AI بالعربي – متابعات
في مشهد غير مسبوق في السياسة الحديثة، أعلن رئيس الوزراء الألباني “إيدي راما” أن الوزيرة الافتراضية للذكاء الاصطناعي “ديلا” أصبحت “حاملًا” في بطنها 83 طفلًا رقميًا. وأوضح أن هؤلاء الأطفال سيعملون بالذكاء الاصطناعي لدعم أعضاء البرلمان وتحسين الشفافية الحكومية.
تعيين “ديلا” ضمن خطة لمكافحة الفساد
في سبتمبر الماضي، أعلنت الحكومة الألبانية تعيين “ديلا” وزيرةً للذكاء الاصطناعي، لتكون أول وزيرة افتراضية في العالم.
وتهدف الخطوة إلى ضمان الشفافية في العقود والمناقصات الحكومية والحد من الفساد الإداري الذي عانت منه البلاد لسنوات.
وقد أُنشئت “ديلا” بالاعتماد على نظام ذكاء اصطناعي متكامل تم تطويره داخل منصة “e-Albania” الرسمية للخدمات الرقمية. ومع بداية ظهورها، ظهرت الوزيرة الرقمية بالزي الألباني التقليدي المزيّن بالزخارف التي تعكس هوية البلاد الثقافية.
تفاصيل إعلان رئيس الوزراء
صرّح “إيدي راما” خلال مؤتمر حكومي أن “ديلا” أصبحت “حاملًا بـ83 طفلًا رقميًا”، مؤكدًا أن كل واحد منهم سيُخصّص لمهام محددة داخل البرلمان.
وقال: “هؤلاء الأطفال الرقميون سيساعدون النواب في أداء مهامهم، وتسجيل جلساتهم، وتحليل الوثائق والمناقشات”.
وأضاف أن المشروع يهدف إلى “تحسين الشفافية في اختيار المناقصات الحكومية وتقليل التدخل البشري في عمليات اتخاذ القرار”.
ردود الفعل والانقسام حول المبادرة
أثار الإعلان موجةً واسعةً من الجدل داخل الأوساط التقنية والسياسية. يرى بعض المراقبين أن الخطوة “رمزية أكثر من كونها عملية”، مؤكدين أن “ديلا” لا تمتلك وجودًا ماديًا بالمعنى التقليدي لمنصب الوزير.
كما عبّر خبراء القانون الدستوري في ألبانيا عن تساؤلاتهم حول مدى قانونية تولي “كيان غير بشري” منصبًا وزاريًا، خاصة أن الدستور ينص على أن الوزراء يجب أن يكونوا من البشر.
أهداف المشروع في السياق الأوروبي
تسعى ألبانيا من خلال تعيين “ديلا” إلى إرسال رسالةٍ إيجابيةٍ للاتحاد الأوروبي، إذ تُعد الشفافية ومكافحة الفساد من الشروط الأساسية لانضمامها للاتحاد. وتؤكد الحكومة أن “ديلا” وأطفالها الـ83 يمثلون بداية مرحلةٍ جديدةٍ في التحول الرقمي والإداري، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء الحكومي ومراقبة الإنفاق العام.
التكنولوجيا والحوكمة الذكية
من المتوقع أن يعتمد المشروع على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة المشابهة لتلك التي طورتها شركات عالمية مثل OpenAI، لتطبيقها في الحوكمة الرقمية.
وتُظهر الخطوة رغبة ألبانيا في دخول سباق الحكومات الذكية الذي يشهد توسعًا في أوروبا والعالم.
ويرى محللون أن نجاح التجربة سيعتمد على مدى شفافية الخوارزميات، وضمان عدم انحياز الأنظمة المستخدمة، إضافةً إلى حماية البيانات البرلمانية الحساسة.
خاتمة
إعلان “ديلا” كوزيرةٍ رقميةٍ “حاملٍ بـ83 طفلًا” يمزج بين الرمز السياسي والتجربة التقنية الجريئة. وبينما يرى البعض أنه مشروع طموح يعزز الابتكار، يشكك آخرون في جدواه الواقعية، خصوصًا في بلدٍ ما زال يواجه تحديات الفساد والبيروقراطية.








