خبراء أوروبيون: الخدمات المالية تتجاهل تنفيذ عناصر الذكاء الاصطناعى فى أعمالها

7

AI بالعربي – متابعات

يعتقد المسؤولون التنفيذيون الأوروبيون والخبراء فى مجال التكنولوجيا المالية أن الخدمات المالية تتجاهل تنفيذ عناصر الذكاء الاصطناعى فى أعمالها، حتى مع تزايد الأدلة على أن التكنولوجيا المروج لها ستعزز الإنتاجية وتخفض التكاليف.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايينشال تايمز البريطانية، تُعد المخاوف بشأن فقدان الوظائف والمخاوف التنظيمية والجمود المؤسسى من بين العوامل التى تمنع المصرفيين من تبنى الأنظمة التى تدعم المنتجات مثل ChatGPT بشكل كامل.

وقال توم بلومفيلد، المؤسس المشارك للبنك الذكى، “مونزو”، إنه من المؤكد أن البنوك الكبرى لن تتبنى التكنولوجيا بالسرعة التى تعتمدها شركات التكنولوجيا المالية، لكن الذكاء الاصطناعى التوليدى بلا شك سيجعل البنوك أكثر كفاءة وقدرة على تقديم المنتجات نفسها بتكلفة أقل.

وقد وجدت دراسة أجرتها شركة كابجيمينى أن ٦٪ فقط من البنوك التجارية مستعدة لتطبيق الذكاء الاصطناعى على نطاق واسع فى جميع أعمالها، ومع ذلك، تقدر شركة ماكينزى أن هذا قد يضيف ما يصل إلى ٣٤٠ مليار دولار من القيمة كل عام إلى القطاع المصرفى العالمى، وهو ما يعادل حوالى ٤.٧٪ من إجمالى إيرادات الصناعة.

ويقول كثيرون إن التكنولوجيا، بقدرتها على الإجابة عن الأسئلة وتحليل كميات هائلة من النصوص والبيانات الرقمية فى ثوانٍ، لديها القدرة على خفض التكاليف فى مختلف أنحاء الصناعة، إلا أن هناك مخاوف من أن يؤدى الاضطراب إلى فقدان الوظائف.

وقال ناصر الزبيرى، الرئيس التنفيذى لشركة لوكسمبورج هاوس أوف فاينانشيال تكنولوجى، وهى شركة لتسريع التكنولوجيا المالية، إن الأفراد لا يدركون أن التكنولوجيا تُعد أداة لزيادة الإنتاجية، ومازالوا يعتقدون أنها ستسلبهم وظائفهم.

وقال إنه عندما أوضح لإحدى المؤسسات كيفية تحسين ذلك باستخدام نموذج مخصص للذكاء الاصطناعى، الذى يقدر أنه يمكن أن يوفر ما يصل إلى ٤٥٠ ألف يورو سنويًّا من الراتب، تم رفضه على الفور.

وأضاف: “هناك أشخاص لا يحبون فصل الموظفين من وظائفهم لأنهم إذا اضطروا إلى فصل أشخاص داخل فريقهم يقومون بوظائف معينة، فإنهم معرضون للتهديد لأن سلطتهم تتآكل بطريقة ما”.

وقد تم حث البنوك المركزية مؤخرًا على رفع مستوى تفاعلها مع الذكاء الاصطناعى، وفقًا لبنك التسويات الدولية، الذى قال إن التكنولوجيا يمكن أن توفر مكاسب إنتاجية، ولكنها تنطوى على مخاطر أيضًا، مثل تقديم معلومات غير صحيحة والتعرض للقرصنة.

إحدى المشكلات الشائعة فى نماذج الأعمال الكبيرة، نتيجة التكنولوجيا التى تقف وراء معظم منتجات الذكاء الاصطناعى التوليدية، ميلها إلى إعلان عدم الدقة على أنها دقيقة، إلا أنه من المعروف أن الذكاء الاصطناعى يقوم بإنشاء معلومات بناءً على البيانات التى تم تدريبه عليها، ما يؤدى إلى مخاوف بشأن المعلومات الحساسة أو الآمنة.

وقال وينسى وونج، رئيس القسم الرقمى فى بنك ويستمنستر البريطانى، الذى دعا إلى تقييم مخاطر التكنولوجيا وأخلاقياتها ونقاط ضعفها، قبل نشرها، إنه ليس هناك بالضرورة رفض للذكاء الاصطناعى، ولكن هناك تردد، وفى النهاية، بما أن البنك هو أحد البنوك الكبيرة، وهناك العديد من العملاء يحتفظون ببياناتهم الشخصية والمالية بأمان معنا، فإننا بحاجة إلى احترام ذلك.

