جمهور بلا هوية.. بناء شخصية المستخدم عبر التوقعات
AI بالعربي – متابعات
مقدمة
في العالم الرقمي، لم يعد المستخدم فردًا حقيقيًا بتاريخه وهويته، بل صار شخصية مبنية عبر التوقعات الخوارزمية. كل نقرة، كل مشاهدة، كل تمرير إصبع يتحول إلى إشارة تدخل في معادلة تُنتج “نسخة افتراضية” من الإنسان. هذه النسخة ليست هو، لكنها تحدد ما يراه وما يُعرض عليه، بل وأحيانًا ما يُتوقع أن يريده أو يرفضه.
وهكذا نصبح أمام جمهور بلا هوية ثابتة، بل جمهور يُعاد بناؤه لحظة بلحظة وفق توقعات المنصات.
من المستخدم إلى “النموذج”
المستخدم التقليدي: إنسان يتفاعل مع الإعلام وفق خياراته.
المستخدم الرقمي: ملف بيانات يتغير مع كل نقرة.
النموذج الخوارزمي: شخصية افتراضية تبنيها المنصة لتقرر ماذا تعرض على هذا “المستخدم”.
النتيجة: الفارق بين الإنسان الحقيقي وصورته الرقمية يتسع يومًا بعد يوم.
كيف تُبنى الشخصية الخوارزمية؟
-
جمع البيانات: العمر، الاهتمامات، المواقع، عادات التصفح.
-
التصنيف: تقسيم المستخدمين إلى فئات وفق أنماط سلوكية.
-
التخصيص: إنتاج محتوى موجه يتماشى مع “التوقعات”.
-
التحديث المستمر: كل تفاعل جديد يُعيد رسم صورة المستخدم.
أمثلة واقعية
الإعلانات: لا تُعرض لك إلا ما يتوقع النظام أنك قد تشتريه.
الأخبار: تُصاغ لك “صفحة أولى” مختلفة عن غيرك.
الترفيه: منصات البث تحدد لك ماذا تشاهد بناء على توقعاتها.
التسوق الرقمي: المنتجات تُعرض وفق شخصيتك الافتراضية لا حاجتك الحقيقية.
الأثر على الهوية الفردية
إلغاء التنوع: الفرد يُختزل في “ملف توقعات” محدد.
توجيه الرغبات: المنصة تحدد ما ترغب فيه قبل أن تفكر به.
فقدان الأصالة: الهوية تصبح انعكاسًا لما يراه النظام مناسبًا.
إعادة تشكيل الذات: الإنسان يتماهى مع صورته الرقمية حتى يفقد وعيه بالفارق.
الوجه المشرق
تجربة مخصصة: يشعر المستخدم أن المنصة “تفهمه”.
سهولة الوصول: توفير وقت وجهد عبر توصيات دقيقة.
تحسين الخدمات: معرفة تفضيلات الجمهور يساعد على تطوير المنتجات.
الوجه المظلم
-
التحكم الخفي: المنصة تتحكم في خيارات الإنسان دون أن يدرك.
-
فقدان الهوية: المستخدم يصبح جمهورًا بلا ملامح حقيقية.
-
تسطيح التجربة: التوصيات المتكررة تقتل عنصر المفاجأة والاكتشاف.
-
استغلال اقتصادي: الشخصية الرقمية تُستخدم لتعظيم الأرباح على حساب حرية الفرد.
رمزية لشبكات ذكية تبني نماذج افتراضية للمستخدمين

الجمهور يتحرك وفق إشارات رقمية بلا هوية مستقلة

لوحة رقمية تمثل بناء شخصية المستخدم عبر البيانات

يعني إيه Algorithm؟ سر التقنية وراء نجاح التكنولوجيا | المدير – ELModeeer
س: ما المقصود بجمهور بلا هوية؟
ج: هو الجمهور الذي يُختزل إلى ملفات توقعات رقمية، بدلًا من أن يُنظر إليه كأفراد حقيقيين.
س: كيف تُبنى هذه الشخصيات الافتراضية؟
ج: عبر جمع البيانات، التصنيف، التخصيص، والتحديث المستمر لكل تفاعل.
س: ما المخاطر الكامنة؟
ج: فقدان الهوية، التحكم الخفي، وتسطيح التجربة الإنسانية.
س: هل هناك فوائد؟
ج: نعم، مثل التخصيص وتحسين الخدمات، لكنها لا تلغي المخاطر المرتبطة بالتحكم وفقدان الأصالة.
الخلاصة
الجمهور في عصر الذكاء الاصطناعي لم يعد جمهورًا حقيقيًا، بل صار جمهورًا بلا هوية، تُبنى شخصياته عبر توقعات خوارزمية متغيرة. وبينما يسهّل هذا الوصول للمحتوى والخدمات، فإنه يهدد جوهر الفردية والحرية. السؤال الأخطر: هل نعيش وفق رغباتنا الحقيقية، أم وفق ما تتوقعه لنا المنصات؟
اقرأ أيضًا: هل تفهم المنصات نوايا الغضب؟.. تحليل انفعالي تحت المجهر الآليّ