الشرطة الأميركية تستخدم الذكاء الاصطناعي في إعداد التقارير اليومية
AI بالعربي – متابعات
كشفت شركة أكسون للتقنيات الشرطية عن نظام رقمي جديد يتيح لرجال الشرطة بالولايات المتحدة، كتابة تقارير عن مهامهم اليومية، عبر تفريغ الفيديوهات التي تصورها كاميرات المراقبة المُعلقة بزيهم الرسمي، وذلك اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي.
وبحسب مجلة فوربس، فإن النظام الجديد، ويعرف باسم Draft One، يستخدم نموذج GPT-4 Turbo الذكي، المطور من شركة OpenAI، لكتابة تفريغ نصي للفيديوهات التي تصورها فيديوهات المراقبة التي تلازم رجال الشرطة الأميركية في عملهم اليومي، مما يوفر قرابة 80% من الوقت المستغرق في كتابة التقارير.
يُذكر أن تلك التقارير يحتاج رجال الشرطة لكتابتها يومياً، لأنها تستخدم في التحقيقات المختلفة بشأن البلاغات، وهي تستحوذ على قرابة نصف وقت عمل رجال الشرطة في الولايات المتحدة يومياً، بحسب التقرير.
واختبرت الشركة نظامها الجديد بالتعاون مع أحد أقسام الشرطة في ولاية كولورادو الأميركية، وأكد ريك سميث، مدير أكسون التنفيذي، أن النظام نجح في توفير 25% من وقت عمل رجال الشرطة، بحيث يمكنهم استغلاله في أعمال الحفاظ على سلامة وأمان الشارع الأميركي.
مخاوف من “الهلاوس”
اعترف سميث بأن النظام الجديد ينطوي على بعض المخاطر، خاصة على مستوى فكرة التفرقة العنصرية، إذ أوضح أن المخاوف والانتقادات الموجهة إلى “أكسون ون” منطقية، مشيراً إلى أن هذه النقطة تعتبر ضمن المخاطر التي تعمل الشركة على معالجتها خلال الفترة المقبلة.
وعلى مستوى الجانب التقني للنظام، أوضح نوح سبيتزر ويليامز، مدير منتجات الذكاء الاصطناعي في أكسون، أن الشركة اختارت بناء نظامها الجديد على نموذج GPT-4 Turbo، مع مراعاة الحد من تدخل النموذج في كتابة التقارير، فالنموذج ملتزم بشكل صارم بما تلتقطه ميكرفونات كاميرا المراقبة، بحيث يكون تفريغاً نصياً ليس أكثر، دون أية إضافة من جانب النموذج، وذلك تجنباً لحدوث أي تحيز.
وأشار نوح إلى أن الشركة أجرت اختبارات عبر تحليل مئات العينات من التفريغ النصي باستخدام “درافت ون”، لمواقف حقيقية مر بها رجال شرطة كولورادو خلال فترة التجربة.
واعتمدت الاختبارات على استبدال الكلمات المعبرة عن العرق واللون، للوقوف على درجة التحيز التي قد تحدث من جانب النظام، وأفادت الاختبارات بأن “درافت ون” لم يغير صياغته للتقارير عند تغيير العرق واللون للأشخاص الذين يتعامل معهم رجال الشرطة، مما ينفي شبهة التحيز والتفرقة العنصرية.
زودت أكسون نظامها الجديد بسجل يخزن بداخله مسار التعديلات التي يتم إجراؤها على التقارير المنتجة بواسطته، بحيث يمكن تتبع التعديلات ومعرفة من قام بها، وما أضافه.
كذلك، نظام “درافت ون” في بعض الأحيان بعد أن يقوم بالتفريغ النصي لفيديو معين، يطلب من رجل الشرطة أن يتدخل ليعدل ويكتب معلومات إضافية بشأن بعض جوانب الفيديو المبهمة وغير المتوفرة في سياق الفيديو، ليصبح التقرير أكثر معلوماتية.
ونصح مدير أكسون، رجال الشرطة بعدم استخدام النظام الجديد لكتابة تقارير بشأن المواقف العنيفة أو التي تتضمن أحداث متسارعة، لأن طبيعة تلك المواقف تتضمن تفاصيل عديدة، لن يتمكن من رصدها التفريغ النصي للمواقف، وبالتالي يجب على رجل الشرطة الاعتماد على حواسه وتقديره، وكذلك ذاكرته ورؤيته للموقف لوصفه وتقديم صورة متكاملة عنه.