مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على “الوكالات الإعلانية”
AI بالعربي – متابعات
“تستعد صناعة الإعلان لتغييرات بعيدة المدى”، هذا ما يؤكده رئيس شركة WPP المدرجة في لندن، مارك ريد، والذي يشير إلى أن القطاع سيكون الأكثر اضطرابًا من أية صناعة.
لماذا؟
نقل تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، عن ريد، قوله إنه من المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي بمثابة تحول كما حدث مع الإنترنت قبل 30 عامًا.
• الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة نعمة للوكالات.
• نظرًا لأنه يبسط مهمة إنشاء الإعلانات وتشغيلها، فإنه يسهل على العملاء القيام بتلك الوظائف.
• على وجه الخصوص، يمكن أن يعطل التخطيط الإعلامي المربح وشراء العمل.
• وقد يعني ذلك خفضًا جذريًا في عدد الوظائف في مجال التخطيط والشراء الإعلامي، لأنه يحل محل الوظائف اليدوية غير الفعالة.
• وهذا بدوره قد يؤدي إلى تقليص قاعدة إيرادات الوكالات.
تقليل المخاطر
ووفق التقرير، فمن المرجح أن يقدر العملاء خبرة الوكالات، إذا كان بإمكانها تقليل مخاطر انتهاك حقوق الطبع والنشر أو الإضرار بالسمعة. كما أن خفض تكلفة الإعلانات قد يسمح للوكالات بتوسيع أسواقها لخدمة أعداد متزايدة من الشركات الصغيرة.
خطورة تجاهل الـ AI
خبراء التطوير التكنولوجي أكدوا في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” على خطورة تجاهل الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات والأنشطة، مشددين على أهمية سرعة مواكبته والاطلاع على التطور الحالي للنجاح في توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في خلق قيمة مضافة وابتكارات جديدة لمختلف الأنشطة والمجالات.
أضاف الخبراء أن الفترة المقبلة تتطلب سرعة الإطلاع على التطور التكنولوجي الهائل، لتمكين مسارات العمل لاسيما في مجال الوكالات الإعلانية، نحو الابتكار والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعرف على متطلبات الجمهور المستهدف، والنجاح في تطوير الأعمال المقدمة بصورة مثالية.
فهم المخاطر
تبدأ رحلة الوكالات في التعامل مع تهديدات الذكاء الاصطناعي بفهم عميق للمخاطر. فالاعتماد الزائد على التكنولوجيا قد يفقد الإعلان جوهره الإبداعي، وقد يتسبب في فقدان التواصل الإنساني الحيوي في هذا المجال. كما ينصب التركيز على قضايا الخصوصية والأمان، حيث يجب أن تحمي الوكالات بيانات العملاء بعناية فائقة.
ومن خلال اعتماد استراتيجية متوازنة، تبدأ الوكالات في تطوير المهارات البشرية وتعزيز التكامل مع التكنولوجيا الذكية. يصبح الهدف هو تعظيم قوة الإعلان عبر الجمع بين القدرات الإبداعية الفريدة للبشر والدقة والفاعلية الرهيبة للذكاء الاصطناعي.
الدمج أساس التطوير
يرى أخصائي التطوير التكنولوجي وخبير الأمن السيبراني، هشام الناطور، أنه على الرغم من تهديد الذكاء الاصطناعي لمجال عمل الوكالات الإعلانية، إلا أنه في نفس الوقت يعد فرص يمكن الاستفادة منها خلال الفترات المقبلة.
ويضيف في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن العالم خلال المرحلة الحالية يشهد ثورة كبيرة في عالم الذكاء الاصطناعي، وقدرته على توفير تصاميم جاهزة والتحكم في كل مفاصل مجالات عمل وكالات الإعلان، من تقديم محتوى مرئي وغرافيك وإعلانات مرئية ومسموعة وتقديم أفكار مختلفة.
