الذكاء الاصطناعي فى الانتخابات الأمريكية

الذكاء الاصطناعي فى الانتخابات الأمريكية

عبد اللطيف المناوي

نحن على موعد مع أن يكون الذكاء الاصطناعي هو بطل انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2024، لأنه قد يؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات، وبالتالى سيكون له أبلغ التأثير في اختيار رئيس أكبر دولة في العالم. ولكن كيف يحدث ذلك؟ تشير أغلب استطلاعات الرأى إلى أن كثيرًا من الأمريكيين لا يثقون في السياسيين الآن، وعليه فإن مسألة توجيه هؤلاء السياسيين للناخب باختيار مرشح بعينه باتت أشبه بـ”الموضة القديمة”، لهذا قد يلجأ الناخب إلى برامج الذكاء الاصطناعي لاختيار مرشحه بعيدًا عن البرامج وعن توجهات الساسة.

وقد شعرت شركة “جوجل” الأمريكية بهذا الأمر، فأعلنت منذ أيام أنها ستقيد أنواعًا معينة من الاستفسارات المتعلقة بالانتخابات على برنامج الدردشة الآلى الخاص بها “BARD”، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، وتحديدًا من أوائل العام المقبل، وذلك من باب “الحذر الزائد” كما سمته “جوجل”.

هذا من جانب اختيار الناخبين لمرشحهم، أما على الجانب الآخر فإن بعض المرشحين الذين ينوون خوض غمار المنافسة قد بدأوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي في حملاتهم، استلهامًا من تجربة الروبوت “آشلى”، الذي تستخدمه المرشحة الديمقراطية شامين دانيلز في الترويج لنفسها في انتخابات الكونجرس المقبلة. إذ تستخدم “دانيلز” “آشلى” في الرد على استفسارات الناخبين والمتصلين بها هاتفيًا، والمدهش في الأمر أن ردود “آشلى” غير مسجلة مسبقًا، أي أنها ترد على الاستفسارات الهاتفية بشكل آنى وحالى وسريع، وذلك بالطبع باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وتشير بعض التقارير إلى أن بعض المرشحين سوف يستخدمون برنامج “ChatGPT” لإنتاج مسودات أولية للخطابات والمواد التسويقية للحملات الانتخابية، بالإضافة إلى استخدامه في رسائل البريد الإلكترونى والرسائل النصية لجمع التبرعات. لكن ذلك قد يكون سلاحًا ذا حدين، خصوصًا إذا ما استخدم بعض المرشحين تلك المواقع في كتابة بعض القصص الخيالية الملفقة لصالح أو ضد مرشح بعينه. ومن الواضح أن المعركة بين المحتوى المزيف الذي يتم إنشاؤه وبين آليات الكشف التي تسعى للتصدى له ستتصاعد، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. خصوصًا عندما نعرف أن شركة «ميتا» أو «فيسبوك» سابقًا أكدت أنها منعت الحملات السياسية والإعلامية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي على منصاتها لهذا السبب. استخدامات الذكاء الاصطناعي تظل حتى الآن لها جوانبها الإيجابية، كما أن لها جوانبها السلبية، ولهذا هي تشبه تكنولوجيا المفاعلات النووية، مثل ما لها من استخدامات نافعة، لها أيضًا استخدامات ضارة بالبشرية، وماذا قد يضر أكثر من اختيار رئيس أمريكى غير موفق.

المصدر: اليوم السابع

Related Posts

عصر “الذكاء الاصطناعي” والفن الموحد: هل يختفي التنوع البصري؟

AI بالعربي – خاص لم يكن مستخدمو منصات توليد الصور يدركون أنهم، وهم يكتبون أوامر نصية قصيرة، يشاركون في إعادة رسم خريطة الذوق البصري العالمي. دراسة حديثة نشرتها منصة Kapwing،…

الذكاء الاصطناعي يقود طفرة غير متوقعة في الطلب العالمي على الطاقة

AI بالعربي – متابعات كشف تقرير اقتصادي حديث أن التوسع السريع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح عاملًا رئيسيًا في زيادة الطلب العالمي على الطاقة. وأشار التقرير إلى أن هذا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

الذكاء الاصطناعي يشكل اقتصاداتنا.. ما النتائج؟

  • نوفمبر 29, 2025
  • 104 views
الذكاء الاصطناعي يشكل اقتصاداتنا.. ما النتائج؟

الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

  • نوفمبر 22, 2025
  • 143 views
الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

  • نوفمبر 10, 2025
  • 229 views
الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

  • نوفمبر 8, 2025
  • 236 views
في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

  • أكتوبر 30, 2025
  • 253 views
“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 395 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر