الجراحة الروبوتية تُمكن الطبيب من إجراء العملية على أكمل صورة

AI بالعربي – “خاص”

يعيش العالم في الوقت الحالي ثورة علمية ضخمة، وتقدمًا تكنولوجيًا مهولاً؛ إذ نجحت هذه الثورة التكنولوجية في فك شفرات ما كان يستحيل إنتاجه وتصنيعه من قبل، هي ثورة تغير بشكل كامل كل أنماط الإنتاج التقليدية، لتنقلنا إلى عالم أوسع وأدق من التصنيع والتعلم. فلا يخفى على أحد أن التكنولوجيا – اليوم – أصبحت ذات أهمية كبيرة في إيجاد حلول للمشاكل التي يطرحها هذا العصر، إذ باتت تحتل مكانة كبيرة في جميع مجالات الحياة وأهمها مجال الطب، فالابتكارات الجديدة في هذا المجال تبهر العقول وتتحدى حدود المعقول.
ولأن العلم والتكنولوجيا هما أساس التطور وأهم أسباب الازدهار، فهما يشاركان في جميع المجالات ويعملان على تطويرها. وبالحديث عن المجال الطبي، فإن التكنولوجيا في عصرنا الحديث قد وفرت تقنيات رائعة للطب وتسهيلات كبيرة ساعدت في السيطرة على الكثير من الأمراض، بالإضافة إلى أن العمليات الصعبة أصبحت أسهل عمَّا مضى. لذلك، فإن الجراحة الروبوتية هي أحد أهم نتائج التكنولوجيا في مجال الطب، التي أصبحت يُجرى من خلالها الكثير من العمليات الجراحية بمنتهى السهولة والدقة.

وفي هذا التقرير نُلقي الضوء على الجراحة الروبوتية، وكيف ظهرت؟ وما هي مميزاتها وأهم العمليات التي يمكن الاستعانة بها فيها؟

ما هي الجراحة الروبوتية؟ وكيف ظهرت؟

الجراحة الروبوتية هي عبارة عن تدخل جراحي في جسم الإنسان لا يتم بواسطة الطبيب مباشرة، ولكن تعتمد على تقنية حاسوبية تمت برمجتها سابقًا بواسطة أوامر ومعلومات تمكنها من إجراء العملية بالشكل المخطط له دون الخروج عن حدودها أو التعامل مع أي شيء آخر في جسم المريض. وتساعد الجراحة الروبوتية كافة العمليات التي تعتمد على تنظير البطن في جميع تخصصات المناظير الطبية. لم تهدف الجراحة الروبوتية للتخلص من الجراحة التقليدية بواسطة الجراحين، ولكن كانت تستهدف زيادة الدقة وقدرات أولئك الجراحين.
جرى استخدام تقنية الجراحة الروبوتية أول مرة عام 1997 وذلك بعد انتشار جراحة المناظير بفترة، إذ أضافت تقنية المناظير شيئًا كبيرًا من الراحة والإبداع عن طريق فتحات صغيرة يمكن إجراء أصعب الجراحات مما ساعد على ظهور الجراحة الروبوتية بعدها. لقد كانت العمليات الجراحية بواسطة المنظار تخضع لبعض القيود، ولكن مع ظهور الجراحة الروبوتية كان المجال مفتوحًا لإزالة تلك القيود، وقد ظهر ذلك من خلال العمليات التي أصبحت تُجرى بواسطة منظار ثلاثي الأبعاد.

ما هي أبرز تطبيقات الجراحة الروبوتية؟

لا بدَّ من العلم بأن تلك التقنية قد تطورت بشكل كبير جدًا في الفترة الأخيرة، مما مكَّنها من المشاركة في الكثير من العمليات الجراحية والاستغناء عن المنظار العادي بشكل مؤقت، أو على الأقل اُستخدِمت تلك التقنية في أشهر المراكز الطبية في العالم، وذلك بسبب حداثتها.

أهم العمليات التي يتم الاستعانة بالجراحة الروبوتية فيها

جراحة السمنة
جراحات السمنة تعتبر من أكثر الأشياء الموجودة في العصر الحالي. ومع خطورتها وصعوبتها بسبب معدل الأنسجة الدهنية الضخم، فإن عمليات المنظار للسمنة هي الأكثر أمانًا وجودة حتى الآن، وبالأخص مع استخدام تقنية الجراحة الروبوتية التي قللت كل الفرص لحدوث أي خطأ أو ألم للمريض عند استئصال ذلك الجزء، كما أنها تتم عن طريق فتحات صغيرة جدًا.

