AI بالعربي – متابعات
تشهد بيئات العمل في الولايات المتحدة تسارعًا لافتًا في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفق بيانات حديثة صادرة عن مؤسسة “غالوب”، وذلك بالتوازي مع استمرار مخاوف الموظفين من أن يؤدي هذا التحول إلى تهديد وظائفهم على المدى المتوسط.
ويعكس هذا التوجه تغيرًا تدريجيًا لكنه عميق في طبيعة العمل، حيث بات الذكاء الاصطناعي حاضرًا في عدد متزايد من المهام اليومية داخل المؤسسات الأميركية.
لماذا يهمك الأمر
في عدد من القطاعات، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساندة، بل أصبح جزءًا أساسيًا من سير العمل، ما يغيّر طريقة تنفيذ المهام، ويعيد تعريف الأدوار الوظيفية التقليدية داخل الشركات.
الأرقام تكشف تسارع الاستخدام
بحسب بيانات “غالوب”، ارتفعت نسبة الموظفين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل عدة مرات سنويًا أو أكثر إلى 45% خلال الربع الثالث من عام 2025، بزيادة تجاوزت 20 نقطة مئوية مقارنة بالعام الماضي.
كما صعد الاستخدام الأسبوعي للذكاء الاصطناعي إلى 23%، مقابل 12% فقط في عام 2024، في حين لا يزال الاستخدام اليومي محدودًا نسبيًا عند مستوى 10%.
من يعتمد عليه أكثر
شمل المسح نحو 23 ألف موظف من مختلف القطاعات، وأظهر أن الوظائف المعرفية تتصدر مشهد تبني الذكاء الاصطناعي.
ويأتي العاملون في قطاع التكنولوجيا في المقدمة، حيث يستخدم 50% منهم الذكاء الاصطناعي بشكل أسبوعي، يليهم قطاع المالية بنسبة 33%، ثم الخدمات المهنية بنسبة 30%.
في المقابل، تسجل قطاعات مثل التجزئة والتصنيع نسبًا أقل عند 18% لكل منهما، بينما بلغ الاعتماد في قطاع الرعاية الصحية نحو 21%.
العلاقة بين المنصب الوظيفي والتبني
وأظهرت البيانات أن اعتماد الذكاء الاصطناعي يزداد كلما ارتفع المستوى الوظيفي، ما يشير إلى أن القيادات والوظائف الإدارية العليا أكثر انخراطًا في استخدام هذه التقنيات مقارنة بالوظائف التنفيذية.
الأدوات الأكثر انتشارًا
أفاد أكثر من 60% من المستخدمين بأنهم يعتمدون بشكل أساسي على المحادثات الآلية “Chatbots”، لتصبح الأداة الأكثر شيوعًا في بيئات العمل، متقدمة على أدوات التحليل والأتمتة الأخرى.
تحول يشبه ثورة محركات البحث
ويرى خبراء أن الذكاء الاصطناعي قد يعيد تشكيل بيئة العمل بطريقة مشابهة للثورة التي أحدثتها محركات البحث قبل أكثر من 25 عامًا. ومع ذلك، يشيرون إلى أن أدوات مثل “ChatGPT”، التي ظهرت قبل ثلاث سنوات فقط، لا تزال في بدايات مسار تحولي طويل لم تتضح جميع ملامحه بعد.








