هل اقترب عصر الذكاء الاصطناعي الواعي؟

12

AI بالعربي – متابعات

استغرق الذكاء الاصطناعي التوليدي كتقنية “ChatGPT” شهرين فقط كي يصل إلى 100 مليون مستخدم، وهو رقم قياسي بالمقارنة مع الزمن الذي استغرقته التقنيات الأخرى للوصول إلى العدد نفسه من المستخدمين، فتيك توك استغرق 9 أشهر، وواتساب 40 شهرا، ويوتيوب 49 شهرا، وفيسبوك 54 شهرا، والإنترنت 80 شهرا، والهاتف المحمول 190 شهرا، والسيارة 400 شهر، والهاتف السلكي 900 شهر.

وعلى الرغم من اتفاق معظم رجال الأعمال والتقنيين على أهمية الدور الذي بدأ يلعبه الذكاء الاصطناعي في حياتنا، فإن الآراء تختلف بشكل كبير حول مدى اقترابه من الذكاء الاصطناعي العام والواعي.

“الواعي” و”المستيقظ”

يتداول حاليًا في الأوساط العلمية وأوساط مدراء الشركات والمفكرين مصطلحان هما “الذكاء الاصطناعي الواعي Sentient AI”، و”الذكاء الاصطناعي المستيقظ Woke AI”. وفيما يشير المصطلحان إلى مفاهيم مختلفة في سياق الذكاء الاصطناعي، فإن كلاهما يتعلق بميزات متقدمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي الواعي: يشير إلى الذكاء الاصطناعي الذي يملك مستوى من الوعي الذاتي والوعي بالعالم الخارجي، بما في ذلك الشعور بالألم، والمتعة، والمشاعر الأخرى. يثير الذكاء الاصطناعي الواعي أسئلة عن حقوق الروبوت ومسؤولياته والمعاملات الأخلاقية المرتبطة بذلك. والجدير بالذكر أن التقنيات الراهنة لم تتمكن بعد من إنتاج الذكاء الاصطناعي الواعي، لكن يتوقع بعض العلماء المتفائلين أن نصل إليه خلال بضع سنوات.

الذكاء الاصطناعي المستيقظ: لا يملك تعريفا صارما، ولكنه يشير عموما إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يتم تصميمها بحيث تعالج القضايا الأخلاقية والاجتماعية والثقافية، فتتجنب التحيزات العرقية والجنسية والاقتصادية، وتحترم التنوع.

ليس الجميع يتفق على الذكاء الاصطناعي

لا يتفق الجميع على أن الذكاء الاصطناعي سيصل قريبًا إلى مستوى ذكاء الإنسان ويمتلك الوعي، بل حذر أستاذ الاقتصاد والحائز على جائزة نوبل بول رومر، من المبالغات الجارية حاليا بشأن تطور الذكاء الاصطناعي، فقال في مؤتمر “يو بي إس UBS” الآسيوي للاستثمار الذي عقد في هونغ كونغ أواخر شهر مايو الماضي “الثقة الجامحة السائدة حاليًا بشأن المسار المستقبلي للذكاء الاصطناعي عالية جدًا، وقد لا تتناسب مع التطورات المستقبلية الفعلية، وقد تؤدي إلى خطأ فادح للغاية”.

تحذيرات حول الذكاء المستيقظ

أما فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي المستيقظ، فيوجد إجماع على أن حقبته قد بدأت مع برامج الدردشة التي ترتكز على الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، وجوجل جيمني “Gemini”، والتي تجيب عن الأسئلة المرتبطة بالثقافة والأخلاق والتنوع الاجتماعي.

لكن يحذر بعض الخبراء من أن الذكاء الاصطناعي المستيقظ متحيز “حتى الآن على الأقل”، فمثلًا أظهر جيمني صورًا لأشخاص سمر البشرة وآسيويين يرتدون الزي العسكري الألماني النازي في فترة الحرب العالمية الثانية، كما أظهر صورًا لهنود حمر يرتدون زي الفايكونغ، وهو ما اعتبره الخبراء تزييفًا للتاريخ.

لكن مشكلة الذكاء الاصطناعي المستيقظ لا تقتصر على جيمني، بل تتعلق بجميع نظم الذكاء الاصطناعي التوليدي، كونها ترتكز على الكميات الهائلة من البيانات التي يتم تدريب أدوات الذكاء الاصطناعي عليها، بما في ذلك بيانات عنصرية ومتحيزة.

اترك رد

Your email address will not be published.