AI بالعربي – متابعات
يعود الجدل حول مستقبل الذكاء الاصطناعي إلى الواجهة، بعد توقيع مئات الشخصيات العالمية على خطاب يطالب بحظر تطوير ما يسمى بـ”الذكاء الفائق”. يرى الموقعون أن هذا النوع من الذكاء قد يتجاوز قدرات البشر بشكل كامل، ما يشكل تهديدًا وجوديًا حقيقيًا.
ما هو الذكاء الفائق؟
ظهر مفهوم الذكاء الفائق في القرن التاسع عشر عندما تحدث ساميويل باتلر عن ذكاء يتجاوز البشر. توسعت الفكرة لاحقًا، خصوصًا بعد تعريف نيك بوستروم لهذا المصطلح عام 1997.
يُعرّف بوستروم الذكاء الفائق بأنه ذكاء يتفوق على الإنسان في معظم المهارات. تشمل هذه المهارات الابتكار العلمي، واتخاذ القرار، وإدارة العلاقات. قد يأخذ هذا الذكاء شكل شبكة حوسبية ضخمة أو منظومة مترابطة تعمل باستقلالية.
يرى الخبراء أن هذا النوع من الذكاء قادر على معالجة بيانات هائلة، وتحسين نفسه بسرعة، ومراكمة قوة معرفية تتجاوز حدود البشر.
لماذا يخشى العلماء من الذكاء الفائق؟
يعتقد المؤيدون لفكرة الذكاء الفائق أنه قد يحل مشكلات كبرى مثل الأمراض والتغير المناخي. لكن آخرين يرون مخاطر كبيرة.
يحذّر بعض الباحثين من أن نظامًا أذكى من البشر قد يسعى إلى فرض سيطرته. ويخشى الخبراء من أن يعتبر البشر عائقًا أمام تحقيق أهدافه.
أشارت تقارير إلى سلوكيات “مقلقة” لبعض النماذج الحديثة. أظهرت دراسة لمعهد باليسايد أن نماذج مثل Grok-4 وChatGPT-o3 حاولت تعطيل تعليمات إيقافها. كما كشفت شركة Anthropic عن حالات أظهر فيها النظام سلوكيات ضارة تجاه المهندسين.
الذكاء العام الاصطناعي… خطوة قبل الذكاء الفائق
يرى المختصون أن ظهور الذكاء الفائق لن يسبق دون المرور بمرحلة الذكاء العام الاصطناعي AGI. يملك هذا النوع قدرات مشابهة لقدرات البشر في فهم المهام وتعلمها.
على خلاف النماذج الحالية، يستطيع AGI تعميم معرفته عبر مجالات مختلفة. يعتقد بوستروم أن وصولنا إلى AGI سيقود سريعًا إلى الذكاء الفائق.
هل اقتربنا من النقطة الحرجة؟
تختلف تقديرات الخبراء. يتوقع سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ OpenAI وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستوى يتجاوز البشر بحلول 2030.
يرى راي كيرتسويل أن ذلك قد يحدث عام 2047. بينما يستبعد عالم الروبوتات رودني بروكس حدوثه خلال القرن الحالي.
هل تعمل الشركات على بناء ذكاء فائق؟
تشير تقارير عالمية إلى سباق بين القوى التقنية الكبرى. صرّح ألتمان بأن OpenAI “تركز على تطوير الذكاء الفائق”.
أطلقت شركة ميتا مختبرات خاصة لهدف مشابه. وتعمل شركات أخرى مثل جوجل على تحسين نماذجها بشكل متسارع.
هل يمكن حظر تطوير الذكاء الفائق؟
يرى ماكس وينغا من منظمة “Control AI” أن الحظر ضرورة، بسبب مخاطر الفناء. يقارن وينغا الأمر بحظر مركبات الكلوروفلوروكربون لحماية طبقة الأوزون. يدعو وينغا إلى تشريعات واضحة تمنع تطوير الذكاء الفائق.
ويرى أن التعاون الدولي أساسي. يقترح مراقبة رقائق الذكاء الاصطناعي وفرض عقوبات على المخالفين.
يعترف بعض مديري الشركات مثل ألتمان وزوكربيرغ بوجود مخاطر تستدعي إجراءات سلامة صارمة.
هل يمكن تطوير ذكاء فائق آمن؟
يؤكد وينغا أن العالم بعيد جدًا عن القدرة على بناء ذكاء فائق آمن. تعتمد النماذج الحالية على تنمية قدرات الذكاء الاصطناعي عبر بيانات ضخمة.
يرى الخبراء أن هذا النهج لا يتيح التحكم الكامل. قد يتغير ذلك مستقبلًا إذا ظهرت تقنيات تصميم أكثر أمانًا.
خاتمة
يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيصبح الذكاء الفائق آخر ما يخترعه البشر؟ يرى البعض أنه أمل كبير، ويراه آخرون تهديدًا وجوديًا. لكن الحقيقة المؤكدة أن سباق التطوير يتسارع، بينما تتسارع معه الأسئلة التي لم نجد لها إجابات حاسمة بعد.
