مستقبل الرعاية الصحية.. والذكاء الاصطناعي

مستقبل الرعاية الصحية.. والذكاء الاصطناعي

حمد عبدالعفور مدوه 

شهد العالم توسعا في نطاق الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال الرعاية الصحية والسياحة العلاجية، فقد دفعت جائحة «كورونا» حكومات دول المنطقة إلى تبني تدابير حاسمة ومبتكرة لاحتواء الفيروس. كذلك تعزيز التعاون والابتكار والتحول الرقمي في القطاع، وتمكين الشباب وتطوير مهاراتهم لمواجهة التحديات الصحية مستقبلا.

وقد أشار تقرير شركة (PwC) إلى ضرورة تحسين قطاع الرعاية الصحية باستخدام التكنولوجيا، التي من شأنها تقليل تكاليف الرعاية، وزيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء، وتعزيز رضا المرضى، وإيجاد أنظمة فعالة وآمنة للرعاية، يسهل الوصول إليها. في حين من المتوقع أن يصل حجم سوق الرعاية الصحية الإلكترونية في الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى حوالي 4.1 مليارات دولار بحلول عام 2027 بحسب بيانات شركة (MDF).

شركات تستثمر في الرعاية الصحية: تسعى شركات عالمية في مجال التكنولوجيا والتجزئة، إلى الاستفادة من خبراتها ومواردها لدفع الابتكار إلى الإلمام في قطاع الرعاية الصحية، الذي تبلغ قيمته تريليونات الدولارات، كشركة أمازون، غوغل، مايكروسوفت، وول مارت، أوبر. ويركز رواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على رقمنه خدمات الرعاية الصحية، مع إقبال المستثمرين على ضخ رؤوس أموال ضخمة في القطاع. وقد جمعت الشركات الناشئة من حيث التمويل في مجال الرعاية الصحية في المنطقة، أكثر من 70 مليون دولار حتى الآن.

التكنولوجيا في خدمة الرعاية الصحية: تعمل دولة الإمارات الشقيقة منذ فترة طويلة، على ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للرعاية الصحية، وقد نما القطاع بشكل متسارع منذ افتتاح أول مستشفى في الإمارات في ستينيات القرن الماضي. ووفقا للإحصاءات الحكومية، فإن هناك 45 مستشفى في القطاع العام، و98 مستشفى في القطاع الخاص حتى عام 2017.

كما تشير بيانات دليل دبي للاستثمار الصحي لعام 2021، إلى أنه بحلول عام 2019، كانت 6 مستشفيات عامة و33 مستشفى خاصا تعمل في دبي وحدها. أما اليوم، فيعد قطاع الرعاية الصحية سوقا تنافسية، حيث تستثمر المستشفيات والشركات القابضة في التكنولوجيا، وتعقد الشراكات لتقديم رعاية صحية رفيعة المستوى للمرضى المحليين والدوليين.

كما تستثمر بشكل كبير في قطاعي الرعاية الصحية العام والخاص، وتشير البيانات المستمدة من مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي، إلى أنه في عام 2018، بلغ إجمالي إنفاق الإمارات على الرعاية الصحية 2.18 مليار دولار، ومن المتوقع أن يكون قد ارتفع إلى 3.21 مليارات دولار بحلول عام 2021. ووفقا للبنك الدولي، كانت الإمارات تنفق، في عام 2019، نحو 3.4% من ناتجها المحلي الإجمالي على الرعاية الصحية، بمتوسط 843.1 دولارا للفرد الواحد.

السياحة العلاجية: من المتوقع أن يصل حجم السياحة العلاجية في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 35.1 مليار دولار بحلول عام 2026، مقابل 900 مليون دولار في عام 2021، ومن وجهات السياحة العلاجية المعروفة تقع في المغرب «رمال مزروكة» وهى إحدى بوابات الصحراء الجميلة في شرق المغرب، الأردن «البحر الميت»، مصر «واحة سيوة»، السعودية «العيون الحارة بجازان»، الإمارات «المبزرة الخضراء».

Related Posts

“اليابان تُصعّد ضغوطها على “OpenAI” لحماية المانغا والأنمي”

AI بالعربي – متابعات تواصل اليابان تحركاتها الرسمية لحماية تراثها الثقافي من الاستخدام غير المصرّح به في أدوات الذكاء الاصطناعي، بعد تصاعد الجدل حول تدريب النماذج على أعمال المانغا والأنمي…

مذيعة افتراضية بتقنيات الذكاء الاصطناعي تُقدّم أول وثائقي عبر شاشة بريطانية

AI بالعربي – متابعات بثت قناة بريطانية مساء الاثنين الماضي وثائقيًا يستعرض أثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف، بمقدمة برامج افتراضية جرى توليدها عبر الذكاء الاصطناعي بدلاً من مذيعة حقيقية.…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 167 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

  • أكتوبر 1, 2025
  • 257 views
حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

  • سبتمبر 29, 2025
  • 268 views
الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

  • سبتمبر 26, 2025
  • 204 views
تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟

  • سبتمبر 24, 2025
  • 233 views
كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟

الذكاء الاصطناعي في قاعة التشريفات: ضيف لا مضيف

  • سبتمبر 18, 2025
  • 164 views
الذكاء الاصطناعي في قاعة التشريفات: ضيف لا مضيف