المعلمون يستعدون لتبني الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية
AI بالعربي – متابعات
تشهد المدارس حول العالم تحولاً نوعياً في أساليب التعليم مع تزايد اعتماد المعلمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ أقر نحو 60% من معلمي رياض الأطفال والمدارس الثانوية باستخدام هذه التقنيات في تخطيط الدروس والتواصل مع أولياء الأمور والمساعدة في تقييم الطلاب. ويأتي هذا التوجه بعد الانتشار السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل «ChatGPT» منذ إطلاقه أواخر عام 2022، وما أحدثه من تأثير واسع على ممارسات التدريس والتعلم.
تحول من الحفظ إلى الإبداع
بدأت ملامح هذا التغيير تظهر بوضوح مع انتقال التركيز من أساليب الحفظ والتلقين إلى تعزيز التفكير النقدي والإبداع لدى الطلاب. ورغم المخاوف الأولية التي دفعت بعض المناطق التعليمية إلى حظر استخدام الذكاء الاصطناعي بسبب قضايا الغش والمعلومات المضللة والتحيزات، إلا أن الواقع كشف عن إقبال الطلاب على هذه الأدوات بكثافة، سواء لإنجاز الواجبات أو البحث أو حتى لأغراض شخصية مثل التخطيط للأنشطة أو طلب المشورة.
تحديات الحظر وتكيف الطلاب
تشير الدراسات إلى أن السياسات الصارمة لم تمنع الطلاب من استخدام الذكاء الاصطناعي، بل دفعتهم أحياناً لإخفاء استخدامهم له بطرق مبتكرة. وفي الوقت نفسه، بدأ المعلمون في إدراك القيمة المضافة لهذه التقنيات في توفير الوقت وتحسين جودة التدريس، إذ أوضحت دراسة لمؤسسة «والتون وغالوب» أن المعلمين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي أسبوعياً وفروا ما يقارب ست ساعات يمكن استثمارها في إعداد دروس مخصصة وتقديم ملاحظات أدق للطلاب.
استراتيجيات تعليمية مبتكرة
اعتمد المعلمون استراتيجيات جديدة لمواجهة الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل تكليف الطلاب بعروض شفهية ومشاريع عملية وبناء ملفات إنجاز، إضافة إلى دمج أنشطة تطبيقية مرتبطة بالواقع كتصميم الحدائق المجتمعية أو تنفيذ تجارب علمية ميدانية. ويساعد ذلك على ضمان أن يبقى الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة، بينما يقوم الطلاب بالعمل الفعلي بأنفسهم.
توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم الاحتياجات التعليمية
يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص المحتوى بما يتناسب مع اهتمامات الطلاب، وترجمة النصوص إلى لغات متعددة، وتقديم دعم فوري للطلاب ذوي الصعوبات السمعية أو التعليمية. كما يمكنه لعب دور المعلم المساعد عبر تقديم ملاحظات آنية وتحديد الفجوات في التعلم، إلى جانب المساعدة في ربط الدروس بالواقع من خلال أمثلة عملية تحفز الطلاب على التعلم.
تطوير مهارات التعاطف والتفكير النقدي
تتنوع استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصفوف لتشمل تدريب الطلاب على مهارات التعاطف وحل المشكلات، مثل إعادة تصميم تجربة اليوم الدراسي الأول لطلاب جدد، أو محاكاة أزمات تعليمية تتطلب وضع خطط إبداعية. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون شريكاً فكرياً يطرح أسئلة نقدية تكشف الثغرات في الحلول المقترحة وتفتح المجال لابتكار بدائل جديدة.
تغيير النظرة المستقبلية للتعليم
تغيرت وجهات نظر كثير من المعلمين تجاه الذكاء الاصطناعي، خاصة مع إدراكهم أن هذه التقنية لن تختفي، وأن من الأفضل تعليم الطلاب كيفية استخدامها بشكل أخلاقي ومسؤول بدلاً من منعهم منها. وتعمل بعض المدارس حالياً على تشكيل لجان تضم المعلمين والطلاب وخبراء خارجيين لوضع أطر تنظيمية تضمن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون الإضرار بمهارات التفكير النقدي.
الذكاء الاصطناعي كواقع دائم في التعليم
أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «خاناميغو» و«بيغيتو بوتس» جزءاً من بيئة التعلم في العديد من المدارس، إذ تساعد الطلاب على التفكير وحل المشكلات دون تقديم الإجابات الجاهزة. ويرى الخبراء أن الدمج المدروس لهذه الأدوات في العملية التعليمية سيسهم في تعزيز مهارات الطلاب الأكاديمية والعملية على المدى الطويل، ويفتح آفاقاً جديدة لمستقبل التعليم.