أمور يجب أن يعرفها الراغبون في دراسة الذكاء الاصطناعي
AI بالعربي – متابعات
تنتشر “علوم الكومبيوتر” على وجه العموم بوصفها تخصصًا يجذب كثيرًا من الدارسين في الجامعات عالميًا وعربيًا، لكن ارتفاع الطلب على الوظائف المتعلقة بمجال “الذكاء الاصطناعي” على وجه الخصوص جعل هناك قائمة متزايدة من الكليات والجامعات التي تتيح برامج دراسة مخصصة لهذا المجال لمدة أربع سنوات.
وتتجاوز هذه البرامج عمومًا أسس علوم الكومبيوتر؛ لتتناول موضوعات مثل “التعلم الآلي”، و”خوارزميات الحوسبة”، و”تحليلات البيانات”، و”الروبوتات المتقدمة”.
ويأتي ظهور برامج الدرجات العلمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي في ظل حاجة الشركات لمواهب مميزة في هذا المجال سريع التطور، كذلك فإن نصف المهارات الأعلى أجرًا في مجال التكنولوجيا اليوم يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وفقًا لموقع “Indeed” للتوظيف.
ومع ذلك، هناك درجة من الشكوك حول مدى إمكانية تطبيق درجة علمية خاصة بالذكاء الاصطناعي مدتها أربع سنوات، نظرًا لمدى سرعة تغير التكنولوجيا. لكنّ المؤيدين يقولون إنه ما دام أن البرنامج متعمق في علوم الكومبيوتر والأساسيات الأخرى، فإن التركيز على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر ميزة لبناء ودعم السيرة الذاتية، وفقًا لشبكة “CNBC” الاقتصادية الأميركية.
ورصدت الشبكة أهم ما يحتاج إليه الطلاب وأولياء أمورهم، وكذلك أي شخص يفكر في العودة إلى دراسة “الذكاء الاصطناعي” للحصول على مهنة جديدة.
أساسيات التكنولوجيا والرياضيات أمر بالغ الأهمية
يقول كيرم كوكا، الرئيس التنفيذي لشركة “BlueCloud” مزود الخدمة السحابية، إن الطلاب الذين يرغبون في الحصول على شهادة جامعية في الذكاء الاصطناعي يجب أن يبحثوا عن برنامج يعلّم المعلومات الأساسية، مثل مفاهيم علوم الكومبيوتر والإحصاء والرياضيات والهندسة، والتي تضع الأساس للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن التكنولوجيا نفسها تتغير، لكن هذه الأسس الأساسية لا تتغير، ويمكنها إعداد الطلاب ليكونوا ناجحين، حتى مع تغير التكنولوجيا الأساسية.
من جانبها، قالت ماريا فلين، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة “Jobs for the Future”، إنه من المهم ألا تركز شهادات الذكاء الاصطناعي على تنمية مهارات محددة فحسب، بل أن ينصب التركيز على مساعدة الطلاب على تعلم كيفية التعلم، وتطوير الفضول الفكري ومهارات؛ مثل القيادة، والتواصل، والتفكير النقدي.
رواج كبير منذ عام 2011
هناك عدد من البرامج المختلفة التي تركز على الذكاء الاصطناعي على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، وكانت هناك زيادة في الدرجات العلمية الممنوحة على مدار أكثر من عقد من الزمن. ووفقًا لمركز جامعة “جورج تاون” للأمن والتكنولوجيا الناشئة، خالفت درجات الذكاء الاصطناعي الاتجاه العام في التعليم منذ عام 2011، مع نمو إيجابي للدرجات العلمية بها مقابل نمو سلبي في جميع مجالات الدرجات العلمية الأخرى.
ووصف المركز، بعد مراجعة البيانات الحكومية وغيرها من المصادر في سوق التعليم العالي، نمو منح شهادات الذكاء الاصطناعي بأنه مثير، حيث زادت بنسبة 120 في المائة منذ عام 2011 على مستوى البكالوريوس والماجستير.
أهمية التعليم في سوق سريعة التغير
قد يتساءل بعض الطلاب عما إذا كانوا في حاجة من الأساس إلى درجة علمية في الذكاء الاصطناعي، نظرًا لمدى سرعة تغير السوق، وحقيقة أن مزيدًا من أصحاب العمل أعربوا عن استعدادهم لتوظيف العمال الذين لا يحملون شهادات جامعية إذا كانت لديهم المهارات المناسبة التي تتطلبها الوظيفة.
ومن المهم ملاحظة أن الأبحاث تشير إلى أن ممارسة توظيف الأشخاص من دون شهادات جامعية لم تكن كافية، كما يُظهر البحث في موقع “Ladders” الوظيفي أن الحصول على درجة علمية لا يزال مطلوباً لـ”الوظائف الأعلى أجرًا” في قائمة تشمل مهندسي البرمجيات.
وتقول سيليست غروبمان، الرئيس التنفيذي لشركة “Dataquest” التي تزود الجامعات بالمواد التعليمية والمختبرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، إن الحصول على شهادة لمدة أربع سنوات لا يزال خطوة كبيرة بالنسبة لمعظم الذين يدخلون سوق العمل لأول مرة.
وتضيف “لا تزال هذه واحدة من أول الأشياء التي سينظر إليها صاحب العمل. لن يؤدي ذلك إلى جعلك مؤهلاً تمامًا، لكن عدم امتلاكك لذلك الشهادة قد يؤدي إلى استبعادك”.
الذكاء الاصطناعي مقابل علوم الكومبيوتر
من المهم للطلاب أن يفكروا بشكل نقدي في المنهج الدراسي للبرنامج الذي يرغبون فيه ومدى اختلافه عن المنهج الدارج لعلوم الكومبيوتر، والمسار الوظيفي المحتمل لخريجي البرنامج والنتائج الاقتصادية للخريجين. وتقول فلين: “يجب على الطلاب أن يسألوا عن جوانب الذكاء الاصطناعي التي سيتعلمونها”.
ومن المهم أيضًا أن يفكر الطلاب بعناية فيما يريدون. هل يبحثون عن برنامج يوفر التعرض للذكاء الاصطناعي أو التدريب على استخدام الذكاء الاصطناعي، أم يريدون برنامجًا تقنيًا يوفر محتوى أساسياً ودورات حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟
وتضيف فلين إنه “يجب عليهم أيضًا أن يفكروا فيما إذا كانوا يريدون في نهاية المطاف المهارات والمعرفة ذات الصلة التي ستدخلهم إلى سوق العمل الآن، أو ما إذا كانوا يريدون الحصول على درجة علمية أوسع ستكون أساسًا للتقدم على المدى الطويل”.
كيفية الحصول على ميزة مع أصحاب العمل
يقول ديفيد لايتون، الرئيس التنفيذي في منظمة “WITI” للمهنيين المهتمين بالتكنولوجيا، إن بعض أصحاب العمل قد ينظرون بشكل أكثر تفضيلاً إلى درجة علمية خاصة بالذكاء الاصطناعي مقابل درجة علوم الكومبيوتر البسيطة.
ووفق “CNBC”، لا أحد يعرف حقًا في الوقت الحالي ما قيمة الدرجة العلمية في الذكاء الاصطناعي في غضون سنوات قليلة. ونظرًا لعدم اليقين، يرى بعض المتخصصين أن الطلاب لن يخطئوا إذا اختاروا الحصول على درجة علمية تقليدية في علوم الكومبيوتر أو شهادة في الذكاء الاصطناعي، بشرط تعلم الأساسيات كافة. ومع ذلك، يجب على أولئك الذين يسلكون الطريق الأولى أن يأخذوا دروسًا تتعلق بالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، التي يمكن أن تكون مهمة للتوظيف في المستقبل.