“سام ألتمان” أبرز لاعبي الذكاء الاصطناعي الذي طُرد من الشركة التي أسّسها
AI بالعربي – متابعات
بشكل مفاجئ، صعد سام ألتمان البالغ من العمر 38 عامًا، إلى واجهة عالم التكنولوجيا، محدثًا هزة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، فهو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI” التي أنشأت برنامج “تشات جي بي تي ChatGPT” الشهير، وذلك قبل أن تتم إقالته من قبل مجلس الإدارة، الذي أعلن أنه “لم يعد يثق به”.
ووفقًا لتقرير نشرته شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، فإن ألتمان كان قد نشأ وترعرع في ولاية ميسوري الأميركية، حيث حصل عندما كان في الثامنة من عمره على أول جهاز كمبيوتر خاص به.
ولم يكتف الطفل حينها بتعلم كيفية استخدام الكمبيوتر، بل أتقن الكثير من علوم البرمجة من خلاله.
والتحق ألتمان بمدرسة جون بوروز في مدينة سانت لويس. وبعد الانتهاءمن الدارسة الثانوية التحق بجامعة ستانفورد الشهيرة، لكنه ترك مقاعد الدراسة هناك بعد عامين، متبعًا خطى بيل غيتس ومارك زوكربيرغ، اللذين لم يكملا الدراسة في جامعة هارفارد ليصبحا لاحقًا من أكثر الرؤساء التنفيذيين تأثيرًا في التاريخ.
وكان أول مشروع لألتمان بعدمغادرة الجامعة هو تطبيق للهواتف الذكية يُسمى “Loopt”، الذي يتيح للمستخدمين مشاركة موقعهم في الوقت الفعلي، بشكل انتقائي، مع أشخاص آخرين.
وكان قد تم جمع حوالي 30 مليون دولار، بمساعدة تمويل من شركة تدعم الأعمال الناشئة تُدعى “Y Combinator”، والتي أضحى ألتمان رئيسًا لها عام 2014، بعد أن باع تطبيقه مقابل 44 مليون دولار في سنة 2012.
كما أسس صندوق رأس المال الاستثماري الخاص به، المسمى Hydrazine Capital، حيث اجتذب استثمارات كافية ليتم إدراجه في قائمة “فوربس” لرجال الأعمال تحت سن الثلاثين عامًا.
وكما لو أنه لم يكن مشغولاً بما فيه الكفاية، أدار ألتمان أيضًا منصة “ريديت” (Reddit) لمدة 8 أيام، عقب تغيير قادتها في عام 2014، واصفًا فترة ولايته القصيرة بأنها كانت “من باب الطرافة والمرح”.
صعود الشركة
في حين أن الفترة التي قضاها على رأس موقع ريديت استمرت 8 أيام فقط، فإن إشرافه على شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) استمر 8 سنوات. وقال في تغريدة له في فبراير الماضي، إنه كان “يعمل بشكل جيد”.
أطلق ألتمان تلك الشركة بالتعاون مع الملياردير الأميركي، إيلون ماسك (الذي كان يدير شركتي سبيس إكس SpaceX وتسلا فقط في ذلك الوقت) عام 2015، حيث مول الرجلان الشركة إلى جانب شركات مثل أمازون ومايكروسوفت، برأسمال وصل إلى مليار دولار.
وجرى تشغيل الشركة الناشئة كمؤسسة غير ربحية بهدف تطوير الذكاء الاصطناعي، “مع التأكد من أنه لن يكون هناك آثار سلبية على البشرية”.
لكن تلك الشركة لم تعد مؤسسة غير ربحية، إذ نمت بقيمة تقديرية تصل إلى 29 مليار دولار، وكل ذلك بفضل النجاح الملحوظ الذي حققته أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية” ChatGPT للنصوص و”DALL-E” للصور.
ووصف الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروسوفت”، ساتيا ناديلا، ألتمان بأنه “رجل أعمال مبهر، يملك إمكانيات هائلة للنجاح”.
وحصد تطبيق ChatGPT عشرات الملايين من المستخدمين في غضون أسابيع من إطلاقه أواخر عام 2022، مما أذهل الخبراء والمراقبين العاديين على حدٍ سواء، لقدرته على اجتياز أصعب الاختبارات في العالم، واجتياز مسابقات التوظيف، وتأليف أي شيء بدءًا من الخطب السياسية وحتى الواجبات المنزلية للأطفال، وكتابة أكواد برامج حاسوبية، وغير ذلك.
وفجأة، أصبح مفهوم “نموذج اللغة الكبير” (LLM) (نماذج تعليم عميق، كبيرة جدًا، مدرّبة مسبقًا على كميات هائلة من البيانات) مصطلحًا سائدًا، وقد جعلت شعبيته مايكروسوفت تستثمر أموالًا إضافية في شركته، وتنقل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى محرك البحث “بينغ” وتطبيقات “أوفس”.
ودخلت شركة جوجل أيضًا في ذلك السباق، من خلال برنامج الدردشة الخاص بها Bard، وذلك قبل أن تسير بعض أكبر شركات التكنولوجيا في الصين على نفس النهج.
وفي وقت لاحق، قال ماسك – الذي ترك شركة “OpenAI” في عام 2018 – إنه يريد إطلاق منصة ذكاء اصطناعي خاصة به.
وفي الوقت نفسه، فإن شركة “أوبن إيه آي”، واصلت تطوير أدواتها، إذ أظهرت ترقية أطلق عليها اسم “GPT-4” في غضون أشهر من إصدار “ChatGPT”، مدى السرعة التي يمكن أن تتطور بها هذه النماذج.
“أسوأ مخاوفي”
ومع الإمكانيات المذهلة التي قدمتها برامج وأدوات الذكاء الاصطناعي، فإنها أثارت في الوقت نفسه الكثير من المخاوف من نشر معلومات مضللة أو الاستغناء عن الوظائف، مما جعل حكومات الدول الكبرى تسعى جاهدة إلى صياغة طريقة فعالة لتنظيم التكنولوجيا، التي يبدو أنها متجهة إلى تغيير العالم إلى الأبد.
وفي هذا الصدد، قال ألتمان أمام مجلس الشيوخ الأميركي: “إن أسوأ مخاوفي هي أن نتسبب في ضرر كبير للعالم”.
وفي غضون أسابيع قليلة، التقى ألتمان بنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وجميعهم من السياسيين الذين يتشاركون نفس الآمال والمخاوف بشأن الفوائد والمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي.
وعند إعلانها عن استقالة ألتمان من منصب الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، اتهمه مجلس إدارة الشركة بـ”الكذب”، وأنه “لم يكن صريحًا باستمرار، في اتصالاته مع مجلس الإدارة”.
وأضافت الشركة في بيان: “نحن ممتنون لمساهمات سام العديدة في تأسيس (أوبن إيه آي) ونموها. وفي الوقت نفسه، نعتقد أن القيادة الجديدة ضرورية، ونحن نمضي قدمًا”.
من جانبه، نشر ألتمان تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن إقالته، قائلاً: “لقد أحببت الوقت الذي أمضيته في (أوبن إيه آي).. لقد كان الأمر بمثابة نقلة بالنسبة لي شخصيًا”.
وختم بالقول: “الأهم من ذلك كله أنني أحببت العمل مع هؤلاء الأشخاص الموهوبين.. وسيكون لدي المزيد لأقوله بشأن خطواتي التالية في وقت لاحق”.