جراحة الأمعاء
تعتبر جراحة الأمعاء هي الأصعب، وذلك بسبب ضيق التجاويف الصغيرة داخل الأمعاء، وخلال منطقة الحوض في جسم الإنسان. يمكن أن تتم تلك العمليات بواسطة المنظار بشكل جيد، ولكن ستكون هناك بعض الصعوبات في فصل النسيج الداخلي والدخول إلى تلك الأعماق. أمَّا مع وجود الجراحة الروبوتية وإمكانية رؤية المناظر ثلاثية الأبعاد وبصورة أوضح، فقد أصبح لا مجال للخطأ بجانب عوامل الأمان التي قد زادت على الوقت السابق.

الجراحة العامة بواسطة الروبوت
لقد كانت أولى المجالات الطبية التي تمَّ استخدام الجراحة الروبوتية بها، إذ اُستخدِمت تلك التقنية في استئصال البنكرياس والكبد اللذين يجد بهما أورام وبحاجة إلى عملية جراحية.

كما أن الجراحة الروبوتية كان لها الفضل الأكبر حاليًا في تسهيل العمليات بشكل كبير، ويظهر ذلك من خلال كاميرا التصوير المميزة، وبعض المعدات الجراحية التي يمكنها الدخول إلى بطن المريض عن طريق فتحات صغيرة جدًا مع إمكانية مشاهدة الجزء المطلوب علاجه من خلال كاميرا ثلاثية الأبعاد تستطيع أن تقوم بالتمييز بين الأوعية والأعصاب الدقيقة مما يساعد على التحرك بدقة بينها عن طريق اليد الروبوتية، مقارنة بيد الطبيب التي تحتمل نسبة كبيرة من الخطأ، حيث تتمكن اليد الروبوتية من التحرك بصورة لا مركزية في أي مكان داخل جسم المريض بمنتهى الدقة دون حدوث أي خلل في العملية.

أهم مميزات الجراحة الروبوتية

تتعدد مميزات الجراحة الروبوتية وتزداد على مزايا المناظير الجراحية بشكل كبير، وذلك بسبب تقنيتها الرائعة وتطورها المستمر. ومن أبرز المزايا التي تجعلك تثق بالجراحة الروبوتية ما يلي:

الدقة في إنجاز العملية، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال يد الطبيب التي ربَّما تعجز عن الوصول لأدق المناطق في الجسم، ولكن أذرع الجراحة والمناظير الروبوتية وفرت دقة – لا شك فيها – تساعدها على الوصول إلى أدق المناطق خلال العملية الجراحية. كما تتميز الجراحة الروبوتية بسرعة أكبر ولا تسبب ألمًا مقارنة بالعمليات الأخرى التقليدية؛ لذلك فهي أكثر راحة للمريض. بالإضافة إلى سرعة خروج المريض من المستشفى وممارسة حياته العادية بعد العملية مباشرة، وربَّما شفاء المريض بعد يوم واحد فقط من العملية، والمضاعفات الناتجة عن التخدير في عمليات الجراحة الروبوتية أقل جدًا عن المضاعفات الناتجة في حالات التخدير جراء العمليات التقليدية الأخرى، وأخيرًا يمكنها التحكم بصورة كبيرة في أصعب الأورام والسرطانات ودخولها الأماكن الضيقة من أجل استئصالها.

كيف تتم الجراحة الروبوتية؟ وهل هناك احتمالية لوجود مخاطر؟

بالرغم من أن اسمها الجراحة الروبوتية، فإنها لا تعني الاستغناء عن الطبيب، لأنه لا يمكن أن تتم بدون إشراف الطبيب. فالروبوت هو عبارة عن آلة في نهاية الأمر لا يمكنه التفكير، ولكنه يساعد الطبيب على أداء أصعب المهمات. يقوم الطبيب بالتحكم الكامل في كافة حركات الروبوت، ومن جانبه يقوم الروبوت بتنفيذ الأمر وأداء أصعب العمليات الجراحية بكل دقة. كما أن التنظير العادي أو حتى العمليات التقليدية قد لا تؤدي العمل المطلوب بالكفاءة المرجوة، ولكن عن طريق الجراحة الروبوتية وبإشراف طبيب متمكن من الروبوت، فإن العملية الجراحية ستنتهي بشكل ناجح جدًا.

يتكون الروبوت من جزأين: الأول عبارة عن سرير المريض وعليه أربع أذرع يتم تثبيتها بأربع فتحات في جسم المريض ليدخل من خلالها، بالإضافة إلى كاميرا ثلاثية الأبعاد توفر صورة كاملة داخل جسم المريض مما يُمكن الطبيب من ملاحظة كل الأوردة والشرايين والخلايا العصبية. أمَّا الجزء الثاني فيتكون من مكان مخصص للطبيب يستطيع من خلاله التحكم في كافة أذرع الروبوت ومشاهدة العملية بدقة.