إلى أي مدى تشبه برامج المحادثة الإنسان؟

11

AI بالعربي – متابعات

تصدرت برامج الدردشة عناوين الصحف خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن ادعى مهندس في شركة غوغل، إن أكثر أنظمة الشركة تقدماً، قد طورت مشاعر شبيهة بتلك التي لدى الإنسان، أو أصبحت واعية ومدركة.

والنظام الذي يعرف باسم تشات بوت، هو برنامج كمبيوتر مصمم لتقليد الكلام البشري والاستجابة له.

ولكن ما مدى واقعية إنها الأفضل في السوق؟

شيء واحد مؤكد هو أن هؤلاء المساعدين الافتراضيين الأذكياء موجودون الآن في كل مكان، بدءاً من “ألكسا” الذي طورته شركة أمازون إلى “سيري” الذي طورته شركة آبل أو المواقع الالكترونية للشركات التجارية.

يستخدم ما يقدر بـ 80 في المئة منها الآن برامج المحادثة، سواء كانوا يستجيبون لنا أما شفهياً أو عبر نص مكتوب.

في الواقع، يُقال الآن أن برامج المحادثة هي الطريقة الأسرع نمواً التي تتواصل بواسطتها العلامات التجارية مع عملائها.

وسابينا غورانوفا؛ الطالبة في جامعة يورك في تورنتو بكندا، هي مثل الكثير من الناس من حيث اعتيادها على استخدام برامج المحادثة بشكل يومي.

أولاً، لديها ألكسا في المنزل، بالإضافة إلى أنها تتفاعل مع نظام “سافي” الخاص بجامعتها، عبر هاتفها المحمول، للعثور على معلومات الكلية المطلوبة.

تم تطوير تطبيق “سافي” لجامعة يورك وطلابها من قبل شركة “آي إم بي”، وباستطاعته الإجابة بسرعة على الأسئلة المتعلقة بكل شيء بدءاً من النصائح المهنية المحددة إلى قوائم وجبات الغداء اليومية.

تقول غورانوفا: “أحبذ سهولة استخدام برامج المحادثة، فقد استخدمت ألكسا أيضاً من قبل لتوفير الوقت، لذا يعد تطبيق سافي وسيلة أخرى تضاف إلى مجموعة وسائل أخرى أستخدمها فعلياً”.

غيليوم لابورت، هو الرئيس التنفيذي لشركة برامج الدردشة الفرنسية “Mindsay”، والتي تعد الآن جزءاً من شركة الذكاء الاصطناعي الصينية تشمل قائمة زبائنها كبريات الشركات العالمية مثل نايك وولمارت وشركة التدريب البريطانية Avanti .

ويقول لابورت: “بدأت برامج المحادثة في محاكاة السلوك البشري الحقيقي، ولكن مع الروبوتات بالأساس”.

مضيفاً أن برامج الدردشة الافتراضية الآن ” أفضل بعشر مرات مما كانت عليه قبل 10 سنوات”.

ويوضح أنه بعد البرمجة الأولية، وباستخدام التعلم الآلي ومن ثم الذكاء الاصطناعي (AI) ، يمكن لهذه البرامج الآن تعلم وفهم ما يقوله المستخدم أو يكتب، وبالتالي معرفة كيف يجيب على الأسئلة.

ومع ذلك، فقد حذر من أن برامج المحادثة لا تزال غير مثالية على مستوى هذه الصناعة، وأنه لا تزال هناك حاجة لوجود نسخة احتياطية بشرية في مكانها.

“إن معدل الفهم يختلف من شركة إلى أخرى ويمكن أن يتراوح ما بين 30 إلى 90 في المئة”.

جيم سميث، أستاذ الذكاء الاصطناعي التفاعلي بجامعة غرب إنجلترا، وخبير في برامج المحادثة. يوضح سميث أنه عندما يتعلق الأمر بقدرة هذه البرامج على الظهور كإنسان، فمن المهم “التمييز بين تلك التي تركز على أداء مهام محددة أو تقدم خدمة وتلك التي يُتوقع أن يكون لها قدرة على المحادثة حول مختلف الأشياء”.

ويضيف: “الأولى، هو الأكثر استخداماً، ويمكن أن تعمل بشكل جيد حقاً، حيث يتم تلقينها وإعطاءها كميات كبيرة من المعلومات والنصوص”.

