الذكاء الاصطناعي والعلوم النفسية

AI بالعربي – “خاص”

يستغرب الكثيرون من مساهمة علوم النفس في نقاشات حول الذكاء الاصطناعي، ولعل ذلك الإشكال يزول عند معرفة أن العلوم النفسية تبحث في مسائل من صميم عمل الذكاء الاصطناعي، كالإدراك، وعلاقة الدماغ بالقدرات المعرفية المتنوعة، وطُرق تَكَوُّن الذاكرة، وأنواع الذاكرة وغير ذلك.

يقول باحثي “آليات الإدراك والتفكير في الدماغ” أنهم رأوا في الإشتغال على مسألة الذكاء الاصطناعي نفسها إثارة قصوى، وكذلك العمل على محاولة تقليد الدماغ بآلات ذكيّة.

هل يمكن للأدوات الرقمية أن تُتقِن عملية التعرف إلى الوجوه؟

اتفق عدد كبير من الفلاسفة وعلماء النفس والمختصين في الذكاء الاصطناعي، على وجود خصائص فريدة للوعي الإنساني تجعله أكثر من مُجرد تراصُف معلومات وحساب احتمالات، حيث تتمثّل إحدى تلك الخصائص في كيفية تحوُّل الحواس لمُدركات حسيّة، ثم اندراجها في نسيج الوعي الذاتي أو ما يعرف ب “التَجرِبة الذاتيّة”.
ومِن الجدير بِالذِكر أن البروفسور المصري الأميركي “رودني بروكنز” أستاذ البيولوجيا العصبية في جامعة لندن، والذي اشتهر ببحوثه عن علاقة العين والنظر بالمعرفة، وصاحب كتاب “الرؤية والدماغ” الذي ذكر فيه وجود تغيير يحدث في تركيب نسيج عصب البصر خلال مساره من العين إلى المنطقة الخلفية للدماغ والمختصة بالرؤية. ورأى أن ذلك التغيير يكفي لتفسير وجود طرق مختلفة لتخزين الأشياء المنظورة مع ما يرتبط بها من خصائص في اللون والحركة والحجم. واقترح أن ذلك يشكّل تفسيراً عصبيّاً مباشراً لحدوث العملية الفكريّة المعروفة ب “التعرف على الوجوه”.

كما يعتقد البروفسور “بروكنز” أن كومبيوتر المستقبل ربما يتوصل إلى مناظرة عقل الإنسان إذا استطاع أن يتعلم كالإنسان ويراكم تجاربه وخبراته مثله.

استخدام الذكاء الاصطناعي في علاج الإحباط

وِفقًا لإحصائية أصدرتها منظمة الصحة العالمية في عام 2018، فإن الإحباط يصيب نحو 300 مليون شخص بمختلف الأعمار حول العالم، وهو اضطراب نفسي لا يؤثر على أداء الشخص في المنزل أو العمل فحسب، بل قد يودي بِه إلى الإنتحار أحيانًا، إذ تُقدِّر المنظمة أن الإحباط مسؤول عن وفاة نحو 800 ألف شخص سنويًا.

ولم يكُف الأطباء عن محاولة فهم أفضل لآلية الإحباط لابتكار علاج فعّال له، وبالفعل بدأت مُنتجات مثل البطانيات المُثقلة، وعصابة الرأس الكهربائية في الدخول للأسواق مؤخرًا بصفتها خيارات جديدة للعلاج.

حيث تنامت شعبية روبوتات المحادثة مؤخرًا لأنها توفر الدعم النفسي لمن يبحثون عنه عبر إجراء محادثات قيّمة معهم، كما قامت “أليسون دارسي” طبيبة الأمراض النفسية السريرية من جامعة ستانفورد بابتكار روبوت محادثة يُسمّى “ووبوت” خِصّيصًا للتعامل مع الإحباط، وهو تطبيق يتوسط المحادثة بين شخص مصاب مع طبيب معالج أو روبوت محادثة أساسي.

أهمية الذكاء الاصطناعي في علم النفس

تأتي أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في علم النفس نتيجة قدرة استجابته للمتغيرات، ومرونته وسرعة رد فعله في جميع المواقف، حيث يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرته على الإدراك الحسي، وبالتالي اتخاذ القرارات بشكل سليم، اعتمادًا على دراسة جميع الاحتمالات وإتقان نتائجها، ومن ثم اختيار أفضل القرارات التي تُؤَدي إلى النَتائِج المطلوبة.

Related Posts

“إيلون ماسك”: الذكاء الاصطناعي سيجعل البشر يبدون مثل القرود

AI بالعربي – متابعات أطلق إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، تحذيرًا قويًا بشأن تسارع تطور الذكاء الاصطناعي. وقال إن العالم يقترب من لحظة الوصول إلى “الذكاء الخارق”…

البيانات الرديئة تفسد عقول الذكاء الاصطناعي.. دراسة تحذر من “تسميم رقمي” يغيّر سلوك النماذج

AI بالعربي – متابعات حذّرت دراسة علمية حديثة من مخاطر تغذية أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية ببيانات رديئة أو سطحية قادمة من وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن ذلك قد يؤدي إلى…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

  • أكتوبر 30, 2025
  • 69 views
“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 221 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

  • أكتوبر 1, 2025
  • 311 views
حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

  • سبتمبر 29, 2025
  • 322 views
الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

  • سبتمبر 26, 2025
  • 269 views
تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟

  • سبتمبر 24, 2025
  • 301 views
كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