ثورة في تحرير الجينات بعد تطوير جزيئات بواسطة الذكاء الاصطناعي

ثورة في تحرير الجينات بعد تطوير جزيئات بواسطة الذكاء الاصطناعي

AI بالعربي – متابعات

كشفت شركة Profluent Bio الأميركية عن تطوير نظام ذكاء اصطناعي قادر على تصنيع جزيئات غير موجودة في الطبيعة، مع إمكانية إحداث ثورة في تحرير الجينات وعلاج حتى أندر الأمراض. ويمثل النظام، المسمى OpenCRISPR-1، قفزة كبيرة إلى الأمام في الهندسة الوراثية، إذ يقدّم حلولًا مخصصة لعدد لا يُحصى من الحالات الطبية.

وبحسب موقع “الديلي ميل”، فقد كشف الرئيس التنفيذي للشركة، علي مدني، أن محرري الجينات المصممين بالذكاء الاصطناعي خضَعوا لاختبارات صارمة في الخلايا البشرية، ما يدل على وظائف استثنائية مع الحد الأدنى من التعديلات غير المقصودة في الحمض النووي. ويمثل هذا الإنجاز الرائع خروجًا عن طرق تحرير الجينات التقليدية، مثل تقنية كريسبر، التي تعتمد على محررات الجينات الموجودة بشكل طبيعي في البكتيريا.

وينبع نجاح النظام من تدريبه المكثف على قاعدة بيانات واسعة تضم5.1 مليون بروتين مرتبط بتقنية كريسبر، ما يمكنه من توليد تسلسلات جزيئية جديدة مصممة لتحرير الجينات بدقة. ومن خلال الفحص الدقيق، قام الذكاء الاصطناعي بتضييق نطاق النتائج لتحديد OpenCRISPR-1، الذي لم يطابق أداء البروتينات التقليدية فحسب، بل خفف أيضًا بشكل كبير من التأثيرات غير المستهدفة بنسبة 95%.

وشدد مدني على أهمية هذا الإنجاز، ووصفه بأنه على عكس تقنيات تحرير الجينات السابقة، يقدم جزيئات غير موجودة في الطبيعة، ما يوفر فرصًا غير مسبوقة للابتكار العلاجي.

وشددت هيلاري إيتون، الرئيس التنفيذي للأعمال في الشركة، على الحاجة الملحة لتسريع تطوير تقنيات تحرير الجينات لمجموعة واسعة من الأمراض المستعصية حاليًّا. وأشادت بظهور العلاجات القائمة على كريسبر للاضطرابات الوراثية ووصفتها بأنها تحويلية، لكنها شددت على أهمية توسيع هذه التطورات لتلبية مجموعة متنوعة من الاحتياجات الطبية.

ولتحقيق هذا الهدف الطموح، استفاد فريق مدني من نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) المدربة على البيانات الوراثية الشاملة، وتسخير الذكاء الاصطناعي لفك شفرة لغة الحياة وتصميم الأدوية المخصصة. ومن خلال تجاوز القيود التي تفرضها القيود الطبيعية، برز الذكاء الاصطناعي كأداة قوية في البحث عن الطب الشخصي. وقد أثبتت التجارب السريرية بالفعل فاعلية تقنية كريسبر في علاج الأمراض الوراثية، ويأتي دمج الجزيئات المصممة بواسطة الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتها العلاجية.

في خطوة نحو الشفافية والابتكار، تعتزم Profluent Bio فتح المصدر OpenCRISPR-1، ما يجعلها متاحة لكلٍّ من التطبيقات البحثية والتجارية. ويعتقد مدني أن هذا النهج التعاوني سوف يحفز المزيد من التقدم في البحوث الجينية ويسهل التطوير السريع لعلاجات جديدة.

من خلال إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى برامج تحرير الجينات المصممة بالذكاء الاصطناعي، تهدف Profluent Bio إلى تحفيز عصر جديد من الابتكار الطبي، حيث يصبح الطب الدقيق المصمم خصوصًا لتلبية احتياجات المرضى الفردية هو القاعدة. ومن خلال التحسين المستمر والتعاون مع المجتمع العلمي، تسعى الشركة إلى تحقيق الإمكانات الكاملة لتحرير الجينات المعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين صحة الإنسان.

Related Posts

“من يملك الماضي حين تصمّمه الخوارزميات؟”

“من يملك الماضي حين تصمّمه الخوارزميات؟” AI بالعربي – متابعات مقدمة الماضي كان يومًا ذاكرة الإنسان وحده. يرويه من عاشه، ويحفظه التاريخ في الكتب والقصص والصور. لكن في عصر الذكاء…

“سلوك الإنسان كمادة خام”.. النماذج تولّد المستقبل من أخطائنا

“سلوك الإنسان كمادة خام”.. النماذج تولّد المستقبل من أخطائنا AI بالعربي – متابعات مقدمة منذ ظهور الذكاء الاصطناعي، كان الإنسان يظن أنه هو من يُعلِّم الآلة. لكن الواقع انقلب رأسًا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 166 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

  • أكتوبر 1, 2025
  • 256 views
حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

  • سبتمبر 29, 2025
  • 268 views
الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

  • سبتمبر 26, 2025
  • 204 views
تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟

  • سبتمبر 24, 2025
  • 233 views
كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟

الذكاء الاصطناعي في قاعة التشريفات: ضيف لا مضيف

  • سبتمبر 18, 2025
  • 164 views
الذكاء الاصطناعي في قاعة التشريفات: ضيف لا مضيف