“أبل” تواجه تحديات كبرى بمجال الذكاء الاصطناعي في الصين

12

 AI بالعربي – متابعات

تسعى “أبل” للحاق بركب شركات التكنولوجيا الكبرى في السباق نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي وجدت فيه شركات منافسة مثل “مايكروسوفت” و”جوجل” و”ميتا” و”سامسونج” موطئ قدم لها بالمجال.

لكن “أبل” تواجه بعض التحديات الكبرى في الصين، التي تعد ثاني أكبر أسواق الآيفون ؛ نظرًا لأن بكين لديها قواعد صارمة بشأن التكنولوجيا سريعة الانتشار.

وتراجعت حصة  “أبل” في سوق الجوالات الذكية في الصين إلى حوالي 15% في الربع الأول من العام الجاري، بسبب عودة “هواوي” وغيرها من الشركات المحلية.

كما تتخلف صانعة الآيباد والآيفون عن شركات الجوالات الذكية المنافسة في الصين لأن ميزات الذكاء الاصطناعي متوفرة بالفعل على أجهزة بعض من العلامات التجارية الصينية الأكثر مبيعًا مثل “فيفو” و”هواوي” و”شاومي”.

وعلى الرغم من تراجع المبيعات هناك، فإن “لوكا مايستري” المدير المالي لشركة “آبل” صرح لـ “وول ستريت جورنال” في مايو قائلاً: الصين هي السوق الأكثر تنافسية في العالم، ونشعر بالثقة بشأن موقفنا.

وخلال مؤتمر المطورين السنوي الذي عقد في وقت سابق هذا الشهر، طرحت الشركة الأمريكية “آبل إنتلجنس” الذي يهدف لتوفير مزايا الذكاء الاصطناعي لأجهزة آيفون وآيباد وماك، بما يشمل تلخيص النصوص والرد على البريد الإلكتروني، وتقديم نسخة محسنة من المساعد الصوتي “سيري”.

كما أعلنت أن “سيري” يمكنه الاستفادة من روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” الذي طورته “أوبن إيه آي”.

ومن المقرر إطلاق ميزات “آبل إنتلجنس” في وقت لاحق هذا العام في أسواق مثل الولايات المتحدة، ولكن ليس من الواضح متى قد تكون الشركة قادرة على تقديم تلك المزايا لمستخدميها في الصين.

ما التحديات التي تواجهها آبل في الصين؟

تشترط الصين على الشركات الحصول عل موافقة الحكومة قبل طرح روبوت دردشة مدعوم بنماذج لغوية كبيرة، وحتى الآن لم توافق على أي منتجات تتعلق بالذكاء الاصطناعي تم تطويرها خارج البلاد.

يخضع سوق الذكاء الاصطناعي في الصين لقواعد تنظيمية صارمة، إذ سنت لوائح مختلفة على مدى السنوات الماضية ركزت على مجالات تتراوح بين حماية البيانات ونماذج اللغات الكبيرة، والمجموعات الضخمة من البيانات التي تدعم تطبيقات مثل “شات جي بي تي”، وسيكون من الصعب على “آبل” مواجهة تلك القواعد.

كما تخضع شبكة الإنترنت في الصين لرقابة شديدة، لأن المنظمين يشعرون بالقلق بشأن إمكانية قيام خدمات الذكاء الاصطناعي بإنشاء محتوى قد يتعارض مع آراء بكين وأيديولوجيتها.

وبناءً على القواعد الصينية، فإن “أبل” قد تكون بحاجة للحصول على موافقة السلطات على نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، إلى جانب أن “شات جي بي تي” محظور حاليًا في الصين، وهو ما يعني أن على “آبل” إيجاد شريك محلي بديل.

قال “براين ما” نائب رئيس أبحاث الأجهزة لدى “آي دي سي” لشبكة “سي إن بي سي” إن الصين في عالم آخر فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي نظرًا للبيئة التنظيمية هناك.

حلول وآراء

بسبب عدم توافر “شات جي بي تي” وغيره من نماذج الذكاء الاصطناعي الغربية في الصين، اضطرت “آبل” للبحث عن شريك صيني لمساعدتها في طرح خدمات الذكاء الاصطناعي قبل أشهر قليلة من موعد طرح الموديل الجديد من آيفون.

وحسبما ذكرت “وول ستريت جورنال” عن مصدرين على دراية بالأمر، فإن “آبل” تبحث بالفعل عن مطور محلي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في طرح المزايا التقنية بالصين.

وإن “أبل” ناقشت عقد صفقات مع مطوري الذكاء الاصطناعي في الصين بما في ذلك “بايدو” – التي طورت روبوت الدردشة “إيرني بوت” ، و”علي بابا” والشركة الناشئة التي يقع مقرها في بكين “بايتشوان إيه آي”، لكنها لم تتوصل لاتفاق بعد.

ترى “نيكول بينج” المحللة لدى “كاناليز” أن “آبل” قد تضطر لتقديم نموذج ذكاء اصطناعي قائم على الحوسبة السحابية يتوافق مع القواعد المحلية في الصين.

وذكر “بن وود” كبير محللي “سي سي إس إنسايت ” أن الجزء الآخر من نجاح “أبل” في الصين هو أن تقوم الشركة بإنشاء تجربة ذكاء اصطناعي محلية على أجهزتها تنال إعجاب المستخدمين في الصين، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا أمام الشركة.

وذكرت “نبيلة بوبال” المسؤولة لدى شركة الأبحاث “آي دي سي”: من المرجح أن تبحث “آبل” عن شريك محلي في الصين بدلاً من “أوبن إيه آي” لأنها ببساطة تحتاج لذلك، ويتوقع المستهلكون في الصين أن تحوي جوالاتهم المتميزة على أحدث مزايا الذكاء الاصطناعي وقد يترددون في إنفاق أكثر من ألف دولار على الأجهزة التي لا تحتوي تلك المزايا.

اترك رد

Your email address will not be published.