AI بالعربي – متابعات
في حوار مع شبكة CNBC الأميركيّة، أكّد بيل غيتس، مؤسّس شركة مايكروسوفت وواحدٌ من أبرز روّاد قطاع التقنية، أن الذكاء الاصطناعي يمثل أكبر تحوّل تقني في التاريخ الحديث، متجاوزًا في تأثيره ثورة الإنترنت ذاتها.
أولًا- الذكاء الاصطناعي كحدث تقني ضخم
قال غيتس إنّ الذكاء الاصطناعي يُعدّ “أكبر حدث تقني في حياته”، وإنّ التأثير الاقتصادي والاجتماعي له سيكون أكبر مما يمكن تصوّره.
وأضاف أنّ التقنية تمثّل الذكاء نفسه، إذ بإمكانها تقديم استشارات طبية وتعليميّة، بل والمساهمة في تطوير الأدوية.
ثانيًا- تحذير من فقاعة استثماريّة
وأشار غيتس إلى أنّ “الحمّى الاستثمارية” في المجال تشبه ما حدث في فقاعة الإنترنت قبل عقدين، موضحًا أنّ عددًا من الشركات ستصل إلى طريق مسدود، في حين ستنجو أخرى بفضل رؤية واضحة ومنتج فعّال.
وجاء تحذيره بأنّ المشاريع المكرّرة والتي تستنزف رؤوس أموالٍ ضخمة بدون مخرَج ملموس، ستنتهي إلى السقوط.
ثالثًا- سباق التنافس والتقنيات الخفية
أوضح غيتس أن السباق الحالي بين شركات التكنولوجيا لا يمكن تجاهله، مؤكدًا أنّ أيّ شركة ترغب في البقاء داخل القطاع لا يمكنها الانسحاب من سباق الذكاء الاصطناعي.
في الوقت نفسه، حذّر من اتخاذ قرارات متسرّعة بإقامة مراكز بيانات أو شراء رقاقات معالجة دون دراسة كافية لتكاليف الطاقة والعائد الطويل الأمد.
رابعًا- تغيّرات في سوق العمل والتعليم والرعاية الصحية
توقّع غيتس أن السنوات الخمس المقبلة ستشهد قفزات غير مسبوقة في قدرات النماذج اللغوية والتطبيقات الذكيّة، وأنّ سوق العمل سيتغيّر جذريًا بفعل الأتمتة والذكاء الاصطناعي.
ودعا إلى التعامل مع هذه التحولات بصراحة وواقعية، والاستثمار في التدريب والتأهيل المهني لمواكبة المرحلة الجديدة.
خامسًا- الوصول للجميع وليس حكرًا على القلّة
اختتم غيتس حديثه بتأكيد أن الذكاء الاصطناعي ليس موجة عابرة، بل «نقلة حضارية» ستُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وطرق التعليم والصحة والإنتاج، مشيرًا إلى أن القيمة الحقيقية لهذه التقنية ستتحقّق حين تصبح أدواتها في متناول الجميع، وليس حكرًا على الشركات الكبرى.
حول الشركة / الخلفيّة
بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، يُعدّ من أبرز الشخصيات التي تسهم في صياغة مستقبل التقنية العالمي. رؤيته تجاه الذكاء الاصطناعي تُعدّ معيارًا لتحليل الفرص والتحدّيات التي تواجه عالم التقنية اليوم.
خلاصة القول
مع أن الفرص التي يوفّرها الذكاء الاصطناعي ضخمة، فإنّ التحدّيات الإنسانيّة والتكنولوجيّة والاقتصاديّة ليست أقلّ منها حجماً. رؤية بيل غيتس تُذكّرنا بأنّ الرهان الحقيقي ليس فقط على التقنية، بل على كيفيّة إسقاطها على الإنسان والمجتمع، وكيفية ضبطها لتخدم الجميع بلا استثناء.








