أصداء الذكاء الاصطناعي على التمويل “1 من 5”

18
جيف كيرنز

تشير التنبؤات إلى أن المؤسسات المالية ستضاعف حجم إنفاقها على الذكاء الاصطناعي بحلول 2027 وتشكل أدوات الذكاء الاصطناعي والأشخاص الذين سيستخدمونها العناصر الجديدة التي يجب أن تمتلكها المؤسسات المالية والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم. ففي يونيو 2023، أعلن بنك جي بي مورجان تشيس وشركاؤه 3600 وظيفة شاغرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك وفقا لما ذكرته شركة إيفيدنت إنسايتس المحدودة، وهي شركة مبتدئة مقرها لندن تقوم بتتبع قدرات الذكاء الاصطناعي على مستوى شركات الخدمات المالية. وقالت ألكسندرا موسافيزاده، مؤسسة الشركة: “توجد حاليا حرب لاستقطاب المواهب. والتأكد أنك في طليعتها اليوم لهو حقا مسألة حياة أو موت”.

وعلى غرار التطورات التكنولوجية الهائلة الأخرى، يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانات جديدة، مصحوبة أيضا بأخطار جديدة. وربما كان نشاط الخدمات المالية من بين أكبر القطاعات المستفيدة من هذه التكنولوجيا، التي قد تمكنها من حماية الأصول وتوقع أوضاع الأسواق على نحو أفضل. أو ربما كان هذا القطاع سيخسر كثيرا إذا شجع الذكاء الاصطناعي عمليات السرقة أو الاحتيال أو الجرائم الإلكترونية، أو حتى أدى إلى أزمة مالية لا يمكن للمستثمرين تصورها اليوم.

ولا يزال تأثير إطلاق شركة “OpenAI” لنموذج الذكاء الاصطناعي “ChatGPT” في نوفمبر 2022 ينتقل عبر مجال التمويل وغيره من القطاعات. فسرعان ما تجاوز عدد مستخدميه 100 مليون مستخدم، ليصبح بذلك أسرع التطبيقات نموا في تاريخ شبكة الإنترنت.  وفي مجال التمويل، أصبح الطلب على الأشخاص الذين يعرفون كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي عالميا. وقالت موسافيزاده، وهي اقتصادية وخبيرة في علم الرياضيات، وعملت سابقا رئيسة مشاركة لشؤون المخاطر القطرية في مؤسسة مورجان ستانلي، إن ثلاث مدن من بين المدن التي تحتل المراكز العشرة الأولى في مؤشر شركة إيفيدنت للمواهب موجودة في الهند.

وبشأن تمويل الذكاء الاصطناعي يؤكد تدفق الأموال من المؤسسات المالية وغيرها من المؤسسات إلى مجال الذكاء الاصطناعي الأولويات الجديدة. ووفقا لشركة البيانات الدولية (International Data Corp)، ستشهد مبيعات البرمجيات والأجهزة والخدمات اللازمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي قفزة بنسبة 29 في المائة هذا العام لتبلغ 166 مليار دولار، وتصل إلى 400 مليار دولار بحلول 2027. وأوضحت الشركة، التي تعمل في مجال بحوث السوق، أن حجم إنفاق القطاع المالي سيتجاوز الضعف ليبلغ 97 مليار دولار في 2027، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 29 في المائة الذي يعد الأسرع بين القطاعات الرئيسة الخمسة.

وتتبنى صناديق التحوط، التي طالما كانت لها الريادة في مجال التكنولوجيا بالغة التطور، الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويستخدم نصف هذه الصناديق تقريبا نموذج الذكاء الاصطناعي “ChatGPT” بحرفية، وأكثر من ثلثي هذه النسبة يستخدمه لكتابة النصوص الخاصة بالتسويق أو لتلخيص التقارير أو الوثائق، وذلك وفق مسح أجراه بنك بي إن پي – باريبا لصناديق تبلغ قيمة أصولها مجتمعة 250 مليار دولار.

المصدر: الاقتصادية
اترك رد

Your email address will not be published.