أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا
د. عبدالرزاق أمان
“أمية الذكاء الاصطناعي” ليست مجرد مشكلة تقنية؛ إنها قضية اجتماعية تستدعي تدخلًا فوريًا. وإذا أردنا أن يكون المستقبل مستدامًا ومثمرًا، فعلينا أن نتكاتف لتقليص هذه الفجوة. فالذكاء الاصطناعي ليس رفاهية، بل ضرورة حياتية تعزز الكفاءة والإنتاجية، وتضمن للجميع فرصة عادلة في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.
الوعي والتدريب هما المفتاح للتغلب على أمية الذكاء الاصطناعي، وبهما يمكننا بناء مجتمعات قوية قادرة على مواكبة العصر.
في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي يغيّر ملامح العالم بوتيرة غير مسبوقة، برز مفهوم جديد للأمية، يُطلق عليه “أمية الذكاء الاصطناعي”. هذه الأمية لا تتعلق بالقراءة والكتابة، بل بعدم الإلمام بأساسيات الذكاء الاصطناعي، وآلياته، وكيفية تسخير أدواته في الحياة اليومية. إنها الأمية التي قد تعوق الأفراد والمجتمعات عن مواكبة هذا التحول الكبير، وتضعهم في مواجهة فجوة معرفية واقتصادية خطيرة.
فماذا تعني أمية الذكاء الاصطناعي؟.. تعني افتقار الأفراد إلى المعرفة اللازمة لاستخدام وفهم التطبيقات التقنية الحديثة. وتتجلى في عدم القدرة على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، من الهواتف الذكية إلى المدن الذكية. وتمثل عائقًا كبيرًا أمام الأفراد لدخول سوق العمل أو اتخاذ قرارات مدروسة في ظل عالم يعتمد بشكل متزايد على التقنية.
ولماذا تشكّل أمية الذكاء الاصطناعي خطرًا؟.. تزيد هذه الأمية من الفجوة بين الشرائح المختلفة في المجتمع، إذ يستفيد الملمون بالتقنيات الحديثة، بينما يتخلف غيرهم عن الركب. وتعرقل الابتكار والإنتاجية في القطاعات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. وتؤدي إلى تهميش اقتصادي واجتماعي للأفراد الذين لا يمتلكون المعرفة الكافية للتعامل مع هذه التحولات التقنية.
والحل؛ تعليم الذكاء الاصطناعي للجميع، إذ يجب أن يصبح تعليم الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من المناهج التعليمية. وتحتاج الحكومات والمؤسسات إلى الاستثمار في دورات وبرامج تدريبية تستهدف جميع فئات المجتمع، خاصة الشباب والموظفين. ومن الضروري تقديم برامج توعوية توضح أهمية الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه بأمان وفعالية.