خطة أميركية لسباق الذكاء الاصطناعي

17

AI بالعربي – “متابعات”

نشر موقع Defense One مقالا للكاتبة Megan Lamberth والكاتبMartijn Rasser تناولا فيه التوصيات التي تناولتها لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة لخلق استراتيجية وطنية تكنولوجية شاملة.. نعرض منه ما يلي.

إذا أرادت الولايات المتحدة أن تحافظ على تفوقها على الصين التي تتقدم بسرعة في مجال الذكاء الاصطناعي، فستكون بحاجة إلى خطة عمل ملموسة وشاملة. قُدمت هذه الخطة في التقرير النهائي الذى صدر عن لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي. هذا التقرير يدور حول أكثر من الذكاء الاصطناعي، فهو البداية لجهد تمُس الحاجة إليه لخلق استراتيجية وطنية تكنولوجية شاملة، وجهد حكومي لحماية القيادة الأمريكية في المجال التكنولوجي.

أنشأ الكونجرس لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي قبل ثلاث سنوات لتحديد كيف يمكن للولايات المتحدة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتلبية احتياجات الأمن القومي والدفاع الأميركي. من المرجح أن تشكل توصيات اللجنة استراتيجية الذكاء الاصطناعي للحكومة الأميركية في السنوات القادمة، لا سيما داخل وزارة الدفاع. يوضح التقرير أن تفوق الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي ليس مسلَّمًا به، وأنه يجب على الحكومة أن تتصرف بسرعة وفعالية لاستغلال قوة التحول التكنولوجي.

هذا التقرير الذى صدر في ما يزيد عن 700 صفحة يعد أكثر الوثائق شمولا للقدرات التنافسية في الذكاء الاصطناعي. يصف النصف الأول من التقرير كيف يمكن للولايات المتحدة أن تتبنى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتغيير طريقة الدفاع عن أميركا، وردع الخصوم، وطريقة استخدام المعلومات الاستخباراتية لفهم العالم، والقتال والانتصار في الحروب..

من بين عدد لا يحصى من التوصيات، يمكن التركيز على اثنين منهما؛ أولهما الدعوة إلى أن تكون وزارة الدفاع الأميركية مستعدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025، وتحقيق إصلاح شامل لنهج الإدارة في استخدام الذكاء الاصطناعي الذى يمتد إلى محو الأمية الرقمية وتحسين البنية التحتية لصياغة مفاهيم وعمليات جديدة تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي.. ولكن الخطر الذى حذر منه أن الجيش الأميركي قد يفشل في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بفاعلية على الرغم مما تتمتع به من قدرات رائدة.

أما التوصية الأخرى، التي تعتبر ذات أهمية، تتعلق بشرعية وسلامة وأخلاقيات الأسلحة ذاتية التشغيل التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. استنتجت لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي أن مثل هذه الأسلحة كانت ولازالت يمكن استخدامها وفقا للقانون الإنساني الدولي، وأن وزارة الدفاع بإمكانها التأكد من تطبيق ذلك. ومن ثم اللجنة لا تدعم حظرا دوليا لتلك الأسلحة، وتبنت توصيات ركزت على التخفيف من المخاطر الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، وضمان أن يكون استخدام الأسلحة النووية قرارا بشريا، وإنشاء حوارات لمعالجة الأزمات مع روسيا والصين، ووضع معايير دولية لتطوير واختبار واستخدام الذكاء الاصطناعي. لا شك لدى اللجنة أن الحروب الدولية ستكون مدعومة أو مسيرة بالذكاء الاصطناعي.

يوضح القسم الثاني من التقرير ــ بعنوان “الفوز في السباق التكنولوجي” ــ كيف أن الذكاء الاصطناعي هو جزء من المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين. في حين ورود العديد من التوصيات في هذا القسم من قبل في تقارير اللجنة المؤقتة، إلا أن بعض تفاصيلها قد تغيرت. فلجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي تدعو الآن إلى استثمارات أكبر في البحث والتطوير؛ فيما لا يقل عن 8 مليارات دولار سنويًا من قبل وزارة الدفاع، وتمويل فيدرالي بمعدل 32 مليار دولار سنويا بحلول عام 2026، وإنفاق فيدرالي بنسبة 1% من الناتج المحلى الإجمالي على البحث والتطوير في جميع المجالات. قد يعد هذا الإعلان الأجرأ حتى الآن فيما يخص زيادة الإنفاق على البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.

تتمثل إحدى التوصيات المهمة إنشاء مجلس تكنولوجي بيروقراطي داخل البيت الأبيض لتوحيد الجهود المختلفة لوضع السياسات التكنولوجية داخل السلطة التنفيذية. انطلاقا من مبدأ جديد، سيكون المجلس مسئولا عن صياغة وتنفيذ استراتيجية تكنولوجية وطنية، مع التركيز على إجراء مسابقات لمن يمتلك المواهب للذكاء الاصطناعي، وتعزيز الابتكار، وحماية المزايا التنافسية للولايات المتحدة، والشراكة مع البلدان ذات التفكير المماثل لخلق نظام تكنولوجي عالمي مماثل لما تنتهجه. نظرًا لمركزية التكنولوجيا، تشير لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي إلى الحاجة لقيادة أكبر من قبل الحكومة الفيدرالية إذا كانت تسعى إلى ضمان القدرة التنافسية للولايات المتحدة على المدى الطويل.

تتوافق العديد من توصيات التقرير مع أولويات إدارة بايدن، بما في ذلك أمن سلاسل الإمداد ومخاطر المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. تحذر اللجنة من أن الولايات المتحدة تعتمد بشكل مفرط على سلاسل إمداد متنوعة عالميًا للإلكترونيات الدقيقة ــ وهو ما يتوافق مع قرارات بايدن الأخيرة بشأن أمن سلاسل الإمداد. كما وصفت اللجنة المخاطر الكبيرة للمنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، والتي يعد الذكاء الاصطناعي عنصرا حاسما فيها.

رسالة اللجنة هي كالآتي: الولايات المتحدة لا تزال متقدمة على الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن الفجوة بينهما تتقلص بسرعة. يقدم تقريرهم خطة عمل محددة وشاملة يجب أن تلقى صدى لدى الكثيرين في البيت الأبيض وفى الكونجرس.. قامت لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي بعملها، الآن يتعين على صناع السياسة في أميركا التحرك.

اترك رد

Your email address will not be published.