AI بالعربي – متابعات
تتصاعد الدعاوى القضائية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة وخارجها، مع طرح سؤال قانوني جديد: من يُحاسب عندما تولّد الأنظمة الذكية محتوى كاذبًا يدمّر السمعة؟
دعاوى تتهم الأنظمة الذكية بصناعة التشهير
شهدت الأعوام الأخيرة رفع ست دعاوى تشهير ضد شركات تقنية كبرى، منها جوجل وOpenAI وMeta ومايكروسوفت.
ويؤكد مدّعون من أفراد وشركات أن المعلومات الزائفة التي ولّدها الذكاء الاصطناعي أضرّت بسمعتهم وأفقدتهم فرصًا مالية مهمة.
قضية “وولف ريفر”: خسائر مالية بسبب ادعاء مختلق
تعد قضية شركة الطاقة الشمسية “وولف ريفر” في مينيسوتا من أبرز القضايا الحالية. فقد لاحظت الشركة تراجعًا كبيرًا في عقودها خلال 2024.
وأفاد العملاء بأن محرك بحث جوجل عرض ادعاءً كاذبًا يؤكد تسوية الشركة قضية خداع تجاري.
وكشف التحقيق أن نظام “Gemini” من جوجل هو من ولّد هذا الادعاء المضلل وعرضه تلقائيًا للمستخدمين.
وبعد فشل الشركة في تصحيح السجل عبر أدوات جوجل، رفعت دعوى تشهير تطالب بتعويض يزيد على 110 ملايين دولار، مؤكدة أن المعلومات المضللة دمّرت سمعتها وسبّبت خسائر مالية كبيرة.
تشهير آخر يستهدف شخصيات عامة
تتكرر القضايا في عدة ولايات. فقد رفع المذيع مارك والترز في جورجيا دعوى ضد OpenAI حين ولّد ChatGPT معلومات كاذبة تزعم تورطه في اختلاس.
ورفضت المحكمة الدعوى لاحقًا، لأن الصحافي الذي تلقى الادعاء لم يصدّقه وتحقق من عدم صحته.
تسوية سرية بين Meta ومؤثر أميركي
توصل المؤثر اليميني روبي ستارباك إلى تسوية مع Meta بعد أن ولّد نموذج “Llama” صورة مزيفة تزعم حضوره أعمال شغب مبنى الكابيتول.
وأكد ستارباك أنه كان في منزله في ولاية تينيسي. وأعلنت Meta لاحقًا تعيينه مستشارًا لتحسين دقة نماذجها دون الكشف عن شروط الاتفاق.
مذيع آيرلندي يقع ضحية “مقال مزيف”
رفع المذيع الآيرلندي ديف فانينغ دعوى ضد مايكروسوفت بعد اكتشافه مقالًا تولّده الخوارزميات يزعم تورطه في قضية سلوك جنسي.
واعتبر فانينغ أن نشر مقال يظهر على بوابة MSN يتسبب بضرر كبير لسمعته. ورفضت مايكروسوفت التعليق على القضية.
خبراء: القضايا معقدة وإثبات النية شبه مستحيل
يؤكد خبراء قانونيون أن هذه القضايا تفتح بابًا جديدًا في قوانين التشهير. ويتساءل الباحث يوجين فولوك عن الجهة المسؤولة: النموذج أم المطوّر أم المستخدم؟ ويرى أن إثبات النية عنصر أساسي في التشهير، بينما يصعب ربط النية بخوارزمية.
وتشير أستاذة قانون الإعلام نينا براون إلى احتمال تسوية معظم القضايا بعيدًا عن المحاكم، لأن حكمًا واحدًا ضد شركة تقنية قد يُطلق موجة واسعة من الدعاوى.
وتعتبر أن قضية “وولف ريفر” من أقوى القضايا بسبب وجود خسائر مالية مباشرة مرتبطة بالمعلومة الكاذبة.
الأخطاء مستمرة رغم وعود جوجل
أقرت جوجل بأن الأنظمة الذكية قد تنتج أخطاء في المراحل المبكرة. لكن نتائج البحث المضللة الخاصة بـ”وولف ريفر” استمرت بالظهور حتى نوفمبر 2025.
سؤال مفتوح: من سيدفع ثمن أخطاء الذكاء الاصطناعي؟
مع كل قضية جديدة تتعاظم المخاوف القانونية.
ويبقى السؤال: من يتحمل تبعات الأخطاء الذكية التي قد تدمّر سمعة أفراد أو شركات بالكامل؟








