الذكاء الاصطناعي يقود موجة تسريحات جماعية في قطاع التكنولوجيا وسط ارتفاع الطلب على مهاراته في قطاعات أخرى

الذكاء الاصطناعي يقود موجة تسريحات جماعية في قطاع التكنولوجيا وسط ارتفاع الطلب على مهاراته في قطاعات أخرى

الذكاء الاصطناعي يقود موجة تسريحات جماعية في قطاع التكنولوجيا وسط ارتفاع الطلب على مهاراته في قطاعات أخرى

سوليوود «متابعات»

كشفت دراسة جديدة صادرة عن شركة «Lightcast» لتحليلات سوق العمل أن الذكاء الاصطناعي بات عاملًا رئيسيًا في موجة تسريحات جماعية تطال قطاع التكنولوجيا حول العالم، مع تسجيل فقدان ما يقرب من 80 ألف وظيفة حتى الآن، وسط اتجاه متسارع نحو أتمتة المهام والاستثمار في الحلول الذكية.

ووفقًا للدراسة، تُعد شركة «مايكروسوفت» من أبرز الشركات التي تتصدر هذه التحولات، حيث تستعد لتسريح نحو 15 ألف موظف ضمن استراتيجيتها لإعادة هيكلة الموارد البشرية وتوجيه استثماراتها نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تجاوزت قيمتها 80 مليار دولار خلال الفترة الأخيرة. ويعكس هذا التوجه المتزايد اعتماد كبرى شركات التكنولوجيا على الأنظمة الذكية لتعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية.

ورغم التأثير السلبي على الوظائف داخل قطاع التكنولوجيا، أظهرت الدراسة أن الطلب على المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي يشهد نموًا لافتًا في قطاعات أخرى غير تقنية، مع تسجيل زيادة في الرواتب بنسبة تصل إلى 28%، أي ما يعادل نحو 18 ألف دولار سنويًا. وتشير البيانات إلى أن المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي باتت مطلوبة بشكل متزايد في مجالات التسويق والتصميم والتعليم والموارد البشرية.

وبحسب التقرير، فإن عدد الوظائف التي تتطلب معرفة أو خبرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي خارج نطاق تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب قد ارتفع بنسبة قياسية بلغت 800% منذ عام 2022، مما يدل على تحول جوهري في سوق العمل، وتوسع تأثير الذكاء الاصطناعي ليشمل قطاعات متنوعة من الاقتصاد العالمي.

وتعليقًا على هذه التوجهات، أوضح باحثو «Lightcast» أن الشركات لا تستغني عن الموظفين لمجرد الاستغناء، بل تعيد تشكيل هيكلها الوظيفي بما يتماشى مع المتغيرات التكنولوجية الحديثة، حيث باتت المهارات التقليدية أقل أهمية مقارنة بالمهارات التي تجمع بين الفهم التقني والقدرة على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي.

وتأتي هذه المؤشرات في وقت يتزايد فيه الجدل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف، بين من يرى فيه تهديدًا مباشرًا للعمالة البشرية، ومن يعتبره أداة لتحسين الأداء وفتح مجالات جديدة للابتكار والتوظيف.

وتؤكد الدراسة في ختامها أن المرحلة المقبلة ستتطلب من المؤسسات والأفراد على حد سواء إعادة النظر في المهارات المطلوبة والتوجه نحو تطوير الكفاءات التي تتوافق مع الاقتصاد الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي، لتفادي الخروج من دائرة المنافسة في سوق العمل المتغيّر بسرعة.

By admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *