الذكاء الاصطناعي.. نحو مفاهيم واتجاهات أكثر حداثة

6

Ai بالعربي – متابعات

يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي يعدُّ مساعدًا فعالًا في العديد من المهام المعقدة وأداء الأعمال الضرورية في مجالات متنوعة. ولكن الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي يقدم خدمات متميزة، يمكن أن تساهم في تحسين جودة المحتوى أو المواد، بل أيضًا في إنجاز المهام بسرعة ودقة. يتميز هذا التقدم بالأتمتة الاحترافية، مما يمهد الطريق نحو مراحل أكثر تطورًا.

مراجعة لمفهوم الذكاء الاصطناعي

بين مفهوم تقليدي يُعرّف الذكاء الاصطناعي كفرع من علوم الكمبيوتر يهدف إلى حل المشكلات المعرفية المرتبطة عادةً بالذكاء البشري، ومفهوم أحدث يُوسّع نطاق التعريف ليشمل التطبيقات التي تؤدي مهام معقدة كانت تتطلب في السابق تدخلًا بشريًا، مثل التواصل مع العملاء عبر الإنترنت أو لعب الشطرنج؛ تبقى الفكرة والابتكارات الأروع التي شهدها القرن الحادي والعشرون.

أمثلة للذكاء الاصطناعي

-التعلم.

-الإبداع.

-التعرف على الصور.

تجمع المؤسسات الحديثة كمياتٍ كبيرةً من البيانات من مصادر متنوعة كـ”أجهزة الاستشعار الذكية والمحتوى الذي ينشئه الإنسان وأدوات المراقبة وسجلات النظام”.

اتجاهات متعارف عليها للذكاء الاصطناعي

توليد الفيديوهات

تعد الفيديوهات من الوسائل الشائعة والمحببة لدى الأجيال الشابة، مما يؤدي إلى زيادة الحاجة لأدوات جديدة متخصصة. في عام 2024، أحدثت الأدوات التوليدية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في عالم صناعة المحتوى، حيث تتيح للمستخدمين العاديين إنشاء مقاطع فيديو بجودة احترافية دون الحاجة لخبرة تقنية أو تكلفة باهظة. يمهد هذا التطور الطريق أمام المزيد من الأشخاص للتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يسهم في توسيع دائرة الإبداع وكسر الحواجز التي جعلت صناعة الفيديو مقتصرة سابقًا على المحترفين.

توليد التصاميم

شهد الذكاء الاصطناعي المولد تسارعًا ملحوظًا في مجالات التصميم، وخاصةً في تصميم المنتجات والخدمات المادية، مما أحدث ثورة في هذا القطاع. بدأت منصات مثل Autodesk بالفعل في دمج قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يتيح للمصممين إنشاء نماذج رقمية متقدمة بسرعة وسهولة. بحلول عام 2024، أصبح بإمكان المصممين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتطوير منتجات أكثر كفاءة واستدامة، مما يمثل تحولًا نوعيًا في أساليب تصميم المنتجات ويفتح آفاقًا جديدة للابتكار تتحدى الطرق التقليدية في الصناعات.

توليد الصوت

يتطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في مجال الصوتيات، حيث يُتوقع أن يتمكن من توليد أصوات بمستوى قريب جدًا من الصوت البشري. تعتمد هذه التقنيات على أدوات متقدمة تحاكي الفروق الصوتية الدقيقة بشكل متطور، مما يجعل من الممكن إنشاء محتوى صوتي يتمتع بواقعية عالية وتفاصيل غنية. ويشير هذا التوجه إلى أن إنتاج الصوت بالذكاء الاصطناعي سيصبح شائعًا كما هو الحال مع النصوص والصور التوليدية، ويفتح المجال أمام تطبيقات متعددة في مجالات مثل الدبلجة والألعاب.

نماذج متعددة الوسائط

تركز العديد من خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي على نوع معين من المحتوى، سواء كان لغة أو صورًا أو نصوصًا أو صوتيات. لكن الاتجاه الجديد للذكاء الاصطناعي التوليدي متعدد الوسائط يوسع نطاق التفاعل ليشمل مجالات متعددة مثل الصور والصوتيات والنصوص في آنٍ واحد. أعلنت شركات كبرى، مثل ميتا، عن نماذج متعددة الوسائط يمكنها التعامل مع أكثر من نوع محتوى واحد في الوقت نفسه، ويتوقع أن يصبح هذا التوجه أكثر شيوعًا في العام المقبل، مما يعزز من إمكانيات الذكاء الاصطناعي في التعامل مع وسائل متعددة داخل نظام واحد.

اتجاهات أكثر حداثة للذكاء الاصطناعي

تقنية الذكاء الاصطناعي GPT-3.5 وGPT-4 Turbo:

لم يعد خافيًا أن تقنية GPT من OpenAI تُعد من أهم الابتكارات في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث شكلت نقلة نوعية في قدرة روبوتات المحادثة والتفاعل الطبيعي مع النصوص. يعود تاريخ هذه التقنية إلى النماذج الأولية مثل ELIZA في الستينيات، التي استندت إلى قواعد بسيطة وكانت محدودة في استيعاب الحوار المعقد. ومن هناك، تطورت هذه التقنية تدريجيًا من خلال نماذج متقدمة، مثل تلك المستخدمة في تطبيقات المحادثة التجارية على منصات مثل Facebook Messenger وSlack.

