Opus 4.5” من شركة “Anthropic” أداءً أعلى من “GPT-5.2” في اختبار “SWE-Bench Verified”، غير أن “OpenAI” اعتبرت هذا المعيار أقل مقاومة للتلوث وأقل تنوعًا وأقل ملاءمة للتطبيقات الصناعية مقارنة بـ “SWE-Bench Pro”، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
نمو متسارع لقاعدة المستخدمين
تأسست شركة “OpenAI” قبل عشر سنوات كمختبر أبحاث، لكنها تحوّلت سريعًا إلى واحدة من أسرع شركات التكنولوجيا نموًا بعد إطلاق “ChatGPT” في عام 2022، حيث يستخدم البرنامج أكثر من 800 مليون شخص أسبوعيًا حول العالم.
إنذار داخلي وتسريع التطوير
على خلفية المنافسة المتصاعدة، أطلقت “OpenAI” ما وصفته بإنذار أحمر داخلي مطلع ديسمبر كانون الأول، لتوجيه الموظفين نحو تعزيز قدرات “ChatGPT”. وأكدت سيمو أن هذا الإجراء أسهم في إنهاء تطوير “GPT-5.2″، مع نفي أن يكون سببًا مباشرًا لتقديم موعد الإطلاق، بحسب تقرير لموقع “Wired”.
تحسينات تقنية وتقليص “الهلوسات”
وشددت الشركة على أن الإصدار الجديد يمثل الأكثر فاعلية حتى الآن، مع تحسن واضح في المنطق، وإنتاج العروض التقديمية، وفهم الصور، وإدارة المهام المتسلسلة والبرمجة. كما انخفضت الأخطاء الواقعية أو ما يُعرف بـ “Hallucinations” في نسخة “Thinking” بنسبة 38% مقارنة بالإصدار السابق.
سباق الإيرادات والقدرات الحاسوبية
وتهدف هذه التحسينات إلى احتواء تقدم النماذج المنافسة، وعلى رأسها نموذج “Claude” من “Anthropic” ونموذج “Gemini 3” من “Google”، الذي تجاوز عدد مستخدميه الشهري 650 مليون مستخدم، في حين يبلغ عدد مستخدمي “ChatGPT” أسبوعيًا نحو 800 مليون مستخدم.
وعلى عكس “Google” التي تعتمد على الإعلانات كمصدر رئيسي للدخل، لا تحقق “OpenAI” أرباحًا شهرية حتى الآن، ولا تتوقع الوصول إلى الربحية قبل عام 2029.
استثمارات ضخمة وخطط مستقبلية
تستثمر “OpenAI” نحو 1.4 تريليون دولار على مدى ثمانية أعوام لتعزيز قدراتها الحاسوبية، بما يشمل شراء ملايين الرقاقات، وبناء مراكز تشغيل ضخمة، وضمان توفير الطاقة والتبريد.
وأكد ألتمان أن هذه الاستثمارات ضرورية لتحفيز نمو الإيرادات، معربًا عن تفاؤله بقدرة الشركة على مواكبة الطلب المتزايد.
توسيع مصادر الدخل وتخفيف القيود
وكشف ألتمان عن تحقيق إيرادات إضافية من أداة “Sora”، التي تتيح إنشاء مقاطع فيديو مدفوعة، مشيرًا إلى أن المستخدمين أبدوا استعدادًا للدفع مقابل المحتوى الجذاب.
وفي خطوة جديدة، أعلنت “OpenAI” عن تخفيف قيود “ChatGPT” اعتبارًا من ديسمبر كانون الأول، لإتاحة المحادثات الخاصة بالبالغين، مع توقعات بأن تتوفر الميزة خلال الربع الأول من عام 2026 بعد تحسين أنظمة تقدير أعمار المستخدمين.
