الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للتغيير الاجتماعي.. الأدوات الذكية
AI بالعربي – خاص
يشهد العالم اليوم تطورًا هائلًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت هذه التقنية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. تتجاوز تطبيقات الذكاء الاصطناعي المجالات التقنية لتشمل التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية، مما يجعله قوة دافعة للتغيير الاجتماعي.
مفهوم الذكاء الاصطناعي المؤثِّر
الذكاء الاصطناعي المؤثِّر يشير إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق تأثيرات إيجابية في المجتمع. يشمل ذلك تحسين جودة الحياة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية والاقتصادية. من خلال تحليل البيانات واتخاذ القرارات المستنيرة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
مفهوم التغيير الاجتماعي
يُعرَّف التغير الاجتماعي في معجم العلوم الاجتماعية بأنه: “كل تبدل في بناء أو وظائف التنظيم الاجتماعي خلال فترة زمنية معينة، ويشمل ذلك كل تغير يقع في الناحية الاجتماعية”.
التغيير الاجتماعي هو التحول الذي يحدث في هيكل المجتمع أو في أنماط العلاقات الاجتماعية. يمكن أن يكون هذا التغيير ناتجًا عن عوامل متعددة، بما في ذلك التطورات التكنولوجية، التغيرات الاقتصادية، أو التحولات الثقافية. يهدف التغيير الاجتماعي إلى تحسين الظروف المعيشية وتعزيز العدالة والمساواة في المجتمع.
كيف يغير الذكاء الاصطناعي من قواعد المجتمع والبشرية؟
يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًا في كيفية تفاعل الأفراد مع التكنولوجيا ومع بعضهم البعض. من خلال تطبيقات مثل المساعدين الافتراضيين، وتحليل البيانات الضخمة، والأتمتة، يتم إعادة تشكيل العديد من جوانب الحياة اليومية.
يمكننا على سبيل المثال، أن نستفيد مما سبق في مجال الرعاية الصحية، حيثُ تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض وتصميم استراتيجيات العلاج، مما يؤدي إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وتقليل التكاليف.
نماذج ذكية تساعد في تغيير الطبيعة المجتمعية
من أسس وأهداف الذكاء الاصطناعي ان يغيّر حياتنا للأفضل، لا سيَّما وإن كان يسهم في تحريك نمط الحياة بوتيرة أسرع أو بإنتاج صورة أفضل ما يكون عليه مناجاته ومخرجاته إذ أنَّ طبيعة أدواته أن تُحدث تغييرًا فعليًا داخل المجتمعات وأن يكون ملموسًا ويعود بالرفاهة وتحسين وضبط صياغة الأمور بشكل أفضل.
الزراعة الذكية، واحدة من المجالات التي تأثرت، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ كان الحُلم بأن تكون هناك سبل زراعية تدحض المشاق، كاستخدام تحليل بيانات المحاصيل والتربة والطقس لتحسين إنتاجية الزراعة. على سبيل المثال، يمكن استخدام أجهزة استشعار متصلة بالإنترنت لجمع بيانات حول رطوبة التربة ودرجة الحرارة، ومن ثم تحليل هذه البيانات لتحديد أفضل الأوقات للري والتسميد، مت يؤدي – بدوره – نحو زيادة كفاءة استخدام الموارد وتقليل الهدر.
أمّا التعليم المخصص، فقد استخدم رُوَّادُه أنظمة ذكية تقوم على تقديم تجارب تعليمية مُخصّصة للطلاب، تُساعد في تحليل أداء الطالب وتقديم محتوى تعليمي يتناسب مع احتياجاته الفردية، ما ساعد في تحسين نتائج التعلم وتقليل معدلات التسرب المدرسي. بينما الاستجابة للكوارث، فقد كانت وظيفة التنبُّؤ أفضل مُخرجات هذا الذكاء، مثل الوقاية ضد الفيضانات والزلازل، مما يسمح للسلطات بالاستعداد واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، بعد تحليل بيانات الطقس والتضاريس؛ من أجل التحسُّب لمسارات الأعاصير وتحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر.
طموحات مستقبلية نحو هذه النماذج
مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد الطموحات نحو تطبيقات أكثر تقدمًا في مختلف المجالات. في المستقبل، يُتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير حلول للتحديات العالمية مثل تغير المناخ، من خلال تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتطوير تقنيات جديدة للطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يُسهم في تعزيز العدالة الاجتماعية من خلال تطوير أنظمة تضمن توزيعًا أكثر إنصافًا للموارد والخدمات.
ختامًا، يُعد الذكاء الاصطناعي قوة دافعة للتغيير الاجتماعي، حيث يسهم في تحسين جودة الحياة وتقديم حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة. من خلال تطبيقات متنوعة في مجالات مثل الزراعة، والتعليم، والاستجابة للكوارث.
والآن صار يُظهر الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة لتحقيق تأثيرات إيجابية في المجتمع، وذلك بالطبع مع استمرار التطور التقني الفائق والمتجه صعودًا نحو فرص مفتوحة أمام استخدامات جديدة ومبتكرة تُعزِّز الأمل في مستقبل أكثر استدامة وعدالة.