“مايكروسوفت” تقود استثمارات “غيتس” في الذكاء الاصطناعي

AI بالعربي – متابعات

تُظهر أحدث البيانات الخاصة بمحفظة مؤسسة بيل وميليندا غيتس أن استثمارًا ضخمًا يتركز في سهم واحد فقط، وهو سهم شركة مايكروسوفت، الذي يشكل قرابة ربع إجمالي أصول المؤسسة، ما يعكس ثقة كبيرة في مستقبل عملاق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

ووفقًا لتقرير نشرته منصة “The Motley Fool”، تمتلك المؤسسة حصة في مايكروسوفت تُقدّر بنحو 10.7 مليار دولار، أي ما يعادل 25% من إجمالي محفظتها الاستثمارية. ويعود جزء كبير من هذه الحصة إلى تبرعات مباشرة من بيل غيتس نفسه، الشريك المؤسس للشركة، إلا أن الإبقاء على هذه النسبة العالية من الاستثمار يُعد إشارة قوية على القناعة بآفاق النمو المستقبلية لمايكروسوفت.

الذكاء الاصطناعي يعزز مكانة مايكروسوفت

تعد مايكروسوفت اليوم من أبرز القوى العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من خلال تطوير تقنياتها الخاصة، بل عبر منصتها السحابية Azure التي توفّر بيئة مرنة للمطورين لاستخدام أشهر نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT من OpenAI، وLLaMA من Meta، وGrok التابعة لشركة xAI المملوكة لإيلون ماسك، بالإضافة إلى نماذج صينية بارزة مثل DeepSeek R1.

هذه التوليفة المتنوعة من الخدمات والنماذج المتاحة على Azure جعلت منها منصة مفضلة لدى مطوري الذكاء الاصطناعي، وأسهمت في تقدمها على منافسين كبار مثل Google Cloud وAmazon Web Services في بعض مؤشرات الأداء.

أداء مالي قوي ونمو متواصل

في الربع الثالث من العام المالي 2025، سجلت مايكروسوفت إيرادات بلغت 70.1 مليار دولار، بنمو سنوي قدره 13%. وحقق قطاع “الحوسبة الذكية” الذي يشمل خدمات Azure إيرادات بلغت 26.8 مليار دولار، مع تسجيل Azure لمعدل نمو سنوي بلغ 33%، وهو الأعلى بين قطاعات الشركة.

تقييمات مرتفعة ومخاوف من المبالغة

ورغم الأداء المالي القوي، يطرح بعض المحللين تساؤلات حول ما إذا كان سهم مايكروسوفت بات مبالغًا في تقييمه. إذ يتم تداوله حاليًا بنحو 40 ضعف أرباحه السنوية السابقة، وهي نسبة تفوق تقييمات شركات تقنية أخرى تنمو بشكل أسرع، مثل Meta التي تُعد أكثر جاذبية من حيث السعر.

وتُظهر التقديرات أن أرباح السهم لمايكروسوفت في السنة المالية 2026 قد تصل إلى 15.14 دولارًا، ما يضع نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية عند حدود 33.7. هذا المستوى يدفع بعض المستثمرين لإعادة النظر في جدوى الاستثمار بالسهم، خصوصًا مع ظهور فرص بديلة في السوق التكنولوجي.

بين الثقة الطويلة وتحولات السوق

يبدو أن مؤسسة غيتس تواصل رهانها طويل الأمد على مايكروسوفت، مستندة إلى سجل الشركة المتميز في الابتكار والتوسع. إلا أن بعض المحللين يشيرون إلى أن المرحلة المقبلة قد تحمل فرصًا استثمارية جديدة خارج إطار عمالقة التكنولوجيا التقليديين.

By admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *