الذكاء الاصطناعي في صدارة أولويات “علي بابا” الصينية
AI بالعربي – متابعات
تضع مجموعة “علي بابا القابضة” الذكاء الاصطناعي وتجربة المستخدم على رأس أولوياتها، إذ تسعى قيادتها الجديدة إلى استعادة العملاء والحصة السوقية في ساحة شديدة التنافس.
الرئيس التنفيذي، “إيدي وو”، كشف عن رؤيته في مذكرة للموظفين، اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى منذ توليه منصبه رسمياً من المخضرم دانييل تشانغ. وشدد وو على أنه يجب على مجموعة “علي بابا” تعديل نهجها لتضع الذكاء الاصطناعي على قمة أولوياتها، مع عدم إغفال مئات الملايين من المستخدمين الذين ساعدوا في جعلها واحدة من أكبر الشركات في الصين. ومع ذلك، تعرضت هذه الريادة على مدار السنوات الماضية لهجوم من منافسين جدد في وسائل التواصل الاجتماعي مثل “بايت دانس” (ByteDance)، كما استثمرت شركات مثل “بايدو” (Baidu) بكثافة في الذكاء الاصطناعي.
إعادة ترتيب الأولويات
وقال “وو” في مذكرته التي استعرضتها بلومبرغ نيوز: “سنعيد معايرة عملياتنا حول هاتين الاستراتيجيتين الأساسيتين، وسنعيد ترتيب أولويات أعمالنا”.
أوضح “وو” أن التكتل الرائد في مجال التجارة الإلكترونية، ومقره هانغتشو، سيعزز الاستثمارات الاستراتيجية في مجالات أعمال التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي ومنصات الإنترنت وشبكة التجارة العالمية الخاصة به.
وضعت “علي بابا” اللحاق بالركب والريادة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال العام الحالي أولوية قصوى -شأن كافة شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين- كما أن تعليقات “وو” تؤكد هذا الالتزام.
بيئة صعبة
يأتي تغيير الرئيس التنفيذي لمجموعة “علي بابا” في وقت تبحر الشركة في سباق شرس يضم منافسين صاعدين، فضلاً عن ظروف اقتصادية محلية صعبة.
وبينما تتعافى الشركة تدريجياً من حملة التضييق التي شنتها بكين على قطاع التقنية لمدة عامين، إلا أنها ماتزال تواجه حالة من اللايقين المتزايد خاصة في ظل استقالة تشانغ غير المتوقعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن قبل منذ أشهر فقط دور توجيه مجموعة أعمال الأبحاث القائمة على السحابة “Cloud Intelligence Group” الرئيسية. ويُنظر إلى رحيله على أنه مؤشر على نفوذ أكبر لفريق القيادة الجديد، برئاسة “وو” ورئيس مجلس إدارة المجموعة جو تساي.
رأي “بلومبرغ إنتليجنس”
“الرحيل غير المتوقع للرئيس التنفيذي ورئيس وحدة السحابة في (علي بابا) دانييل تشانغ في غضون شهرين من تعيينه يزيد من احتمال أن يمارس الشركاء الجدد في الشركة تأثيراً أكبر على القرارات الإستراتيجية المتعلقة بأعمال السحابة في المستقبل”.
-كاثرين ليم، وتريني تان، المحللتان لدى بلومبرغ إنتليجنس
يُعد “وو” و”تساي”، وهما من أوائل موظفي الشركة، من المقربين منذ فترة طويلة من المؤسس المشارك جاك ما، كما أنهما يحملان المسؤولية في منعطف حرج. فبعد تحمل المجموعة الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية بعض أسوأ الضربات من حملة القمع التكنولوجي في الصين، يتعين عليها الآن تأمين ريادتها ضد منافسين مثل “جيه دي دوت كوم” (JD.com Inc)، وشركات ناشئة مثل “بايت دانس” أثناء تنفيذ خطة معقدة للتقسيم إلى ست وحدات أعمال رئيسية.
سباق عالمي
قسم السحابة (بالمجموعة) يُنظر إليه على أنه أحد أكبر محركات النمو المحتملة، إذا ما تمكنت “علي بابا” من الاستحواذ على حصة كبيرة من السوق لتوفير البنية التحتية وخدمات الذكاء الاصطناعي.
ويأتي ذلك في وقت تستغرق جهودها لجمع أموال جديدة بعض الوقت، إذ علّقت الشركة الطرح العام لسلسلة البقالة التابعة لها “فريشيبو” (Freshippo ) في هونغ كونغ مؤقتاً بسبب التقييم المتوقع، بحسب ما نشرته بلومبرغ.
انضمت “علي بابا” إلى سباق عالمي هذا العام لاقتناص مكان في مجال الذكاء الاصطناعي الناشئ، والذي يعتبر حاسماً ليس فقط للنهوض بشركات التكنولوجيا ولكن أيضاً للضرورات الاستراتيجية الوطنية. ورغم أنها لم تكن من بين أولئك الذين سبقوا في الحصول على الموافقات التنظيمية لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية في الصين، إلا أنها حققت نجاحاً كبيراً من خلال دمج نموذجها الشبيه بـ”تشات جيه بي تي” (ChatGPT) في تطبيقات الاجتماعات والرسائل الخاصة بها.
قال جيفري توسون، الشريك لدى “تك موت كونسلتنغ” (TechMoat Consulting): “من سيتولى تشغيل قطاع السحابة بالمجموعة سيكون هو الآن السؤال الأكثر أهمية بالنسبة لنمو (علي بابا)”. وقالت الشركة إنها ستواصل عملية فصل وحدة السحابة بشكل مستقل، والتي تسعى بشكل منفصل إلى جمع ما يصل إلى 20 مليار يوان (2.7 مليار دولار)، مع داعمين محتملين بما في ذلك شركات حكومية صينية.