أصبحت التكنولوجيا عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية لسكان دولة الإمارات، بمن فيهم رواد الأعمال، ما دفع الشركات الإماراتية الصغيرة إلى اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من إمكاناتها. وأعرب 92% من رواد الأعمال الإماراتيين في استبيان “GoDaddy” العالمي لرواد الأعمال لعام 2024، عن ثقتهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين أعمالهم.
ويمكن أن يوفر اعتماد هذه التقنيات العديد من الفوائد، إلى جانب التأثير الإيجابي الملموس، حيث تبذل منظومة ريادة الأعمال جهوداً واضحة لاعتماد التكنولوجيا الجديدة، ما يضمن مواكبة بيئة الأعمال لدينا للتطورات الرقمية السريعة. كما تلعب العقلية الاستشرافية والقدرة على التكيف دوراً محورياً في العصر الرقمي الجديد.
ويواجه رواد الأعمال العديد من التحديات، إلا أن الاستثمار في أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهّل عملياتهم. ويظهر الاستبيان أن الأسباب الرئيسية التي تدفع رواد الأعمال للاستثمار في أدوات الذكاء الاصطناعي تتمثل في تحسين اتخاذ القرارات من خلال التحليلات القائمة على البيانات 47%، والزيادة المحتملة في الكفاءة 45% وتعزيز التأثير الإيجابي لخدمة العملاء 45%. ويصنف رواد الأعمال الإماراتيون التسويق في مقدمة المجالات التي يمكن فيها للذكاء الاصطناعي تطوير شركاتهم الصغيرة 70%، يليها تخطيط الأعمال واستراتيجياتها 60%، وخدمة العملاء 52%. بدوره، ساهم التحول الرقمي في تحسين إجراءات العمل وتعزيز النمو رغم التحديات الموجودة.
وعلى الرغم من النظرة المستقبلية الإيجابية للذكاء الاصطناعي، يواجه رواد الأعمال الإماراتيون تحديات، مثل التكاليف المحتملة 46%، والمعرفة المحدودة بالحلول المتاحة 44%، وعدم الإلمام بالفوائد التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لشركاتهم الصغيرة 37%، بينما يعتقد العديد منهم أنهم لا يملكون الوقت الكافي لتطبيق هذه الأدوات 25%.
ولذلك لا بد من توفير أدوات الذكاء الاصطناعي السهلة لمعالجة هذه المشكلات. ويمكن أن تساعد هذه الأدوات رواد الأعمال في أعمال التسويق الخاصة بقنوات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، والرسائل الإلكترونية، مع العملاء، وغيرها الكثير، لا سيما مع إدراك 92% من الإماراتيين لأهمية هذه العملية. ويمكن أن يؤدي اعتماد الشركات الصغيرة للذكاء الاصطناعي إلى تحقيق النمو، ما يضمن مواكبتها لموجة التحول الرقمي، كما تعزز الحلول المبتكرة للشركات قدرتها على الاستجابة لتغيرات السوق واحتياجات العملاء، ما يتيح لها مواكبة المستجدات والحفاظ على مزاياها التنافسية. ويمكن أن تؤدي الابتكارات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي إلى تطوير منتجات وخدمات جديدة، والذي بدوره يسهم بتوفير فرص إضافية لتحقيق العوائد.
ويشكل اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ضرورة للشركات الصغيرة في دولة الإمارات، بما يتجاوز مفهوم التوجه السائد، حيث تسهم قدرتهم على التكيف والابتكار في تحديد نجاحهم ضمن المشهد الرقمي سريع التطور. وتستطيع الشركات الصغيرة تعزيز كفاءتها وتحسين خدمة العملاء، وتوسيع حضورها في السوق من خلال الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي. ولا شك في أن الحلول الرقمية تمثل مستقبل ريادة الأعمال في دولة الإمارات، إذ إنها تتيح للشركات التي تعتمدها تحقيق النجاح.
المصدر: الخليج