AI بالعربي – متابعات
يرى محللون أن سماح الولايات المتحدة بتصدير معالجات الذكاء الاصطناعي H200 من شركة “إنفيديا” إلى الصين لن يشكل تهديدًا مباشرًا لطموحات الشركات الصينية المحلية، رغم التفوق الواضح لهذه المعالجات على البدائل المتوافرة في السوق الصينية، بل قد يسهم في تعزيز القدرة الحاسوبية ودفع نمو منظومة الذكاء الاصطناعي ككل.
وتعكس هذه القراءة توازنًا دقيقًا بين التفوق التقني الأميركي من جهة، ومساعي الصين المتواصلة لتعزيز الاكتفاء الذاتي في قطاع الرقائق من جهة أخرى.
تفوق تقني واضح لمعالجات H200
بحسب تقرير صادر عن مؤسسة “Bernstein”، سجلت معالجات H200 أداءً بلغ 15,832 وفق مقياس الأداء الكلي للمعالجة “TPP”، متجاوزة جميع معالجات الذكاء الاصطناعي الصينية المطروحة في السوق، إضافة إلى الإصدار السابق H20 من “إنفيديا” الذي كان مسموحًا بتصديره إلى الصين.
ويقيس مقياس “TPP” عدد العمليات الحسابية التي يمكن للمعالج تنفيذها في الثانية، وهو مؤشر رئيسي لقدرات التدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وفق ما أورده تقرير نشره موقع “scmp”.
جيل جديد ضمن سلسلة Hopper
تتواجد شرائح H200 الجيل الأحدث ضمن سلسلة Hopper من “إنفيديا”، وتأتي كتطوير لمعالج H100، الذي حُظر تصديره إلى الصين منذ عام 2022 ضمن القيود الأميركية على التكنولوجيا المتقدمة.
رغم هذا التفوق، يشير محللون إلى أن السماح بتصدير H200 لا يعني إقصاء البدائل المحلية، بل قد يسهم في تلبية الطلب المتزايد على القدرة الحاسوبية داخل السوق الصينية.
استفادة متوقعة لشركات الحوسبة السحابية
من المنتظر أن تستفيد شركات الحوسبة السحابية الكبرى في الصين، مثل “علي بابا” و”تنسنت” و”بايت دانس”، من معالجات H200 في تعزيز بنيتها التحتية السحابية ودعم نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، خاصة في مجالات التدريب المتقدم.
ويؤكد محللون أن الطلب الضخم على موارد الحوسبة سيتيح المجال أمام استخدام المعالجات الأميركية والمحلية جنبًا إلى جنب.
المنافسة المحلية لا تزال قائمة
على المستوى المحلي، تشمل المنافسة معالجات Ascend 910C من “هواوي”، التي بدأ إنتاجها هذا العام وتبلغ قيمة “TPP” الخاصة بها 12,800، إضافة إلى معالج PPU 2.0 التابع لوحدة تصميم الرقائق في “علي بابا”، والذي يقدّر أن يقدم أداءً قريبًا رغم عدم وضوح وضعه الإنتاجي حتى الآن.
ويرى خبراء أن معالجات H200 لن تشكل تهديدًا فوريًا للمصنعين المحليين، نظرًا لاختلاف أدوار الاستخدام بين التدريب عالي الكثافة والاستدلال الذي يتطلب قدرة أقل.
تأثير محدود على المعالجات المحلية
قال زينغ هي جون، محلل صناعة أشباه الموصلات، إن تأثير مبيعات H200 على وحدات معالجة الرسوميات المحلية سيكون محدودًا، موضحًا أن هذه الوحدات تستخدم غالبًا في مهام الاستدلال وليس التدريب المتقدم.
وأضاف زاهو لين جي بي من “China Galaxy Securities” أن اعتماد H200 يمنح الصين خيارًا حوسبيًا متقدمًا، في الوقت الذي تتيح فيه المعالجات المحلية فرصًا أكبر للتطوير عند استخدامها بالتوازي مع حلول “إنفيديا”.
سباق صيني لتعزيز الاكتفاء الذاتي
في المقابل، تواصل الصين تكثيف جهودها للحد من الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية. فقد أعلنت “هواوي” في سبتمبر الماضي خطة تمتد لثلاث سنوات لتطوير معالجات Ascend، تشمل الإصدارات 950 و960 و970، ضمن استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز السيادة التقنية.
كما جمعت شركة “موور ثريدز”، المعروفة بلقب “إنفيديا الصغيرة في الصين”، نحو 8 مليارات يوان، ما يعادل 1.1 مليار دولار، من طرحها العام في بورصة شنغهاي، لتسريع تطوير منظومة وحدات المعالجة الرسومية الخاصة بها.
فجوة الأداء لا تزال كبيرة
ورغم هذه الجهود، لا يزال أحدث معالجات “موور ثريدز”، وهو MTT S400، متأخرًا عدة أجيال عن H200، إذ بلغ أداء “TPP” الخاص به 1,568 فقط، أي ما يقارب عشر أداء معالجات “إنفيديا”.
ويؤكد خبراء أن تفوق “إنفيديا” في السوق الصينية لا يقتصر على العتاد فقط، بل يشمل أيضًا منظومة “CUDA” البرمجية، التي تعتمد عليها غالبية أنظمة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
CUDA تعزز الهيمنة الأميركية
ورغم محاولات “هواوي” توسيع استخدام مجموعة تعليماتها المفتوحة المصدر “CANN”، لا تزال شركات مثل “ديب سيك” تفضّل معالجات “إنفيديا” لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عالية التعقيد، ما يعزز من استمرار حضور الشركة الأميركية داخل السوق الصينية، حتى في ظل القيود والبدائل المحلية.








