وكيل «كاوست» د. لورانس كارين :ولي العهد يركز على تميز جامعات المملكة في «الذكاء الاصطناعي»
AI بالعربي – متابعات
مستندًا إلى إرث ضخم من العمل الأكاديمي الذي حقق فيه طفرات على الأصعدة كافة في جامعة ديوك الأمريكية ومتحصنًا بتخصصه في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أنجز فيه الكثير من المنجزات التي عزّزت من حضور هذا التخصص في مجالات عدة حتى احتل المركز ٤٣٥ عالميًا و٢٧٩ في الولايات المتحدة في جميع مجالات علوم الحاسب الآلي.
ولكن الدكتور لورانس كارين وكيل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» لا يتوقف دوره في «كاوست» في هذا المجال أو ذاك فقط، بل هو يتولى مسؤولية القيادة الإستراتيجية والإدارية في جميع الأمور المتعلقة بأعضاء هيئة التدريس والطلبة والبرامج التعليمية، بما في ذلك التوظيف والاحتفاظ الوظيفي والترقيات وتنمية المواهب، والمناهج الدراسية والدرجات الأكاديمية المزدوجة أو المشتركة، والتعليم عبر الإنترنت والتعليم المستمر، والبرامج الأكاديمية الجديدة.
وهنا في هذا الحوار الموسع سوف نسلّط الضوء على أهم الطموحات والأهداف والإستراتيجيات والابتكارات التي تسعى «كاوست» إلى إنجازها وتحقيقها لدعم رؤية المملكة 2030 فإلى نص الحوار:
• في الشهور الأخيرة الماضية أطلقتم أكاديمية كاوست التي ترتكز مهمتها على تقديم مبادرات التعلم المستمر لدعم التنمية في المملكة العربية السعودية.. ما هي ملامح هذه الأكاديمية؟ وهل حققتم النجاح المنشود في أولى مبادراتكم؟
•• تتمثل المزايا الرئيسية لأكاديمية كاوست في تقديم دورات تدريبية قصيرة ومكثفة تستهدف الطلبة الجامعيين والخريجين والمهنيين المقبلين على الحياة المهنية من أجل تعزيز تدريبهم الأكاديمي والمهني.
وتغطي هذه الدورات في الوقت الحالي مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنية تعليم الآلة وعلوم البيانات مع التخطيط لإضافة المزيد من موضوعات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات. الدورات الحالية المعروضة هي دورات الاعتماد الجزئي والدبلومات ودورات درجة الماجستير بدوام جزئي.
وبالفعل حققت الأكاديمية النجاح المنشود حتى الآن ونحن في «كاوست» نواصل البناء على هذا النجاح من خلال توسيع مجالات التدريب التي نقدمها.
• ما هي أهدافكم من هذه الأكاديمية؟ وكيف رأيتم الإقبال والاشتراك من الشباب السعودي (بنات وبنين)؟
•• الهدف الرئيسي لأكاديمية «كاوست» هو تعزيز الاتصال التعليمي والتوعية التثقيفية في المملكة العربية السعودية، حيث تركز الأكاديمية على إقامة شراكات مع الجامعات والمؤسسات في البلاد، والمساهمة في تنمية المواهب الوطنية والارتقاء بها بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.
على الرغم من أن دوراتنا التدريبية مكثفة جدًا، إلا أن ردود أفعال الطلبة خصوصًا على دورات الاعتماد الجزئي كانت إيجابية للغاية. فعادة ما تستغرق دوراتنا 8 ساعات وتستمر لمدة 5 أيام، إلا أن الطلبة المشاركين كانوا على درجة عالية من التفاعل والاهتمام طوال مدة الدورة. ولم يكن الأمر كذلك في بعض دورات الأكاديمية السابقة، حيث عانى بعض الطلبة من سرعة وتيرة الدورات. وهذا هو أحد الجوانب التي تحاول الأكاديمية تحسينها من خلال تعليمهم بعض العلوم الأساسية لدورات الذكاء الاصطناعي مثل برمجة بايثون والرياضيات. هدفنا من ذلك إعداد الطلبة بشكل أفضل وتأهيلهم للالتحاق بدورات الاعتماد الجزئي للذكاء الاصطناعي. وعلاوة على ذلك، نوفّر أيضًا تدريبًا تحضيريًا قبل الدورة التدريبية، حيث يكون بإمكان الطالب أو الطالبة حضور جلسات اختيارية عبر الإنترنت مع المدرب للتحضير للتدريب الشخصي.
