2024 عام تطور الذكاء الاصطناعي.. الاتجاهات والإنجازات
AI بالعربي – متابعات
شهد عام 2024 فصلاً محوريًا في عالم الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد محصورًا في الإمكانيات النظرية، بل أصبح الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية للابتكار العالمي. من فتح الفرص غير المستغلة إلى تبسيط العمليات عبر القطاعات، حيث يقود الذكاء الاصطناعي نموًا غير مسبوق ويشكل الاقتصاد الرقمي.
تناول أحدث التطورات والاتجاهات التي ميّزت سوق الذكاء الاصطناعي في عام 2024، ونناقش كيف أن التقنيات الرائدة والممارسات الأخلاقية و الأتمتة تدفع الصناعات إلى الأمام ونكتشف الدور الحاسم الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل أكثر ذكاءً وترابطًا.
الذكاء الاصطناعي بالأرقام
– من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي العالمي من 621.19 مليار دولار أميركي في 2024 إلى 2.74 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 20.4%. ويعكس قطاع الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية هذا التوسع السريع، مما يضع المملكة في مقدمة التحول الاقتصادي العالمي والريادة للريادة التقنية.
– احتلت المملكة العربية السعودية المركز الأول عالميًا في استراتيجية الحكومة للذكاء الاصطناعي والمركز الرابع عشر في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي 2024، مما يعزز مكانتها كقائدة في حوكمة الذكاء الاصطناعي. يعكس هذا الإنجاز التركيز الاستراتيجي للمملكة على تعزيز المبادرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي تماشيًا مع رؤية 2030، ودفع الابتكار في الخدمات العامة والمدن الذكية بمعدل نمو سنوي مركب قدره 29%.
– ارتفع عدد الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية من 250 شركة في عام 2019 إلى 317 شركة في عام 2023، مع جذب أكثر من 3.9 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات. وهذا يسلط الضوء على النظام المتنامي للذكاء الاصطناعي في المملكة ودورها في رعاية التقدم التقني من خلال الاستثمارات العامة والخاصة القوية.
القطاعات الرئيسية التي تدفع تبني الذكاء الاصطناعي
الرعاية الصحية: يساهم الذكاء الاصطناعي بإحداث ثورة في قطاع الرعاية الصحية من خلال تحسين التشخيصات، وتعزيز مراقبة المرضى، والطب الشخصي. والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل تحليل الصور الطبية للكشف المبكر عن الأمراض وتوقع النتائج تعزز اتخاذ القرارات السريرية.
في عام 2023، شكلت حلول الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية 15% من السوق العالمي للذكاء الاصطناعي.
المالية: تعمل المؤسسات المالية السعودية على تعزيز اكتشاف الاحتيال وكفاءة العمليات باستخدام الذكاء الاصطناعي. وقد قامت هذه الحلول بأتمتة العمليات المصرفية الرئيسية، مما ساهم في زيادة الكفاءة بنسبة 25%. كما أن منصات خدمة العملاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل روبوتات الدردشة الفورية، تعزز تجربة العملاء وتبسط العمليات المالية.
المدن الذكية: يمثل مشروع نيوم رؤية المملكة العربية السعودية للمدن الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. حيث يدمج نيوم الذكاء الاصطناعي لإدارة التخطيط الحضري، وتدفق المرور، وتخصيص الموارد. يدعم بنك البيانات الوطني، هذه المبادرات من خلال أكثر من 320 نظامًا حكوميًا مدمجًا تخزن أكثر من 100 تيرابايت من البيانات. لقد أسهمت هذه الجهود بشكل كبير في تقليل الازدحام وتحسين استدامة المدن.
الرياضة والإعلام: تقوم المنصات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي مثل سبورت نيتڤ بتحويل تحليلات الرياضة في المملكة العربية السعودية، من خلال تحسين أداء الرياضيين واتخاذ القرارات الاستراتيجية. في الإعلام، تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي بتخصيص تقديم المحتوى، مما يعزز التفاعل ويزيد من نمو المشاهدات.
التعلم العميق
التعلم العميق هو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يستخدم الشبكات العصبية متعددة الطبقات لتحليل كميات ضخمة من البيانات واتخاذ قرارات ذكية. كل طبقة في الشبكة تتعلم ميزات أكثر تعقيدًا للبيانات المدخلة، مما يتيح تحقيق اختراقات في مجالات مثل المركبات الذاتية القيادة، التعرف على الوجوه، والرعاية الصحية التنبؤية.
الذكاء الاصطناعي التوليدي: تطبيقات بلا حدود
أسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في إطلاق موجة جديدة من الإبداع والابتكار، حيث تم استخدامه لتطوير محتوى مخصص، وتحسين تجربة المستخدم، وتقديم حلول عملية في مختلف القطاعات.
الذكاء الاصطناعي الأخلاقي: أساس التقنية المسؤولة
أصبح الذكاء الاصطناعي الأخلاقي ركيزة أساسية في تبني التقنية المسؤولة، مع التركيز على الشفافية والمساءلة وتقليل التحيز، خاصة في القطاعات الحساسة مثل الرعاية الصحية والتمويل. في 2024، تبنت أكثر من 70% من مؤسسات الرعاية الصحية في دول الخليج إرشادات الذكاء الاصطناعي الأخلاقي لضمان اتخاذ قرارات عادلة ومنصفة.
الأتمتة وكفاءة العمليات
ساهمت حلول الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمليات بشكل كبير، لا سيما في قطاع الخدمات اللوجستية، حيث تم نشر أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية، مما أدى إلى تحسين تقديم الخدمات وزيادة كفاءة الموارد. وأفادت 81% من هذه الجهات بتحقيق تحسينات ملموسة، مثل تقليل التأخيرات، وزيادة دقة اتخاذ القرارات، وخفض التكاليف التشغيلية بنسبة تصل إلى 25% في بعض الصناعات.
الذكاء الاصطناعي وتجربة العملاء
يشهد الذكاء الاصطناعي تحولًا جوهريًا في إدارة تجربة العملاء من خلال تقديم خدمات أسرع وأكثر دقة وتخصصًا، إلى جانب إعادة تشكيل العمليات الداخلية عبر الأتمتة، مما يجعل سلاسل التوريد أكثر مرونة وكفاءة باستخدام التنبؤ الذكي وإدارة المخزون. كما يسهم التكامل الذكي للذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات في تسريع اتخاذ القرارات، خفض التكاليف، وتحسين الكفاءة التشغيلية. وقد أظهرت تقنيات التنبؤ الذكية في عام 2023 تأثيرًا ملحوظًا في منطقة الخليج، حيث أسهمت في تقليل تأخير سلاسل التوريد بنسبة 30%.