شهد عام 2018 ولادة نموذج GPT-1، الذي أتاح تكوين نصوص سياقية، ثم تلاه GPT-2  بقدرات نصية محاكية للبشر، بينما حقق GPT-3 نقلة نوعية في إمكانيات فهم وتوليد اللغة بفضل 175 مليار معلمة. ومنذ ذلك الحين، تسارع تطور الذكاء الاصطناعي، مع GPT-4 Turbo الذي أُعلن عنه في نوفمبر 2023، حيث أضاف هذا الإصدار إمكانيات متعددة للتخصيص والتطوير عبر متجر Chat GPT وميزات تفاعلية مثل GPTs، مما يجعله محوريًا في تطوير التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

العمل المعزز بالذكاء الاصطناعي

يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل العمل، حيث يُعد الآن شريكًا أساسيًا للعديد من المهنيين. فالخبراء الماليون باتوا يعتمدون على التحليلات الفورية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، في حين يستفيد المسوقون من التوصيات الموجهة المستندة إليه. وسيؤثر هذا التفاعل بين المهارات البشرية وقدرات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تحسين الإنتاجية وجودة العمل في مختلف المجالات.

التطبيق الذي طوَّره الذكاء الاصطناعي

أصبحت روبوتات المحادثة الذكية عنصرًا رئيسيًا في تطبيقات المؤسسات الحديثة، حيث تعمل على تحسين تجربة المستخدم وزيادة تفاعل العملاء. وتبنَّت شركات رائدة مثل Microsoft وAdobe بالفعل هذه الواجهات في أنظمتها، مما يشير إلى اتجاه واسع نحو دمج واجهات المحادثة عبر مختلف التطبيقات في القطاعات التجارية. هذا التطور يعزز التفاعل التلقائي والفوري بين المستخدمين والتطبيقات، ويوفر تجارب سلسة وفعالة، مما يزيد من التوقعات بأن يتحول دمج روبوتات المحادثة إلى معيار قياسي عبر جميع التطبيقات في المستقبل القريب.

اتجاه نحو التخصص 

التحليلات التنبئية

تدمج تحليلات الذكاء الاصطناعي التنبئية التطورات في علم البيانات، والتعلم الآلي، والنمذجة الإحصائية، مما جعلها حلًا رئيسيًا للصناعات المختلفة. وعلى صعيد الصيانة، تقدم هذه التحليلات قيمة عالية من خلال الصيانة التنبئية، حيث تساعد الشركات على توقع أعطال المعدات وتحسين جداول الصيانة، مما يقلل من وقت التوقف وتكاليف التشغيل. في التسويق، تمكن الشركات من فهم سلوك العملاء وتفضيلاتهم، مما يسمح بتخصيص المحتوى والتوصيات، وبالتالي رفع معدلات التحويل ورضا العملاء. أمَّا في القطاع المالي، فتُستخدم التحليلات التنبئية لتقييم المخاطر واكتشاف الاحتيال وتحسين المحافظ الاستثمارية، ما يسهم في اتخاذ قرارات مالية دقيقة وآنية. ويتوقع الباحثون تطورًا كبيرًا في هذا المجال مدعومًا بالتعلم العميق والذكاء الاصطناعي القابل للتفسير، مما يعزز من كفاءة اتخاذ القرار.

المبيعات والتسويق

أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورًا جذريًا في عالم التسويق، حيث انتقلت من الأتمتة التسويقية إلى التحليلات التنبئية. اليوم، يستطيع الذكاء الاصطناعي تخصيص الحملات التسويقية بفضل تحليل بيانات العملاء وسلوكياتهم. وتساعد التوصيات المخصصة للمحتوى والمنتجات في زيادة ولاء العملاء وتحقيق معدلات تحويل مرتفعة. توفر أدوات المبيعات التنبئية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، توقعات دقيقة وتحليل بيانات العملاء المحتملين، مما يساعد في تحسين استراتيجيات المبيعات. ومع ذلك، يأتي هذا التحول مع تحديات أخلاقية تتعلق بخصوصية البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، مما يوجب على الشركات التزام الشفافية وحماية البيانات.

تحليلات البيانات

أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في مجال تحليلات البيانات، حيث مكّنت المؤسسات من استنباط رؤى فعالة من البيانات الضخمة. بدءًا من جمع البيانات وتنظيفها، تساهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تحويل البيانات وتحليلها بدقة وسرعة، مما يختصر الجهد ويزيد من كفاءة التحليل. وتؤدي التحليلات التنبئية دورًا رئيسيًا في تقديم توقعات دقيقة حول سلوك العملاء وتوجهات السوق، مما يساعد المؤسسات في بناء استراتيجيات مبنية على بيانات قوية. كما أن منصات التحليل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تقدم لوحة معلومات مخصصة وتقارير تدعم مختلف الأدوار المؤسسية، مما يسهم في اتخاذ قرارات مستنيرة وفعالة.

ختامًا، تبقى آليات الذكاء الاصطناعي واحدة من مبتكرات العصر، ويبقى الطريق أمامها منفتحة أبوابه على مصرعيها، ترحِّب بكل تطور، وتقدِّر الطفرة، متطلعة بنظرة أكثر تفاؤلًا نحو المستقبل.

اترك رد

Your email address will not be published.