كان الإقبال ومستوى المشاركة لافتًا جدًا حيث لاحظنا اهتمامًا كبيرًا من الشباب السعودي الذين قدموا من عدة جامعات سعودية، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص المهنية.
• إلى متى ستستمر الأكاديمية في تقديم برامجها؟ وهل هي ترتبط بالشراكة مع مؤسسات وطنية علمية؟
•• تهدف أكاديمية كاوست إلى النمو والوصول إلى عدد أكبر من الطلبة والقوى العاملة في المملكة من خلال توفير البرامج التدريبية والتعاون مع نخبة من المؤسسات الوطنية العلمية المؤثرة مثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.
• بعد ممارسة طويلة في تدريس الذكاء الاصطناعي أكاديميًا وبحثيًا، كيف ترى مستقبل هذا المجال في العقد القادم؟
•• ينضج الذكاء الاصطناعي بسرعة كمجال علمي مهم وواعد. وأصبحنا اليوم ملمين بكافة علومه الأساسية إلى حد كبير. والآن يتمحور تركيزنا حول تطبيق تلك العلوم لحل مشاكل العالم الحقيقي، مثل تحليل النصوص وتركيبها والترجمات اللغوية والتنبؤات الطبية، وما إلى ذلك. فهناك العديد من المجالات التي يمكن فيها تطبيق الذكاء الاصطناعي وتطوير علوم جديدة فيه، ولكن قبل ذلك ينبغي علينا أن نرتقي بالتقنيات الحالية حتى نتمكن من فهم الإمكانات الكاملة للأساليب العلمية القائمة. ونستطيع تحقيق ذلك من خلال الدورات التدريبية التي نقدمها، والتي يمكن من خلالها الكشف عن الثغرات في تقنياتنا وتحفيز اتجاهات بحثية جديدة.
• كيف ترى المساحة التي توفرها جامعة كاوست لهذا العلم الجديد، وهل تعتقد أنها أنجزت شيئًا في هذا المجال؟
•• ما تحاول «كاوست» عمله هو بناء شبكة قوية من الأفراد ذوي المهارات العالية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا بالطبع يعزز ثقافة المشاريع والشركات الناشئة عالية التقنية والتي بلا شك ستكون لاعبًا أساسيًا في تنمية مستقبل المملكة.
• لديك تجربة عريقة في مجال القيادة الإستراتيجية والإدارية في جميع الأمور المتعلقة بأعضاء هيئة التدريس والطلبة والبرامج التعليمية، بما في ذلك تنمية المواهب، والمناهج الدراسية والتعليم عبر الإنترنت والتعليم المستمر، والبرامج الأكاديمية الجديدة.. كيف وظفت الذكاء الاصطناعي في تيسير مهام أعمالك؟
•• اعتمدت على مجال تعليمي ناشئ مع أدوات تربوية وتدريسية جديدة يدعمها الذكاء الاصطناعي، خصوصًا لتوفير مناهج وتدريب مخصص للأفراد بدلاً من نهج قياسي واحد سبق استخدامه في الفصول الدراسية التقليدية والدورات التدريبية حتى الآن.
• ما هي الورقة البحثية بين مئات الأوراق البحثية التي قدمتها، وترى أنها الأبرز في هذا المجال؟
•• دراسة استشعار بايزي الضاغط (1732 اقتباسًا)، Bayesian Compressive Sensing.
