قلق متزايد بشأن تهديد الذكاء الاصطناعي القدرات الإبداعية للبشر
AI بالعربي – متابعات
مع فورة الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يحتل مكانة واسعة في عالمنا اليوم، تتزايد التساؤلات حول قدرة الإنسان على الخلق والإبداع التي باتت مهدّدة بحسب ما يرى البعض، بينما يرى البعض الآخر أن هذا التطور التكنولوجي يسهل المهمات الفكرية والعملية ويساعد في إيجاد الحلول السريعة لمسائل معقّدة.
ما هو تأثير الذكاء الاصطناعي على القدرة على الكتابة والإبداع؟
جاء أخيراً في مجلة Harvard business Review أن الذكاء الاصطناعي بات يهدد مباشرة القدرات الإبداعية عند الأفراد من خلال التطبيقات الجاهزة مثل ChatGPT وMidjourney التي تعمل على تغيير مفهوم العمل الخلّاق الذي يُعتبر ميزة أساسية عند الإنسان لا بديل عنها.
وفي دراسة نشرتها مجلة “ساينس أدفانسز” Science Advances بشأن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية في القدرة على الكتابة وإنتاج القصص، قام بها باحثان من جامعة “يونيفرسيتي كوليدج” في لندن، ومن جامعة “إكستر”، هما أنيل دوشي وأوليفر هاوزر، جاءت نتائجها متباينة.
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلّل من تطوير المواهب الفردية
فقد أظهرت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تحسين الإبداع الفردي للمؤلف، لكن على المستوى الجماعي، فإن القصص المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي جاءت أكثر تشابهاً بعضها مع بعض مقارنة بتلك المكتوبة من دون الذكاء الاصطناعي، لأنّ مؤلفيها انغمسوا كثيراً في الأفكار المقترحة.
كذلك أظهرت الدراسة أن الخطر يكمن في اعتماد الناس كثيراً على أدوات الذكاء الاصطناعي قبل تطوير مواهبهم الخاصة في الكتابة أو الموسيقى.
استعان الباحثان اللذان أجريا الدراسة بنحو 300 متطوع ليكونوا “مؤلفين”؛لكن لم يكن المتطوعون كتّاباً محترفين، وقد قيست قدرتهم الإبداعية بواسطة اختبار نفسي يطلب منهم إعطاء عشر كلمات مختلفة تماماً.
وقسّمهم العالمان إلى ثلاث مجموعات بشكل عشوائي لكتابة قصة من ثمانية جمل حول واحد من المواضيع الثلاثة: مغامرة في أعالي البحار، أو مغامرة في الغابة، أو مغامرة على كوكب آخر.
كذلك قُسِّم هؤلاء المشاركون بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات تلقّت مستويات مساعدة مختلفة من الذكاء الاصطناعي.
لم تتلق المجموعة الأولى أي مساعدة، بينما حصلت المجموعة الثانية على فكرة قصة من ثلاث جمل باستخدام أداة “تشات جي بي تي”، وتلقت المجموعة الثالثة ما يصل إلى خمس أفكار أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي.