وسائل التواصل الاجتماعي تقود حجوزات السفر.. كيف يؤثر TikTok وInstagram على اختيارات المسافرين؟
AI بالعربي – متابعات
مقدمة
في العقد الماضي، كان البحث عن فندق أو وجهة سياحية يبدأ غالبًا عبر محركات مثل Google أو عبر مواقع الحجز الشهيرة. لكن المشهد تغيّر اليوم جذريًا، إذ أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل TikTok وInstagram البوابة الأولى لإلهام المسافرين وصناعة قراراتهم.
المقاطع القصيرة، الصور المبهرة، والمحتوى الذي يقدمه المؤثرون حول العالم، لم تعد مجرد ترف بصري، بل تحولت إلى محرك رئيسي لحجوزات السفر واختيار الوجهات.
من الإعلان التقليدي إلى المحتوى الملهم
كان المسافر سابقًا يعتمد على إعلانات التلفزيون أو حملات شركات الطيران والفنادق، لكن جيل الألفية والجيل Z يفضلون المحتوى القصير والمباشر. فيديو لا يتجاوز 30 ثانية على TikTok قد يكون أكثر تأثيرًا من إعلان مدفوع في صحيفة دولية.
-
Instagram Stories أصبحت بمثابة كتالوج بصري يومي للوجهات.
-
TikTok يُقدّم مقاطع مفعمة بالحيوية تُظهر التجارب من منظور شخصي.
-
الهاشتاغات مثل #TravelTok أو #Wanderlust أصبحت أدلة سفر غير رسمية.
لماذا يثق المسافرون بالمؤثرين أكثر من الإعلانات؟
-
المصداقية الظاهرية: المحتوى يبدو عفويًا وحقيقيًا.
-
تجربة المستخدم: المؤثر يشارك تجربته الشخصية، وهو ما يتجاوز لغة الإعلانات الرسمية.
-
التفاعل المباشر: إمكانية طرح الأسئلة عبر التعليقات والحصول على إجابات فورية.
هذا التغيير جعل الفنادق والوجهات السياحية تعيد التفكير في استراتيجيات التسويق، لتتحول من رسائل تقليدية إلى شراكات مع صناع محتوى.
دور الخوارزميات في دفع المحتوى السياحي
لا يتعلق الأمر فقط بالمؤثرين، بل بالخوارزميات التي تدفع بالمحتوى إلى المستخدم المناسب:
-
إذا شاهدت مقطعًا عن شاطئ في المالديف، قد تبدأ الخوارزميات في عرض المزيد من المنتجعات المشابهة.
-
المستخدم يجد نفسه في دائرة إلهام لا تنتهي، ما يزيد احتمالية اتخاذ قرار بالحجز.
كيف يتأثر قطاع الفنادق؟
-
إعادة تصميم الهوية الرقمية: الفنادق أصبحت تركز على الصور والفيديو القصير أكثر من الكتيبات.
-
التعاون مع المؤثرين: استضافة صناع المحتوى مقابل تغطية إعلامية رقمية.
-
تجارب قابلة للمشاركة: تصميم أنشطة داخل الفندق لتكون صالحة للتصوير والمشاركة عبر وسائل التواصل.
أمثلة واقعية
-
في السعودية، ارتفع الاهتمام بوجهات مثل العلا والبحر الأحمر بفضل حملات ضخمة على TikTok.
-
في أوروبا، منتجعات إيطاليا واليونان شهدت زيادة في الحجوزات بعد انتشار مقاطع مؤثرين تعرض تجارب الإقامة والطعام.
-
شركات طيران في آسيا بدأت تربط حملاتها الإعلانية مباشرة بمؤثرين رقميين بدلًا من الوكالات التقليدية.
التحديات والمخاطر
-
المصداقية: بعض المؤثرين ينشرون محتوى مدفوعًا دون توضيح، ما قد يضلل الجمهور.
-
الفجوة الطبقية: الترويج غالبًا يركز على الوجهات الفاخرة، ويهمل خيارات السفر الاقتصادية.
-
الاعتماد الزائد: خطر أن تصبح قرارات المسافرين محكومة بما يظهر على خوارزميات التواصل فقط.
المستقبل: TikTok وInstagram كمنصات حجز مباشرة
التطور الطبيعي لهذا الاتجاه هو أن تتحول هذه المنصات من مجرد قنوات إلهام إلى قنوات حجز فعلية:
-
Instagram بالفعل بدأ بدمج أزرار حجز وتجارب مدفوعة داخل التطبيق.
-
TikTok يجري تجارب مع شركات سفر لإتاحة الحجز المباشر عبر المقاطع.
إذا تحقق ذلك، فإن المنافسة لن تكون فقط بين الفنادق ومواقع الحجز، بل بين هذه المنصات الاجتماعية ومواقع الحجز نفسها.
صور إنستغرام لفندق على الشاطئ مع مشاهد غروب
مؤثر تشارك تجربتها في منتجع فاخر
خوارزمية تعرض مقاطع سفر مقترحة لمستخدم
س: لماذا أصبح TikTok وInstagram مؤثرين في قرارات السفر؟
ج: بسبب المحتوى القصير، المؤثرين، والخوارزميات التي تقدم توصيات شخصية.
س: كيف تستفيد الفنادق من هذا الاتجاه؟
ج: عبر التعاون مع صناع المحتوى، وتصميم تجارب قابلة للتصوير والمشاركة.
س: هل يمكن أن تصبح هذه المنصات بديلة لمواقع الحجز؟
ج: نعم، إذ بدأت بدمج أدوات للحجز المباشر، ما يجعلها منافسًا حقيقيًا لمواقع السفر التقليدية.
س: ما أبرز المخاطر؟
ج: المصداقية، الاعتماد الزائد على الخوارزميات، والتركيز على الوجهات الفاخرة فقط.
الخلاصة
وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل تحولت إلى قوة محركة لصناعة السفر. TikTok وInstagram يوجهان اختيارات الملايين، ويفرضان على الفنادق والوجهات السياحية إعادة صياغة استراتيجيات التسويق. ومع احتمالية تطور المنصات لتصبح قنوات حجز مباشرة، يبدو أن مستقبل السفر سيكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بخوارزميات التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: ما هو “محرك التفكير”؟ وهل يمكنه اختيار فندقك القادم؟