AI بالعربي – متابعات
تلقّى الزخم القوي الذي يدعم أسهم الذكاء الاصطناعي ضربة واضحة، بعد تقرير مخيّب من شركة “أوراكل”، أعاد إلى الواجهة المخاوف المرتبطة بالتقييمات المبالغ فيها واحتمال تشكّل فقاعة في القطاع، في وقت لا تزال فيه السوق الأوسع تُظهر قدرًا من الصمود.
تقرير “أوراكل” يشعل القلق
جاءت موجة القلق الأخيرة عقب تحذير “أوراكل” من ارتفاع إنفاقها الرأسمالي، إذ تراجع سهم الشركة بنسبة وصلت إلى 16.5% يوم الخميس، بعد إعلانها أن إنفاق السنة المالية 2026 سيزيد بنحو 15 مليار دولار مقارنة بتوقعات سبتمبر. القرار أثار تساؤلات حول قدرة الشركة، المثقلة بالديون، على تمويل توسعها الطموح في الذكاء الاصطناعي دون ضغوط مالية متزايدة.
ضغوط إضافية من “برودكوم”
لم تتوقف الضغوط عند “أوراكل”، إذ زادت شركة “برودكوم” التوتر في الأسواق مساء اليوم نفسه، بعدما حذرت من تراجع هوامش الربحية نتيجة ارتفاع مساهمة إيرادات الذكاء الاصطناعي. هذا التحذير دفع سهمها إلى الانخفاض في تداولات ما بعد الإغلاق، وأسهم في توسيع نطاق القلق داخل القطاع.
أسهم التكنولوجيا تتأثر… والمؤشر يصمد
امتد الهبوط إلى أسهم تكنولوجيا أخرى، مع تصاعد المخاوف من تضخم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي وتأخر ظهور العوائد. ورغم ذلك، بقيت السوق الأوسع متماسكة، إذ نجح مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” في الارتفاع والإغلاق عند مستوى قياسي جديد، ما عكس قدرة السوق على امتصاص الصدمة.
آراء المستثمرين: مشكلة خاصة لا عامة
قال تشاك كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة “هورايزون سيرفيسيز إنفستمنت” في إنديانا، إن ما يحدث يتعلق بـ “أوراكل” تحديدًا، وليس بقطاع الذكاء الاصطناعي ككل. وأوضح أن الشركة تحاول التحول إلى مزود ضخم للخدمات السحابية، لكنها تفتقر إلى التدفقات النقدية والقوة المالية التي تتمتع بها شركات مثل “ألفابت” و”مايكروسوفت” و”أمازون”، معتبرًا أن ذلك لا يعني انهيار القطاع بأكمله.
تزايد التدقيق في الإنفاق الرأسمالي
أشار محللون إلى أن المستثمرين باتوا أكثر انتقائية في تقييم شركات الذكاء الاصطناعي، ولم يعودوا يكافئون الإنفاق الرأسمالي الكبير بشكل تلقائي. وقال مارك هاكيت، كبير استراتيجيي السوق في “نيشن وايد”، إن العلاقة الإيجابية التي ربطت لسنوات بين الإنفاق المكثف وارتفاع أسعار الأسهم بدأت تتغير بوضوح خلال الأشهر الماضية.
تجارب سابقة تعزز الحذر
شهد سهم “ميتا” في أواخر نوفمبر هبوطًا بنحو 11%، بعد إعلانها زيادة ملحوظة في نفقاتها الرأسمالية للعام المقبل بسبب استثمارات الذكاء الاصطناعي وتوسيع مراكز البيانات. ويُذكر أن هذا الإنفاق كان محركًا رئيسيًا لرهانات الذكاء الاصطناعي منذ إطلاق “ChatGPT” في نوفمبر 2022.
العوائد تتأخر عن الإنفاق
قال روبرت غيل، مدير المحافظ في شركة “فيربانك” لإدارة الاستثمار، إن الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي يستغرق وقتًا أطول من المتوقع ليترجم إلى إيرادات سحابية ملموسة، ما يضع ضغطًا إضافيًا على توقعات المستثمرين.
البيع على المكشوف… حذر لا اندفاع
حتى المشككون في طفرة الذكاء الاصطناعي يترددون في الرهان ضدها. فقد وصف مايكل بَري السوق بأنها قد تدخل مرحلة “قمة اندفاعية هائلة”، لكنه أشار إلى أن الرهانات السلبية تتركز في شركات محددة مثل “بالانتير”، وليس في القطاع ككل.
بيانات تشير إلى شكوك انتقائية
قال بيتر هيلربيرغ، الشريك المؤسس لشركة “أورتكس تكنولوجيز”، إن تتبع 61 سهمًا مرتبطًا بالذكاء الاصطناعي لا يظهر أي مؤشر على رهانات واسعة على انفجار الفقاعة. وبيّنت بيانات الشركة أن البيع على المكشوف يتركز في الشركات الصغيرة والمتوسطة، بينما تبقى الشركات الكبرى خفيفة الانكشاف نسبيًا.
قيادة السوق تحت الاختبار
لا تزال السوق الأوسع قوية رغم تعثر بعض الأسماء الكبرى في الذكاء الاصطناعي. وبفضل الأداء المتفوق، يشكّل قطاع التكنولوجيا نحو 35% من الوزن الإجمالي لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500”. ويخشى المستثمرون من أن يؤدي أي تراجع حاد في أسهم الذكاء الاصطناعي إلى الضغط على المؤشر، لكن أداء الخميس أظهر قدرة السوق على الصمود.
انتقال محتمل دون صدمة
اختتم هاكيت بالقول إن السؤال الجوهري يتمثل في إمكانية انتقال قيادة السوق دون اضطراب كبير في المؤشر العام، مؤكدًا أن المؤشرات الحالية تُظهر أن الأمور لا تزال تحت السيطرة حتى الآن.