كما يشير إلى أن دعم قدرة وكالات الإعلان على مواجهة ذلك التحدي وتجنب التهميش، يتطلب بعض الطرق في مقدمتها تبني الذكاء الاصطناعي ودمج أدواته المختلفة والمبتكرة وتوظيفها في عمليات إبداعية بمجال عمل الوكالات مثل تحليل البيانات وإنشاء الإعلانات وتتبع الأداء.
ويوضح الناطور أن الدمج بين قوة وكالات الإعلان والذكاء الاصطناعي وأدواته يسهم في عدم تهميش شركات الإعلانات، بل العمل على تطويرها ودعم قدرتها على استخدام تقنيات التعلم الآلي لإنشاء محتوى متخصص للجمهور المستهدف، وتقديم رسائل تسويقية متخصصة، بالتوازي مع التركيز على المهارات البشرية مثل الإبداع والتفكير الاستراتيجي وفهم سلوك المستهلك.
كما يؤكد على أن النجاح في توظيف ذلك الأمر مع مجالات عمل الوكالات يتطلب حرص الوكالات على التعليم المستمر عبر منح الموظفين ورش عمل وتطويرهم وتدريبهم بصورة مستمرة على مهارات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مواكبة جميع برامجه، بهدف دعم قدرة العاملين بالمجال على مواكبة التجارب الجديدة والتطور الرهيب في الذكاء الاصطناعي، بما يساعد في تقديم حلول ذكية للعملاء تتجاوز الإعلانات التقليدية.
• تتوقع شركة WPP، التي تضررت من خفض التكاليف من قبل عملائها في مجال التكنولوجيا، أن يدعم الذكاء الاصطناعي نمو الإيرادات.
• أعلنت الشركة عن هدف نمو بنسبة 3 بالمئة على المدى المتوسط، إلى جانب خطط لاستثمار 250 مليون جنيه استرليني سنويا في التكنولوجيا الجديدة.
• يشاركها حماسها منافستها الفرنسية بابليسيس، التي أعلنت عن خطط لإنفاق 300 مليون يورو على مدى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى إنفاق 9 مليارات يورو على عمليات الاستحواذ على شركات الذكاء الاصطناعي والبيانات والتكنولوجيا على مدى السنوات الثماني الماضية. كما أن ما يقرب من 40 بالمئة من موظفيها هم من المهندسين.
وبحسب تقرير فاينانشال تايمز، فإن الوكالات الإعلانية على حق في وضع رهانات كبيرة. ذلك أن التغيير المضطرب يخلق المخاطر والفرص أيضاً.
ومن المرجح أن يجعل الذكاء الاصطناعي الإعلان أكثر فعالية وكفاءة. ويتعين على شاغلي المناصب أن يثبتوا أهميتهم إذا أرادوا جني الفوائد.
فرص الاستمرار
وإلى ذلك، يؤكد الخبير التكنولوجي، أحمد جلال، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن التطور الكبير في عالم الذكاء الاصطناعي أصبح يهدد جميع مجالات العمل في مختلف القطاعات وليس وكالات الإعلان فحسب، بل أصبح يهدد استمرارية الاعتماد على العنصر البشري في بعض المجالات.
ويضيف أن ذلك التهديد يتطلب سرعة مواجهته عبر اللجوء إلى توظيف أدواته في مختلف المجالات ومنها الوكالات الإعلانية، لدعم القدرة على التطور والابتكار ومضاعفة حجم أعمالها خلال الفترات المقبلة.
كما يشير إلى أن نجاح الشركات والوكالات في توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي، سينعكس سريعًا على تطور أداء وحجم أعمال شركات بعينها عن أخرى في مختلف المجالات خلال الفترات القريبة المقبلة.
ويشدد على خطورة عدم مراعاة التطور التكنولوجي الكبير، لما يحمله تجاهل التكنولوجيا وتأثيراتها من تهديد مباشر على صعيد استمرار بعض المجالات والأنشطة في حال عدم الإهتمام بتأثيراته التي قد تنهي الاعتماد التقليدي على بعض الأنشطة.