“لذلك، إذا كانت في مركز اتصال، وتعلم نوع السؤال الذي سيتم طرحه عليها، فيمكنها تحقيق مستويات مماثلة لخدمة “الزبائن” البشرية، وربما يكون من المهم من أجل الشفافية، أن يُوضح للمتصل أنه لا يتحدث إلى إنسان”.

“بالنسبة إلى برامج الدردشة التي يُتوقع أن تجري المزيد من المحادثات معك، قد تبدو مقنعة للبدء في المحادثة، لكنها تقوم بحسابات لمعرفة ما يجب أن تقوله لك بعد ذلك، وقد تتضاعف كمية الأخطاء التي تقع فيها”.

“وفي النهاية إذا أصبحت الأنظمة جيدة جداً – لنقل في غضون 10 سنوات – فمن الصعب معرفة مدى أقترابها من مستوى أداء الإنسان”.

“ولست متأكداً من مغزى قول أن برامج المحادثة تدرك أو واعية. ففي النهاية، يمكنك إيقاف البرنامج وتشغيله، إنه ليس شيئاً حياً”.

تقول البروفيسورة ساندرا واتشر، الزميلة الباحثة البارزة في الذكاء الاصطناعي في جامعة أكسفورد، إن برامج المحادثة “ما زالت بعيدة عن قدرات الانسان ولا تنبض بالحياة مثله”.

وتضيف: “بينما نمضي قدماً، نحتاج أيضاً إلى التفكير في المسؤوليات الأخلاقية”.

“للوهلة الأولى، قد تترك برامج المحادثة انطباعاً لدينا بأننا نتحادث مع بشر حقيقيين، لذلك، لدينا مسؤولية أخلاقية لتفادي هذا الالتباس لأنه قد يؤدي إلى ضرر جانبي”.

و”في أفضل الحالات، يؤدي ذلك إلى الشعور بالإحباط عند الدردشة مع روبوت نظراً لوظائفها المحدودة. وفي أسوأ الحالات، قد نثق بها ونشاركها المعلومات التي لم نكن لنشاركها لو علمنا بالأساس بأننا نتحدث إلى روبوت”.

ويؤكد كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي العالمي في شركة IBM ، سيث دوبرين، على فوائد برامج الدردشة الآلية.

ويشير دوبرين بشكل خاص إلى زيادة استخدامها خلال فترة تفشي فيروس كورونا، لنقل الرسائل المهمة المتعلقة بالصحة.

ويقول: “خذ خدمة الصحة الوطنية في ويلز على سبيل المثال”.

“في عام 2020، أطلقوا وكيلاً افتراضياً، سمي بـ Ceri ، للإجابة على الأسئلة الشائعة من المواطنين بنبرة محادثة، حول مواضيع تتراوح بين العزلة والأمان وحماية نفسك وأفراد الأسرة بشكل مناسب وإدارة الأعراض مثل التعب وتقديم المشورة حول كيفية التعامل إلى القلق وحالة عدم اليقين، وغيرها من المعلومات”.

ومع ذلك، فإن الكثير من الناس يكرهون برامج الدردشة الآلية ويريدون التحدث فقط إلى البشر في كل مرة.

يقول عالم النفس ستيوارت داف من بيرن كاندولا في المملكة المتحدة، إنه يتفهم هذا الشعور.

“كثيرون من الناس يكرهون برامج الدردشة الآلية لعدة أسباب، وبالأخص عندما تحاول هذه البرامج جاهدة أن تكون مثل البشر”.

“الشفافية والتعاطف والقدرة على التقاط النغمات الدقيقة في اتصالاتنا كلها عوامل مهمة في بناء الثقة مع الآخرين، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نتمكن من” التفاهم “بسرعة لو كان الأمر مع شخص ما. وهذا أيضاً سبب توخينا الحذر، إذا كان الطرف الآخر لا يفهم وجهة نظرنا أو يتعاطف معنا”.

ويقول: ربما تحسنت برامج الدردشة الآلية على مر السنوات، “فهي لا تزال أدوات اتصال مبرمجة بدائية، وعرضة لسوء فهم الكلمات المهمة والنبرة والفكاهة في ما نقوله”.

اترك رد

Your email address will not be published.