AI بالعربي – متابعات
في ظل السباق المحموم على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي وتوسيع استخدامه في قطاعات الأعمال المختلفة، تتجه الشركات التقنية الكبرى إلى توظيف نوع جديد من المهندسين يُعرف بالمهندسين الميدانيين للذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس التحوّل المتسارع في سوق العمل التقني العالمي.
وظائف الذكاء الاصطناعي الميدانية تشهد قفزة غير مسبوقة
كشفت بيانات موقع التوظيف العالمي Indeed عن ارتفاع إعلانات الوظائف الخاصة بمهندسي الذكاء الاصطناعي الميدانيين بأكثر من 800% بين يناير وسبتمبر 2025، وهي زيادة غير مسبوقة في هذا المجال.
تسعى الشركات مثل OpenAI وAnthropic وCohere إلى استقطاب مهندسين يجمعون بين الكفاءة التقنية العالية والقدرة على التعامل المباشر مع العملاء، حيث يُكلف هؤلاء بتخصيص النماذج الذكية وتكييفها وفق احتياجات المؤسسات المختلفة، بدءًا من شركات الصناعة مرورًا بقطاعات الرعاية الصحية وحتى الخدمات اللوجستية والتعليم.
مهارات تجمع بين التقنية والتفاعل البشري
تُعد وظيفة المهندس الميداني للذكاء الاصطناعي (Forward-Deployed Engineer) من أكثر الأدوار المطلوبة في عام 2025، كونها تمثل نقطة الوصل بين الشركات المطورة للنماذج الذكية والعملاء الذين يسعون لتطبيق هذه التقنيات داخل أعمالهم.
ويتولى هؤلاء المهندسون مهام معقدة تشمل بناء الأنظمة المخصصة، تدريب النماذج التفاعلية، وضبط الأداء بما يتماشى مع أهداف الشركات التشغيلية، ما يجعلهم ركيزة أساسية في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الذكاء الاصطناعي.
إنفاق ضخم من عمالقة التكنولوجيا لدعم التحول
في سياق متصل، تتسابق كبرى شركات التكنولوجيا العالمية مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا وأمازون على ضخ استثمارات رأسمالية هائلة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وبحسب تقارير أرباح الربع الثالث لعام 2025، تجاوز الإنفاق الرأسمالي الجماعي لهذه الشركات 380 مليار دولار، في ظل توسّع غير مسبوق في إنشاء مراكز بيانات ضخمة وتطوير شرائح معالجة متقدمة مثل رقائق إنفيديا.
هذا الإنفاق الهائل يعكس القناعة الراسخة لدى تلك الشركات بأن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا مستقبليًا بل ضرورة تنافسية آنية تفرضها ديناميكيات السوق العالمي.
مستقبل الوظائف التقنية في عصر الذكاء الاصطناعي
يشير محللون إلى أن الزيادة الحادة في الطلب على مهندسي الذكاء الاصطناعي الميدانيين تمثل بداية تحول جوهري في سوق العمل التقني، حيث يتزايد التركيز على الأدوار التي تجمع بين الفهم التقني العميق والتفاعل الإنساني الفعّال.
ومع استمرار الشركات في توظيف هذه الكفاءات، يبدو أن السنوات القادمة ستشهد تحوّلًا كبيرًا في شكل الوظائف التقنية، مع تركيز أكبر على التطبيق العملي للذكاء الاصطناعي بدلًا من مجرد تطويره في المختبرات.








