الخبر لا يُنشر بل يُختار.. الصحافة وسط خوارزميات الأولوية
AI بالعربي – متابعات
مقدمة
لطالما كان دور الصحافة نشر الأخبار كما هي، تاركة للجمهور حرية التقييم. لكن مع صعود المنصات الرقمية، تغيّر المشهد جذريًا: الأخبار لم تعد تُنشر فقط، بل تُختار وتُرتّب وفق خوارزميات الأولوية. ما يظهر على شاشتك ليس انعكاسًا للواقع كما هو، بل نسخة صاغتها خوارزميات المنصات، وفق معايير التفاعل، الشعبية، أو حتى المصالح التجارية والسياسية.
وهنا يبرز السؤال الجوهري: هل ما نقرأه اليوم هو صحافة حقيقية، أم مجرد محتوى مُفلتر وفق خوارزميات لا نعرف منطقها؟
من النشر إلى الاختيار
-
الصحافة التقليدية: نشر الخبر وفق اعتبارات مهنية مثل الأهمية، المصداقية، والتوازن.
-
الصحافة الخوارزمية: ترتيب الأخبار وفق معايير خفية مثل معدل النقرات أو التفاعل.
-
النتيجة: يتحول الخبر من حقيقة موضوعية إلى منتج رقمي يخضع للأولويات الخوارزمية.
كيف تعمل خوارزميات الأولوية؟
-
تحليل التفاعل: أي خبر يجذب نقرات أكثر يُرفع للأعلى.
-
التخصيص: كل مستخدم يرى نسخة مختلفة من “الأهم”.
-
الإخفاء غير المعلن: أخبار قد لا تصل للجمهور لأنها لم تُحقق شروط الخوارزمية.
-
التأثير المتبادل: الأخبار تُصاغ بطريقة تستجيب للخوارزميات بدلًا من المبادئ الصحفية.
أمثلة واقعية
-
منصات التواصل: الأخبار العاجلة تُفلتر وفق معايير التفاعل لا وفق الأهمية.
-
محركات البحث: ترتيب نتائج الأخبار يخضع لخوارزميات لا تُفصح عن منطقها.
-
التطبيقات الإخبارية: لكل مستخدم “صفحة أولى” مخصصة تختلف عن الآخر.
-
الصحف الرقمية: بعض المؤسسات تعيد صياغة عناوينها لجذب الخوارزميات أكثر من القارئ.
الأثر على الصحافة والمجتمع
-
تراجع الاستقلالية: القرار لم يعد بيد المحررين بل بالخوارزميات.
-
انحسار التعددية: بعض الأخبار تختفي لصالح القصص الأكثر شعبية.
-
تسييس المحتوى: إمكانية التحكم بالرأي العام عبر ضبط الأولويات الرقمية.
-
تآكل الثقة: الجمهور يشك في أن ما يراه لا يعكس الواقع كله.
الوجه المشرق المحتمل
-
وصول أسرع: الجمهور يتلقى الأخبار الأكثر تداولًا في وقت قصير.
-
تخصيص التجربة: كل مستخدم يحصل على محتوى يناسب اهتماماته.
-
كشف الأنماط: الخوارزميات تساعد الصحفيين في معرفة اتجاهات الرأي العام.
لكن هذه الإيجابيات تظل محفوفة بخطر أساسي: ضياع الصحافة كسلطة رابعة مستقلة، وتحولها إلى مجرد تابع لمنطق الخوارزمية.
شاشة تعرض ترتيب أخبار وفق الأولوية الخوارزمية

محرر أخبار يعمل بجوار خوارزمية رقمية

رمزية لتدفق الأخبار وقد أعادت الخوارزميات تشكيله

س: ما المقصود بخوارزميات الأولوية في الصحافة؟
ج: هي أنظمة تُرتب الأخبار وفق معايير التفاعل والشعبية، لا وفق الأهمية الصحفية التقليدية.
س: ما أثرها على الجمهور؟
ج: تجعل كل مستخدم يرى نسخة مختلفة من الواقع، ما يقلل من التعددية ويزيد الانقسام.
س: هل هناك فوائد لهذا النظام؟
ج: نعم، مثل الوصول السريع والتخصيص، لكن على حساب الموضوعية والاستقلالية.
س: ما التحدي الأكبر؟
ج: الحفاظ على مهنية الصحافة في بيئة رقمية تحكمها خوارزميات الأولوية.
الخلاصة
لم يعد الخبر يُنشر ليصل إلى الجميع، بل يُختار ليُعرض على جمهور محدد وفق خوارزميات الأولوية. هذه النقلة تُعيد تعريف دور الصحافة، من سلطة مستقلة تسعى لعرض الحقيقة، إلى أداة مقيّدة بمنطق المنصات. التحدي الأكبر أمامنا اليوم هو: كيف نضمن أن تظل الصحافة مرآة للواقع، لا انعكاسًا لتفضيلات الخوارزميات؟
اقرأ أيضًا: هل سيستبدل الذكاء الاصطناعي المعلّمين؟.. جدل متصاعد بين المخاوف والفرص
Beta feature