“الذكاء الاصطناعي” يحقق إنجازات متقدمة في “السعودية”
AI بالعربي – خاص
تستهدف المملكة العربية السعودية، مكانة متميزة في المؤشرات العالمية الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، وتسعى لمواءمة التطورات العالمية للتقنية الحديثة، وفقًا لـ”رؤية المملكة 2030″؛ إذ تشهد شتى القطاعات والهيئات نقلة نوعية بفضل ثورة الذكاء الاصطناعي، وتستثمر المملكة بكثافة في التكنولوجيا الحديثة من أجل تسريع وتيرة عمليات التحول الرقمي بالمملكة.
وقد توغل الذكاء الاصطناعي في معظم الهيئات والقطاعات بالمملكة، ومنها قطاع السياحة، الذي يظهر من خلال المشهد الفندقي الذكي بالمملكة، وكذلك مجال التعليم، والصحة والخدمات القانونية والحيوية التي دخلت عصر الثورة الذكية، ومكَّنت المواطنين من تلبية كافة احتياجاتهم بسهولة من خلال التطبيقات الحديثة التي تعتمد بشكل كبير على التحكُّم الآلي.
ثورة في صناعة الضيافة
وفقًا لـ”رؤية المملكة 2030″ الثاقبة لأهمية البيانات والذكاء الاصطناعي بصفتهما رافدين اقتصاديين مهمين؛ فإن الثورة التي شهدتها معظم الجهات والمؤسسات لم تقتصر على مجالي التعليم والسياحة فقط؛ بل امتدت لتشمل معظم الهيئات الحكومية والخدمية، ومنها قطاع السياحة، الذي أصبح يحتل موقع الصدارة في المملكة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة بهدف تحسين إيراداته وتجارب النزلاء والكفاءة التشغيلية؛ إذ تسعى المملكة لجذب وتشجيع تدفق السياح الإقليميين والعالميين البارعين في مجال التكنولوجيا. وفي هذا الشأن توقع مختصون أن تحدث التكنولوجيا الحديثة ثورة في صناعة الضيافة من خلال تقديم تجارب شخصية للضيوف، وزيادة الإيرادات إلى أقصى حد بدءًا من الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وانتهاءً بالبيانات الضخمة والروبوتات.
الحج الذكي
تبنت وزارة الحج السعودية توجهًا رقميًا هذا العام خلال موسم الحج؛ لتيسير وصول وتنقل ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة، عبر استخدام التقنية الحديثة والتطبيقات، التي كان من بينها تفعيل خدمة بطاقة الحج الذكية، وإطلاق 3 تطبيقات رقمية، وهي: “الحاج الذكي”، و”المنظمون”، وتطبيق يرتبط بالعاملين في منظومة الحج والعمرة.
مقررات الذكاء الاصطناعي
أمَّا على الصعيد الأكاديمي، فقد تم الإعلان، مؤخرًا، عن دمج مقررات الذكاء الاصطناعي بالمناهج التعليمية السعودية في جميع المراحل لتواكب عصر التكنولوجيا الحديثة. كما برز دور جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”؛ إذ تم تأسيس مركز للتميز في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي مع “سدايا”. إضافة إلى اهتمام الجامعات الحكومية والخاصة بدمج مقررات التقنية الحديثة في سبيل تطوير مناهجها الأكاديمية التي تدِّرس علوم الذكاء الاصطناعي بمختلف مجالاته، وهو ما سيسهم في بناء جيل سعودي قادر على التعامل مع هذه التقنيات بكل احترافية.
التنبؤ المبكر بالأمراض
استثمرت وزارة الصحة السعودية الذكاء الاصطناعي، فعملت بالتعاون مع “سدايا”، على إنشاء مركز للتميز في الذكاء الاصطناعي يتم من خلاله تحديد الأمراض ذوات الأولوية مثل “سرطان الثدي واعتلال الشبكية السكري”، وتطوير الحلول الذكية للمساهمة في التنبؤ المبكر بمثل هذه الأمراض. وذلك في إطار رؤية المملكة لتكون واحدة من الدول الرائدة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية. كما يتم الاعتماد على روبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل أروقة المراكز الطبية بالمملكة وفي مجال رعاية المرضي.
مدينة المستقبل “ذا لاين”
كانت من نتائج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة الاستفادة من البيانات الجغرافية المكانية في إيقاف التصحر والزراعة العشوائية والمحافظة على البيئة؛ إذ استخدمت حساسات الميثان وإنترنت الأشياء والبيانات والذكاء الاصطناعي لتقديم أنظف الأنشطة في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق للعالم.
وقدمت المملكة للعالم أفضل صورة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال مدينة المستقبل “ذا لاين” التي تُعدُّ هدية من سمو ولي العهد السعودي للبشرية في كيفية تخطيط المدن خلال الـ150 سنة القادمة، وكيفية تطويع المملكة لحلول الذكاء الاصطناعي والبيانات لبناء المجتمعات المستدامة.
خدمات قانونية رقمية
لم يكن مجال الخدمات القانونية بعيدًا عن تلك الثورة الرقمية؛ إذ تم إطلاق تطبيق “إياس”، في أواخر عام 2018؛ لتوفير حلول قانونية رقمية من خلال نموذج عمل نوعي يربط بين الأفراد والمحامين بطريقة مؤتمتة بالكامل.
كما أعلنت منصة “شورى”، المعنية بتقديم الاستشارات القانونية عن بعد في جميع مناطق السعودية، مؤخرًا، عن إطلاق خدمة “مشير”، التي تُمكن المستخدمين من تقديم استشارتهم القانونية لمحامٍ ذكاء اصطناعي.
تأهيل وتمكين القدرات الوطنية
اهتمت المملكة كذلك بتأهيل وتمكين القدرات الوطنية في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، والتي بدورها تساهم في خلق قطاعات اقتصادية متنوعة، من خلال تدشين المبادرات والمشاريع التي تستهدف دعم وتطوير الكفاءات الوطنية العاملة في القطاعين الحكومي والخاص، عن طريق قيادة العديد من البرامج والأنشطة الواعدة والمتنوعة، بالتعاون مع الجهات المحلية والعالمية الرائدة في مجالي البيانات والذكاء الاصطناعي لبناء القدرات والكفاءات المناسبة لسوق العمل، ومنها: أكاديمية سدايا، وبرنامج Elevate، وتطبيق علَّام، وبرنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي “غاية” (GAIA)، وتطبيق أبشر الذي تشرف عليه وزارة الداخلية وسهّل على مستخدميه الحصول على الخدمات الحيوية.
وفي إطار الجهود التي تبذلها المملكة للارتقاء إلى الريادة العالمية في مجال إدارة البيانات الوطنية وحوكمتها وحماية البيانات الشخصية؛ فقد تم إطلاق وتطوير مشروع منصة “استشراف” لتحليل البيانات الضخمة، وبنك البيانات الوطني لدمج بيانات الجهات الحكومية والخاصة في مستودع مركزي، ومركز التعرف المتقدم، الذي يتيح التعرف والتحقق من هوية الأشخاص من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.