سرقة الذكاء الاصطناعي: تهديد متزايد في عالم التكنولوجيا
AI بالعربي – متابعات
مع تزايد اعتمادنا على الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب حياتنا، تزايدت معه مخاطر سرقة هذا الذكاء وتقنياته. وقد يبدو الأمر غريبًا أن يتم سرقة شيء غير مادي كالذكاء الاصطناعي. ولكن الحقيقة هي أن هناك طرقًا عديدة يمكن من خلالها سرقة البيانات والنماذج والتقنيات التي تشكل أساس الذكاء الاصطناعي.
طرق سرقة الذكاء الاصطناعي
في ظل التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، أصبحت البيانات التدريبية والبيانات الحساسة ذات قيمة استراتيجية كبيرة للشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال. هذه البيانات تشكل العمود الفقري لبناء نماذج الذكاء الاصطناعي، وأي اختراق أو سرقة لها يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية وفكرية كبيرة للشركات المطورة.
ويمكن للمحتالين استغلال الثغرات الأمنية في أنظمة تخزين البيانات أو استخدام أساليب الهندسة الاجتماعية للوصول إلى هذه البيانات. كما يمكنهم نسخ النماذج المدربة واستخدامها لأغراضهم الخاصة، أو تدريب نماذج ضارة باستخدام البيانات المسروقة. إضافة إلى ذلك، يمكنهم تحليل النماذج المدربة لاستخراج المعلومات الحساسة عنها.
هذه التحديات تستدعي من الشركات والمؤسسات اتخاذ إجراءات أمنية صارمة لحماية بياناتها التدريبية والحساسة. كما يتطلب الأمر تطوير أساليب متقدمة للكشف عن أي محاولات اختراق أو سرقة، وتعزيز قدرات الدفاع السيبراني للحفاظ على سرية وسلامة هذه البيانات الحيوية.
هجمات التصيد الاحتيالي
يمكن للمحتالين استخدام رسائل البريد الإلكتروني المزيفة أو مواقع الويب الوهمية لخداع الموظفين للحصول على معلومات الدخول الخاصة بهم. كما يمكنهم استخدام أساليب مماثلة للحصول على بيانات حساسة أخرى، مثل مفاتيح التشفير أو معلومات عن البنية التحتية السحابية.
الحماية من المخاطر
في ظل التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت الحاجة ملحة لحماية أنفسنا من مخاطر سرقة هذه التقنيات وإساءة استخدامها. فالذكاء الاصطناعي قد يصبح أداة خطيرة في أيدي المتطفلين والمتسللين إذا لم يتم الاهتمام بتطبيق أفضل ممارسات الأمن السيبراني. ولا شك أن الشركات والمؤسسات التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال، فهي مسؤولة عن حماية البيانات والنماذج الحساسة التي تمثل جوهر أعمالها. ولذلك، يجب عليها اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز أمن منظومتها والحد من مخاطر التعرض للاختراق والسرقة.
تهديد حقيقي
في ظل التطور السريع والمتسارع للذكاء الاصطناعي، أصبح هذا المجال عرضة لتهديدات سرقة وانتهاك أمنها من قبل المتطفلين والمتسللين. فالبيانات والنماذج والتقنيات التي تشكل أساس الذكاء الاصطناعي في المؤسسات والشركات تمثل أصولًا قيمة للغاية، يسعى المهاجمون الإلكترونيون إلى الوصول إليها والاستحواذ عليها بطرق غير مشروعة.
إن سرقة هذه الأصول الرقمية الحساسة يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على المؤسسات المعنية، من انخفاض الثقة إلى الخسائر المادية الكبيرة والتأثير السلبي على الموقف التنافسي. ولذلك، فإن على الشركات والمؤسسات أن تأخذ هذا التهديد على محمل الجد، وتعمل على تطبيق الإجراءات الأمنية المناسبة لحماية بياناتها ونماذجها وتقنياته الأساسية.
وتتضمن هذه الإجراءات استخدام أحدث تقنيات الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية الرقمية، وتشفير جميع البيانات الحساسة لمنع الوصول غير المصرح به إليها، وتحديد الموظفين الذين لديهم الصلاحيات الضرورية للوصول إلى هذه المعلومات الحرجة، وتدريب الموظفين على الوعي بالأمن السيبراني والتصدي لمحاولات التصيد الاحتيالي.
علاوة على ذلك، ينبغي للمؤسسات الاحتفاظ بنسخ احتياطية منتظمة من البيانات والنماذج لضمان حماية المعلومات في حالة وقوع أي اختراق أو هجوم إلكتروني. كما يجب إجراء مراجعات أمنية دورية للكشف عن الثغرات الأمنية والعمل على إصلاحها بسرعة.
