
بريطانيا تطور غواصة مسيّرة تعمل بالذكاء الاصطناعي
AI بالعربي – متابعات
كشفت شركة “هيلسينج” “Helsing”، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي الدفاعي، عن غواصات مسيّرة من طراز “SG-1 Fathom”، تابعة للبحرية البريطانية، ومجهزة بنظام “Lura”، الذي يسمح باكتشاف وتصنيف مجموعة متنوعة من التهديدات تحت سطح البحر، ما يُمثل خطوة مهمة في استراتيجية الدفاع البحري للمملكة المتحدة، بحسب موقع “Army Recognition”.
وتم تطوير هذه الغواصات في الأصل من قِبل شركة “Blue Ocean” لمراقبة البيئة، ثم عدّلتها شركة “Helsing” للتطبيقات العسكرية من خلال دمج نظام “Lura”.
وتعكس هذه الخطوة مساعي بريطانيا لردع أي عمليات تسلل تحت سطح الماء بالقرب من البنية التحتية الحيوية، خاصة في ظل تزايد الضغوط منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.
غواصات “SG-1 Fathom”
تُعتبر غواصات “SG-1 Fathom” مركبات ذاتية القيادة بدون مراوح وقادرة على الانزلاق بصمت تحت سطح البحر بسرعات تتراوح بين عقدة وعقدتين لمدة تصل إلى 3 أشهر. ويبلغ وزنها نحو 60 كيلوجراماً، وهي مصممة للانتشار السري والمهام طويلة الأمد.
وتم تطويرها في الأصل من قِبل شركة “Blue Ocean” لمراقبة البيئة، ثم عدّلتها شركة “Helsing” للتطبيقات العسكرية من خلال دمج نظام “Lura”.
ويستفيد هذا الحل المدعوم بالذكاء الاصطناعي من عقود من الخبرة في مجال الاستخبارات الصوتية للبحرية الملكية البريطانية للكشف التلقائي عن الإشارات الصوتية الفريدة للسفن المعادية، وتصنيفها والإبلاغ عنها.
وتعمل غواصات “SG-1 Fathom” كشبكة هادئة للغاية ومستقلة تحت الماء، وتحمل حمولة تركز على الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وهي مزودة بأجهزة استشعار صوتية مدمجة وقدرات اتصال عبر المياه، ما يتيح الاستماع السلبي “الإنصات دون إجابة” في الوقت الفعلي.
أقمار اصطناعية تحت الماء
وبمجرد اكتشاف أي تهديد، تصعد الغواصات إلى السطح لإرسال التنبيهات عبر نظام الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، ما يدعم تحديد المواقع بشكل مستقل وتنسيق مجموعات السفن.
وتعمل الغواصات كمجموعة أقمار اصطناعية تحت الماء، ما يقلل بشكل كبير من زمن الوصول إلى البيانات وعبء العمل التشغيلي، مع تعزيز الوعي بالوضع البحري.
ويشير هذا التطور إلى أن دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” مثل المملكة المتحدة، تستثمر بكثافة في الدفاعات البحرية المتطورة، خاصة في ضوء الوجود الروسي المتزايد حول “فجوة جيوك” وكابلات الاتصالات تحت البحر.
“فجوة جيوك”، هي منطقة في شمال المحيط الأطلسي، وتحديداً بين جرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة، تُشكل نقطة اختناق بحرية.
وتُضاعف الغواصات الانزلاقية، المجهزة بنظام “Lura” فاعلية القوة من خلال عملها كحراس دائمين، وغير قابلين للكشف.
دمج الذكاء الاصطناعي
ومن خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لإجراء مراقبة مستمرة تحت الماء، يمكن للبحرية البريطانية زيادة الوعي الظرفي عبر مناطق بحرية واسعة، مع توفير الأصول المأهولة لعمليات الاستجابة.
وانطلق برنامج “SG-1” بعد أن تم تكليف شركة “Helsing”، بموجب عقد مع البحرية البريطانية، باستكشاف الذكاء الاصطناعي للاستشعار الصوتي.
ومع وجود المئات من هذه الغواصات الانزلاقية، منخفضة التكلفة والقابلة للتطوير والمخطط لنشرها، يُمثل هذا المفهوم تحولاً من منصات السونار التقليدية، إلى نظام ردع موزع قائم على البيانات.
القدرة على التخفي
وبالمقارنة مع أنظمة بحرية مستقلة أخرى، مثل “Orca XLUUV” التابعة للبحرية الأميركية، تتميز غواصات “SG-1” بصغر حجمها وقدرتها على التخفي، ما يجعلها مثالية لتغطية مناطق واسعة والمراقبة السرية.
وبينما توفر “Orca” قدرات هجومية، تركز “SG-1” على عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المستمرة “ISR”، ما يوفر وظائف تكميلية في عمليات التحالف.
ولا تزال تفاصيل الميزانية غير معلَنة، لكن البنية المعيارية للمشروع، واعتماده على التكنولوجيا ثنائية الاستخدام، يشيران إلى قابلية التوسع الفعَّالة من حيث التكلفة.
ولم تكشف “Helsing” و”Blue Ocean” عن قيمة العقد النهائية، على الرغم من أن التجارب التشغيلية الجارية، وتعاون وزارة الدفاع يشيران إلى تكامل مستقبلي ضمن شبكة البحرية البريطانية الأوسع.
وفي حال نجاحها، يمكن أيضاً تصدير غواصات انزلاقية من طراز “SG-1 Fathom” إلى قوات بحرية أخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي تواجه تهديدات بحرية مماثلة.