• ما هو طموحك في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال جودة الحياة وتوفير التنمية المستدامة؟
•• من الروبوتات إلى دراسات تغير المناخ، يحوّل الذكاء الاصطناعي مختلف المجالات العلمية ويحسنها. فبإمكان أدوات الذكاء الاصطناعي التنبؤ بشكل أفضل بالأمراض وإنتاج أدوية أفضل والتنبؤ بأنماط الطقس واكتشاف النجوم والمجرات. يعمل الذكاء الاصطناعي على تسهيل النهج بالنسبة لنا كباحثين من خلال توفير أجزاء سريعة ومهمة من البيانات الثقيلة والحسابات الإحصائية للباحثين. ومع ذلك، فإن مجتمع الذكاء الاصطناعي يتصدى لمجموعة متنوعة من القضايا من بينها قضية الأخلاق. وأنا متفائل جدًا وأثق بأن المجال سيتمكن في النهاية من موازنة المخاوف الأخلاقية الناتجة عن سرعة وتأثير التطورات فيه.
• تتبوأ الآن مهمة التواصل مع الجامعات السعودية، ما هي أبرز تحديات هذه المهمة؟ وما هي أبرز المشاريع التي تسعى لتنفيذها؟
•• طورت المملكة العربية السعودية جامعات قوية تخرّج طلبة مميزين، وتركز أكاديمية كاوست على تطوير التعاون مع هذه الجامعات في مجال التدريب الأكاديمي. وستغطي عمليات التعاون هذه تطوير المناهج الدراسية والتدريس، ومحاضرات الضيوف، وزيارات تبادل الطلبة القصيرة، والندوات والمؤتمرات المشتركة، والتعاون لإقامة فعاليات وطنية مثل مؤتمر مجتمع البايثون السنوي ومفهوم الذكاء الاصطناعي. حتى الآن، تستهدف الأكاديمية جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز باعتبارهما أول شركائنا، لكنها ستشترك في النهاية مع جامعات سعودية أخرى أيضًا.
• هل يمكن لكم في «كاوست» بالشراكة مع الجامعات السعودية الوصول إلى الاقتصاد المعرفي وتحقيقه منجزًا ملموسًا؟
•• نعم بالتأكيد، وهذا يتماشى مع الأولوية الموضوعية الرقمية الجديدة التي وضعتها «كاوست». هناك حاليًا قادة رائدون من الشباب في المملكة تخرجوا من «كاوست». ونحن بحاجة إلى البناء على هذا النجاح وزيادة بصمتنا والوصول إلى عدد أكبر من الطلبة والمهنيين في المملكة. فإن أكاديمية كاوست أنشئت بالفعل لهذا الهدف الأساسي.
• ما أبرز ما لاحظته في أداء وتخصصات الجامعات السعودية؟ وما هي الأقرب لتخصصات «كاوست»؟
•• صنعت الجامعات السعودية إنجازًا تاريخيًا على مستوى التعليم الجامعي وهي تركز الآن على الدراسات العليا. وأنا على يقين أنها ستتفوق لتصبح من أفضل مؤسسات التعليم العالي في المستقبل.
• ما هي المسافة بين الإحصاء وهندسة الحاسب الآلي بمجال تخصصك الحالي؟
•• ينتمي تعلم الآلة (في الذكاء الاصطناعي) نوعًا ما إلى علم الإحصاء ولكن على نطاق واسع.
يُعد علم الحاسب الآلي ضروريًا للذكاء الاصطناعي وذلك لأن الأخير يحتاج للحاسب الآلي وهو مبني على موارد الحوسبة.
• كيف رأيت مؤتمر الذكاء الاصطناعي الذي أقيم أخيرًا في الرياض برعاية كريمة من ولي العهد؟ وكيف تصف خطوات المملكة في هذا المجال الحديث؟
•• تعد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي خطوة رائعة لإظهار إنجازات المملكة لأفضل المؤسسات والأبحاث العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. فهي توفر للمؤسسات والشركات الكبيرة والشركات الناشئة السعودية فرصة لعرض أبحاثهم وحلولهم وتقديمها إلى مجتمع الذكاء الاصطناعي العالمي للتعاون والتقييم. وهذا أمر حيوي لضمان مكانة المملكة كرائد في مجال الذكاء الاصطناعي ومجالات الإنجاز الأخرى.