خدمة العملاء تُعد واحدًا من أكثر المجالات التى تتعرض للاضطراب بسبب أدوات الذكاء الاصطناعى، التى يمكنها التحدث بطريقة تشبه الإنسان والرد على الاستفسارات. لأكثر من عقد من الزمان، استخدمت البنوك الرقمية التعلم الآلى لفرز الأسئلة عبر الإنترنت، وغالبًا ما كانت توجه العملاء إلى وكيل خدمة عملاء مباشر.

ومع ذلك، يمكن للروبوتات، المدعومة بنماذج اللغات الكبيرة “LLM“، فهم نطاق أوسع من الاستفسارات بغض النظر عن كيفية صياغتها، ويمكنها تنفيذ القرارات، مثل طلب بطاقة مصرفية، وإزالة الحاجة إلى التدخل البشرى.

وفى الشأن ذاته، قال «بلومفيلد»، من بنك مونزو، إنه يعتقد أن ذلك سيقضى على الغالبية العظمى من وظائف خدمة العملاء، على مدى الأشهر الـ١٢ المقبلة حتى ٥ سنوات تليها.

إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن العديد من البنوك وشركات التكنولوجيا المالية تستخدم بالفعل روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعى لخدمة العملاء، وقال أحد البنوك إنه قطع خطوات كبيرة مع الذكاء الاصطناعى التوليدى، حيث تلقوا أكثر من ١١ مليون محادثة على مدار العام، مع عدم احتياج أكثر من نصفها إلى تدخل بشرى، بينما فى عام ٢٠١٧، تلقت الخدمة ١٠٠٠ محادثة شهريًا، وكانت بحاجة إلى تدخل.

وقالت شركة كلارنا السويدية للتكنولوجيا المالية إن مساعد الذكاء الاصطناعى الخاص بها يمكنه القيام بمهمة ٧٠٠ موظف فى خدمة العملاء وحل الاستفسارات فى أقل من دقيقتين، مقارنة بـ١١ دقيقة سابقًا، ونتيجة لذلك، توقعت الشركة توفير ٤٠ مليون دولار من تكاليف خدمة العملاء هذا العام.

وأضافت أن تدريب النماذج على التعامل مع الفروق الدقيقة كان أمرًا بالغ الأهمية لنجاحها، حيث تم تدريبها على الدلالات العاطفية، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، لأن فهم علم النفس أمر فى غاية الأهمية، وإذا لم تفهم خدمة العملاء الأمر بالشكل الصحيح، فقد يؤدى ذلك إلى إثارة غضب الكثير من العملاء.

وكان لزامًا على البنوك أيضًا أن تكون حريصة على طرح هذه التكنولوجيا الناشئة، مع الالتزام بقواعد الامتثال الصارمة، التى تفرضها الصناعة والتنقل فى بيئة تنظيمية غير مسبوقة.

وذكر التقرير أنه فى عام ٢٠٢٢، حكمت محكمة هولندية حكمًا تاريخيًّا صدر لصالح بنك بونك الجديد وضد البنك المركزى الهولندى، بعد أن رفع دعوى قضائية لمنعه من استخدام الذكاء الاصطناعى لإجراء فحوصات غسل الأموال.

إلى ذلك، رفع المنظمون، فى مايو الماضى، القيود المفروضة على التكنولوجيا المالية الألمانية بالنسبة لبنك نيوبنك الألمانى، بعد أن قام بتحسين إجراءات التدقيق، لسنوات عديدة، حيث فرض البنك حدًّا على تسجيل العملاء الجدد بسبب ضعف ضوابط غسل الأموال، وواجه غرامات بملايين اليورو بسبب التأخر المستمر فى تقديم تقارير الأنشطة المشبوهة.

واستخدم “الزبيرى”، الذى تحدث فى مؤتمر تى إن دبليو للتكنولوجيا الذى عقدته صحيفة فاينانشيال تايمز خلال يونيو الماضى، مثال شيكات غسل الأموال، حيث تقوم المؤسسات عادة بتعيين موظفين للبحث فى جداول البيانات بحثًا عن أنشطة غير عادية.

اترك رد

Your email address will not be published.