الذكاء الاصطناعي في الصحافة العربية.. خطوات نحو المستقبل الرقمي

AI بالعربي – متابعات

أظهرت دراسة حديثة بعنوان “تقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحافية العربية ودورها في تحرير وإخراج الصحف الإلكترونية.. دراسة تطبيقية”، أن انتشار استخدام التقنيات الذكية في الصحافة العربية سيستغرق من 5 إلى 10 سنوات. وأشارت الدراسة إلى وجود تجارب عربية رائدة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، لكنها لا تزال في مراحلها الأولية وتتسم بالفردية ويغلب عليها الاجتهاد الشخصي.

واستهدفت الدراسة رصد تقنيات الذكاء الاصطناعي بالمؤسسات الصحافية العربية ودورها في تحرير وإخراج الصحف الإلكترونية، وتحديد درجة معرفة المبحوثين بها، وأكثرها استخدامًا، وذلك بالتطبيق على 266 مبحوثًا من الصحافيين والقيادات بعدد من المؤسسات المصرية والإماراتية، وإجراء مقابلات متعمقة مع 32 من خبراء الذكاء الاصطناعي والإعلام الإلكتروني ورؤساء تحرير صحف بعدة دول.

وأسفرت الدراسة عن وجود اهتمام متزايد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، واتضح أن 74.4% من العينة لديهم اهتمام كبير بمتابعة استخدام هذه التقنيات، مع تنوع فهم الصحافيين للأدوار التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعبها في العمل الصحافي، وجاء في الصدارة صياغة المحتوى الصحافي بشكل آلي عبر الروبوت بنسبة 38.7%، ثم متابعة وجمع الأخبار في أقل وقت ممكن بـ30.8%، كما تبين أن المؤسسات الصحافية بدأت بالفعل في تبني هذه التقنيات وتباين مستوى الاستخدام بناء على التقنية والفائدة المتوقعة منها، وتنوعت المجالات التي يمكن الاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي بمعالجتها، وفي مقدمتها الاقتصاد، والرياضة، وأخبار الطقس، مع الحاجة الدائمة للتوازن بين الذكاء الاصطناعي والتدخل البشري.

التكامل بين البشر والآلة

وأظهرت النتائج أن تأثير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحافي جاء “إيجابيًا وسلبيًا” معًا، وتمثل الجانب الإيجابي في تحسين الكفاءة، وتسريع جمع الأخبار، فيما تصدر التأثيرات السلبية انخفاض أعداد الصحافيين البشر أو الاستغناء عنهم، ثم اختفاء اللمسات الإنسانية، وسيادة طابع إخباري روتيني، وتبين ان مستقبل الكوادر البشرية في ظل الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيشهد حالة من “التكامل بين البشر والآلة”، مما يعكس تفاؤلًا بقدرة البشر على التكيف مع التكنولوجيا، مع وجود تفاوت واضح في التسهيلات التي تقدمها المؤسسات الصحافية بمصر والإمارات للعاملين بها.

ولفت الخبراء المشاركون في الدراسة إلى ان الذكاء الاصطناعي “قطاع الحاضر والمستقبل”، مطالبين بضرورة ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا المجال، مع أهمية توافر رؤية “التحديث والتطوير” لدى العقلية الإدارية في المؤسسات الصحافية، وسد الفجوة المعرفية بين مصممي البرمجيات والصحافيين الذين يستخدمونها.

فوائد عديدة

ورأى نحو 50% من العينة ان قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة السلوك البشري في المهام الإعلامية “متوسطة”، مما يعكس الاعتراف بأنه تطور بشكل ملحوظ، ولكنه لا يزال غير قادر على الوصول إلى مستوى التفكير الإبداعي والنقدي الذي يتمتع به البشر في مواقف وأحداث معينة، وأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم بشكل كبير في سرعة الحصول على المادة الإعلامية وإنتاجها ونشرها، واختيار عناوين وصياغة مشوقة تجذب الجمهور للمحتوى وتخصيص محتوى ملائم لاحتياجاته، ويساعد بفاعلية في التصميم الجمالي وتوفير قراءة متميزة مما يعزز من تجربة القارئ ويجعل المحتوى أكثر جاذبية ويزيد القاعدة الجماهيرية للوسيلة الإعلامية.

اترك رد

Your email address will not be published.