بالأرقام.. الجميع ليس متحمس لأدوات الذكاء الاصطناعي!

10

AI بالعربي – متابعات

أثار إطلاق ChatGPT في خريف عام 2022 وما تبعه من ظهور عديد من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي اهتمامًا كبيرًا على مستوى العالم، حيث اعتُبرت هذه التقنية بداية لتحول كبير في مختلف المجالات.

وقد عبر الرئيس التفنيذي لشركة شركة إنفيديا، جنسن هوانغ، عن أن الذكاء الاصطناعي سيحمل تأثيرًا تحويليًا على جميع الصناعات والشركات والدول.

ومع تزايد الاستثمارات من شركات التكنولوجيا الكبرى في بناء البنية التحتية اللازمة لدعم هذه التقنيات، كان من المتوقع أن تصبح أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية.

لكن مع هذا التوجه السريع نحو تبني الذكاء الاصطناعي، تبقى هناك تحديات تتعلق بتقبله من قبل الجمهور. وفقًا لبيانات تم جمعها عبر استطلاع أجري بين أغسطس وسبتمبر 2024، كشفت النتائج عن تباين كبير في مواقف المستهلكين الأميركيين تجاه أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس غموضًا في مدى استعدادهم للاحتضان الكامل لهذه التكنولوجيا.

من أبرز النقاط التي أظهرتها بيانات statista أن 28% من المستجيبين أفادوا بعدم اهتمامهم إطلاقًا بأدوات الذكاء الاصطناعي، وهي النسبة الأعلى بين جميع الفئات، مما يشير إلى وجود قلق أو تحفظات كبيرة حيال هذه الأدوات.

في المقابل، أبدى 24% من المشاركين رغبة في تجربة أدوات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يدل على وجود فئة مستعدة للابتكار والتجربة ولكن ليس بالضرورة بشكل كامل.

أما بالنسبة للحماس تجاه هذه الأدوات، فقد كانت النسبة أقل بكثير، حيث صرح 22% فقط من المستجيبين بأنهم يشعرون بالحماس تجاه هذه التقنيات، وهي نسبة توضح أن الحماسة العامة لا تزال في بدايتها.

وفيما يتعلق بتفاعل المستهلكين مع أدوات الذكاء الاصطناعي، ذكر 22% منهم أنهم يعتمدون على العلامات التجارية التي يثقون بها عند التعامل مع هذه الأدوات.

هذه النسبة تعكس أهمية الثقة والسمعة في اتخاذ القرار بشأن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وهي نقطة أساسية قد تحدد مدى نجاح هذه التقنيات في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، أشار 20% من المشاركين إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت بالفعل جزءًا من حياتهم اليومية، مما يعني أن هناك فئة من المستخدمين بدأت بالفعل في دمج هذه الأدوات في روتينهم اليومي، على الرغم من أن هذه النسبة تظل منخفضة بالنظر إلى الطموحات العالمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

أما بالنسبة للمستوى المعرفي حول هذه الأدوات، فقد أفاد 19% من المستجيبين أنهم يشعرون بأنهم مطّلعون جيدًا على هذه التقنيات، بينما أشار 17% إلى أنهم يستمتعون بالحديث عن مواضيع متعلقة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يوضح أن الاهتمام بهذه التقنية ما زال في مرحلة التوعية والتعلم بالنسبة للكثيرين.

ومن جانب آخر، تبين أن 16% فقط من المشاركين يرون أن الاستدامة تمثل عاملًا مهمًا عند اختيارهم لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. هذه النسبة المنخفضة قد تعكس قلة الوعي بمخاطر وأثر هذه التقنيات على البيئة، وهو أمر ينبغي التركيز عليه لتقليل التأثيرات السلبية على البيئة وتعزيز الاستخدام المسؤول لهذه الأدوات.

تُظهر هذه البيانات أن الذكاء الاصطناعي، رغم الصخب، لا يزال بعيدًا عن أن يصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الجميع. إذ بالرغم من الاهتمام المحدود والحماس المتواضع تجاه هذه الأدوات، هناك حاجة ملحة من الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي لتعزيز الثقة لدى المستخدمين، والتوسع في شرح الفوائد العملية لهذه التقنيات. كما أن تسليط الضوء على أهمية الاستدامة واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول قد يسهم في تقليل المخاوف لدى الجمهور وتعزيز تبني هذه التقنيات في المستقبل.

اترك رد

Your email address will not be published.