AI بالعربي – متابعات
يُغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة صناعة الإعلانات بشكلٍ عميق. لم تعد الإعلانات تعتمد فقط على العمر أو الجنس أو الموقع الجغرافي. بل أصبحت تفهم نفسية المستخدم وتفضيلاته الدقيقة لتصنع له إعلانًا يبدو كأنه موجّه إليه وحده.
خوارزميات تفهم أسلوب حياتك
تعمل شركات الإعلانات في بريطانيا على تطوير تقنيات تتعرّف على نشاط المستخدم عبر الإنترنت. وتُحلّل نماذج الذكاء الاصطناعي طريقة كتابته، ونبرة حديثه، وتفضيلات الألوان والموسيقى، لتنشئ نصوصًا إعلانية تتوافق مع شخصيته.
وتقرأ الخوارزميات منشورات المستخدم في فيسبوك وإنستغرام وReddit، إضافة إلى سجل البحث والمحتوى المكتوب في ChatGPT. وتجمع هذه البيانات مع المعلومات التي يعرفها المعلنون مسبقًا عن المستخدم.
إعلانات مُصممة لشخص واحد
يستطيع الذكاء الاصطناعي إنشاء ملايين الإعلانات المختلفة في وقت واحد.
ويستهدف كل إعلان فردًا بعينه بأسلوب بصري وصوتي يناسب شخصيته. ويشمل ذلك الألوان المفضلة، وأنواع الموسيقى، وحتى إيقاع الكلمات.
ويقول كريس كاماتشو، الرئيس التنفيذي لشركة “تشيل”، إن استهداف الجمهور تغيّر جذريًا. فلم يعد يعتمد على العمر أو الجنس، بل وصل إلى مستوى نفسي عميق يكشف الحالات العاطفية والاهتمامات اليومية.
تجارب تسويق أكثر تأثيرًا
تستخدم العلامات التجارية في قطاعات التجزئة والسيارات والبنوك تقنيات التخصيص المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وتساعد هذه التقنيات على تقليل الهدر في ميزانيات الإعلانات الرقمية، إذ لا يلاحظ الجمهور 15% من الإعلانات التقليدية.
وأظهرت دراسة أميركية أن المستخدمين يتفاعلون بشكلٍ أكبر مع نصوص إعلانية تُنشئها ChatGPT وفق سماتهم الشخصية.
جدل حول الخصوصية والسلوكيات المقلقة
لا يعتقد بعض الخبراء أن التخصيص المفرط فكرة مناسبة. ويحذّر مستشارون في شركات التسويق من أن الذكاء الاصطناعي قد يُنتج إعلانًا مُكلّفًا يراه شخصٌ واحد فقط، ثم ينساه بعد ثوانٍ.
ويطرح خبراء آخرون أسئلة مهمة:
هل سيقبل المستخدمون هذا المستوى من المراقبة؟
هل ستسمح الجهات التنظيمية بهذه الممارسات؟
وهل يجب على العلامات التجارية الاعتماد عليه؟
حدود أخلاقية تستدعي الانتباه
يقرّ كاماتشو بأن الذكاء الاصطناعي قد يُستخدم بطرق خطيرة. ويشير إلى احتمال استغلاله في الحملات الانتخابية والتأثير على آراء الناخبين بشكلٍ مباشر. لكنه يؤكد التزامه باستخدام التقنية بشكلٍ إيجابي لتعزيز علاقة العلامات التجارية بالجمهور.








