“الصحافة الرقمية “في مواجهة مفتوحة مع “Google” بسبب الذكاء الاصطناعي
AI بالعربي – متابعات
تجد المواقع الإخبارية نفسها أمام اختبار وجودي بعد أن دمجت Google تقنيات الذكاء الاصطناعي في محرك البحث، بحيث صار يقدم خلاصات مباشرة تقلل حاجة المستخدم للانتقال إلى الصفحات الأصلية. صحيفة الغارديان وصفت الأمر بأنه تهديد مباشر لصناعة الإعلام الرقمي، فيما اعتبره ناشرون “ذوبانًا للمحتوى” في منتجات الذكاء الاصطناعي دون مقابل عادل.
ضغوط على الناشرين
الكاتب في الجارديان مارك سويني يرى أن الناشرين أمام خيارات صعبة، إذ تضطرهم Google ، وفق قوله إلى قبول صفقات تسمح باستخدام محتواهم في خدمات “AI Overview” و”AI Mode”، أو الانسحاب تمامًا من نتائج البحث، استنادًا إلى مصادر عدة. ويشير سويني إلى أن بعض المؤسسات لجأت إلى تطوير أدواتها الخاصة، مثل واشنطن بوست وفايننشال تايمز اللتين أطلقتا روبوتات دردشة تعتمد على محتواهما فقط.
تراجع حاد في الزيارات
الأزمة انعكست بأرقام مثيرة للقلق؛ إذ كشف جون سليد، الرئيس التنفيذي لصحيفة فايننشال تايمز، أن موقعه شهد تراجعًا “مفاجئًا ومطردًا” في حركة المرور بنسبة تتراوح بين 25% و30%. فيما أكد مالك صحيفة ديلي ميل أن خدمة “AI Overview” من Google تسببت بانخفاض زيارات مواقعه بنسبة بلغت 90%.
أما شركة DMG Media، المالكة لعدد من العلامات الإعلامية البريطانية، فقد دعت هيئة المنافسة في المملكة المتحدة إلى مطالبة Google بتقديم بيانات دقيقة حول حركة المرور الناتجة عن خدمات الذكاء الاصطناعي، باعتبارها خطوة ضرورية لتحقيق الشفافية.
إشكاليات الدقة والتحيز
من جانبه، يلفت سويني إلى أن الخطر لا يقتصر على الأرقام، بل يمتد إلى المصداقية، مع استمرار مشاكل “الهلوسة” التي تقدم معلومات غير صحيحة أو ملفقة على أنها حقائق، إلى جانب ما وصفه بـ”التحيز المدمج” عند قيام الخوارزميات بتلخيص الأخبار.
وتتكرر المخاوف مع أخطاء أخرى، منها ما حدث مع ميزة الذكاء الاصطناعي في أجهزة آبل التي زعمت بشكل غير صحيح أن نجم التنس رافائيل نادال أعلن عن مثليته، أو أن متهمًا بقتل رئيس شركة تأمين أميركية أطلق النار على نفسه.
موقف Google
في المقابل، قالت ليز ريد، رئيسة قسم البحث في Google، إن دمج الذكاء الاصطناعي في البحث أدى إلى زيادة “النقرات عالية الجودة”، معتبرة أن التقارير حول انخفاض الزيارات تعتمد على “منهجيات معيبة”. وأكدت أن حركة المرور الإجمالية إلى المواقع “مستقرة نسبيًا”، موضحة أن تنوع اتجاهات المستخدمين قد يفسر الانخفاض لدى بعض المواقع مقابل زيادة لدى أخرى.