في الختام، يجب على الجميع – المؤسسات والأفراد – أن يكونوا على وعي تام بالمخاطر التي تهدد أمن البيانات والذكاء الاصطناعي، وأن يعملوا بجد على حماية أنفسهم من هذه التهديدات المتزايدة. فالاستثمار في الأمن السيبراني أصبح ضرورة ملحة في هذا العصر الرقمي.
آراء الخبراء
سرقة الذكاء الاصطناعي تُعد تهديدًا خطيرًا وذا تداعيات كبيرة على عالم التكنولوجيا اليوم. هذه المشكلة تتعدى مجرد سرقة البيانات أو الكود البرمجي، فهي تشمل أيضًا سرقة الميزة التنافسية للشركات وتقويض الثقة في التكنولوجيا ككل.
الخبراء يشبهون نماذج الذكاء الاصطناعي بالنفط الجديد، حيث إنها تمثل قيمة اقتصادية كبيرة للشركات. وهذا ما يجعلها هدفًا جذابًا للمحتالين الذين يسعون للاستفادة من هذه القيمة دون بذل الجهد اللازم لتطويرها. لذلك، فإن حماية الذكاء الاصطناعي تعد تحديًا كبيرًا للخبراء، خاصة مع تطور أساليب الهجوم بشكل مستمر. بالإضافة إلى التحديات الأمنية، هناك تحديات قانونية تتعلق بملكية النماذج وحقوق الطبع والنشر. إن سرقة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على التنافسية بين الشركات، حيث يمكن للمهاجمين استخدام النماذج المسروقة لتطوير منتجاتهم الخاصة أو بيعها إلى منافسي الشركات المستهدفة.
وللتصدي لهذه المشكلة، يشدد الخبراء على أهمية تطبيق أحدث تقنيات الأمن السيبراني، بما في ذلك تشفير البيانات، والوصول المحدود، والمراقبة المستمرة للأنظمة. كما يرى البعض أن مكافحة سرقة الذكاء الاصطناعي تتطلب تعاونًا دوليًا بين الحكومات والشركات والمؤسسات الأكاديمية.
مقترحات الخبراء
يقترح الخبراء تطوير تقنيات جديدة مثل “التشويش” على النماذج، مما يجعل من الصعب على المهاجمين فهمها واستخدامها، ويدعون إلى سن قوانين أكثر صرامة لحماية الملكية الفكرية للنماذج والبيانات. كما يجب توعية المطورين والمستخدمين بأهمية الأمن السيبراني وكيفية حماية أنفسهم من الهجمات. بالإضافة إلى ذلك، يجب الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير تقنيات أمنية أكثر فعالية.
مستقبل الإبداع في خطر
كشفت تحقيقات جديدة عن جريمة منظمة ترتكبها شركات عملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي. من بين هذه الشركات، أسماء لامعة مثل “أوبن إيه” و”آي وأنثروبيك”، تقوم بسرقة محتوى المواقع الإلكترونية بشكل منهجي، متجاوزة بذلك حقوق الملكية الفكرية، باستخدام تقنيات متطورة. إذ تقوم هذه الشركات بنسخ محتوى المقالات والقصص، ثم إعادة صياغتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتظهر وكأنها محتوى أصلي. هذه الممارسات التي دفعت شركات مثل “بريب ليكستي” إلى دائرة الضوء، تهدد مستقبل الإبداع الرقمي وتثير تساؤلات حول الأخلاقيات في عالم التكنولوجيا.
تهديدات تواجه الذكاء الاصطناعي
في مطلع عام 2023، تمكن قراصنة من اختراق أنظمة المراسلة الداخلية لشركة OpenAI وسرقة معلومات حول تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة. هذا الاختراق الأمني الخطير كشف أسرار أكبر شركات الذكاء الاصطناعي في العالم.
ووفقًا لتقرير لصحيفة “New York Times”، فقد أخفت الشركة هذا الحادث عن عملائها والجهات المعنية، واكتفت بإبلاغ موظفيها فقط، وقد قرر المسؤولون التنفيذيون عدم نشر الخبر علنًا لأنه لم يتم سرقة أي معلومات عن العملاء أو الشركاء، ولم يعتبروه تهديدًا للأمن القومي، معتقدين أن المخترق كان فردًا خاصًا لا صلة له بأي حكومة أجنبية، ولم تبلغ الشركة مكتب التحقيقات الفيدرالي أو أي جهة إنفاذ قانون أخرى.
g